تقاريرغير مصنف

قرية “خبزة” اليمنية .. عام من القتل والانتهاكات والنزوح

في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من نوفمبر من العام الماضي، أحكم المسلحون الحوثيون قبضتهم على قرية “خبزة”، الواقعة بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، بعد نحو أسبوع من المواجهات مع القبائل هناك.

 يمن مونيتور/ تقرير خاص
في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من نوفمبر من العام الماضي، أحكم المسلحون الحوثيون قبضتهم على قرية “خبزة”، الواقعة بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، بعد نحو أسبوع من المواجهات مع القبائل هناك.
 
يومذاك، قال شهود عيان إن الحوثيين استخدموا صواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة، مسنودين بطائرات أمريكية دون طيار “درونز”، إضافة إلى طلعات نفذها سلاح الجو اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون يومها.
 
وبمناسبة مرور عام على سيطرة الحوثيين على قرية “خبزة” وتهجير سكانها، أطلق نشطاء محليون حملة للتضامن معها، ومن ضمنها هاشتاغ: #خبزة_عام_من_الانتهاكات.
 
تقول إحصائية أعدها ناشطون من “خبزة”، حصل “يمن مونيتور” على نسخة منها، إن نحو 43 شخصاً قتلوا، وجرح 86 آخرون، فيما تم اختطاف 28 آخرين، وتمت تصفية 5 أشخاص بعد خطفهم، إضافة إلى أن كل الأسر التي في القرية والبالغة 257 نزحت خارجها، وسكنت الجبال والوديان.
 
وتضيف احصائية أصدرها القائمون على الحملة التضامنية أن عدد المنازل التي فجرها الحوثيون بالكامل بلغ 16 منزلاً، فيما هدموا جزئياً نحو 30 منزلاً وتضررت 50 منزلاً بأضرار متفاوتة، فيما طال النهب كل منازل القرية. حسب الناشطين.
 
وأشارت الإحصائية إلى أن 8 محلات تجارية نهبت بالكامل، وأحرقت 4 آبار مياه، ودمرت 3 سيارات، ونهب 7 سيارات أخرى.
 
كانت البداية التي استفتح بها الحوثيون دخولهم للمدينة يوحي بأن مستقبل القرية سيكون كارثياً، وها هو كارثي بالفعل بعد عام، فقد بدأ الحوثيون بتفجير عدة منازل لمواطنين من أهالي القرية ممن شاركوا في مقاومتهم.
 
وينقل أحد الناشطين من أهالي القرية أن “دور منظمات المجتمع المدني محدود جداً، لا يتجاوز سلة غذائية أو فرش أو بطانيات، وهي لا تكفي لسد حاجيات النازحين”.
 
ويضيف في حديث لـ”يمن مونيتور”، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن “بكل شفافية ومصداقية لم يكن هناك أي دور يذكر للحكومة، ولم تعطَ “خبزة” ولا أهلها أي اهتمام، فضلاً عن تقديم أبسط المقومات الاغاثية للنازحين من بيوتهم الذين يعيشون في رؤوس الجبال وبطون الأودية”.
 
ويتابع، “لم يقم أحد بمساعدة من تضررت منازلهم من الحرب، حتى يتمكنوا من إصلاح ولو جزء يسير من منازلهم، ومن ثمّ العودة إليها، لذا فضلوا البقاء في مناطق النزوح على أن يعودوا إلى ما يشبه الخراب”.
 
ويقول “عبدالله الخبزي”، أحد سكان القرية، إنهم غادروا منازلهم العام الماضي بعد أن تعرضت للقصف بالمدفعية والصواريخ، وقتل الكثير من أبناء القرية حين تسلل إليها حوثيون بعد نحو أسبوع من المواجهات”.

وأضاف في شهادته لـ”يمن مونيتور” حول ما جرى، “كان الجرحى يموتون أمام أعيننا ولا نملك حيلة لعلاجهم، ونفدت الذخيرة منا، لذا قررنا الخروج من القرية لأننا لا نمتلك سلاحاً كافياً لمواجهة آلة الحرب التي بيد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح”.
 
وأشار، “اكتفينا بمهاجمة الحوثيين من خارج القرية بالسلاح التقليدي، وحين شعروا بالاستنزاف في الأرواح والمعدات تركوا القرية وطلعوا رؤوس الجبال”.
 
وحول خسائر أهالي القرية يقول “الخبزي”، “أغلب المنازل هدمت، والمزارع يبست، وتضررت الثروة الحيوانية بسبب الجفاف ونقص المياه”، لافتاً إلى أن “بعض الأسر ما يزال نازحاً بسبب تدمير منازلها بالكامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى