كان سالم عياش المفسبك اليمني الشهير، صاحب الطلب الأغرب في العالم “مليون لايك” مهراً لابنته، من أجل لفت أنظار المجتمع إلى قضية إجتماعية حساسة تتمثل في غلاء المهور، ولقد نجح سالم عياش في خضّ الساحة المجتمعية، ورمى بصخرة فكاهية زلزلت الواقع، وحركت مياه المغالاة في المهور، وكان مادة ساخنة في الإعلام المحلي والدولي، بوسائله المختلفة، لاقى تغطية واسعة حينها. كان سالم عياش المفسبك اليمني الشهير، صاحب الطلب الأغرب في العالم “مليون لايك” مهراً لابنته، من أجل لفت أنظار المجتمع إلى قضية إجتماعية حساسة تتمثل في غلاء المهور، ولقد نجح سالم عياش في خضّ الساحة المجتمعية، ورمى بصخرة فكاهية زلزلت الواقع، وحركت مياه المغالاة في المهور، وكان مادة ساخنة في الإعلام المحلي والدولي، بوسائله المختلفة، لاقى تغطية واسعة حينها.
منذ ذلك الحين، صعد نجم الناشط الاجتماعي “سالم عياش”، ينشر في صفحته التي لم يقبل ضميره الرهيف أن يرهق صهره، زوج ابنته باتمام المليون الإعجاب “like”، بل اكتفى بالنقاش الذي أحدثه حول القضية، وأكمل مشواره الذي بدأه في القيام بواجبه المجتمعي في نقد السلبيات والدفاع عن الحقوق العامة والحريات، وذلك ما أزعج الخصوم الذين تربصوا به وألقوه في غياهب الغياب بعد اختطاف اجرامي في حقه، وحق المجتمع قبل أيام في تعز.
قبل نحو شهرين كان صديق لي يخرج من أحد السجون الجديدة لثنائي الانقلاب الحوثي-المخلوع، وأخبرني بأن في مدينة معبر، 30 كلم شمال ذمار، يقبع عشرات اليمنيين في أحد “الهناجر” الكبيرة؛ ربما يصل العدد إلى فوق مائة مواطن، كانوا يتعرضون لتعذيب نفسي وجسدي موغل في الوحشية، والمفارقة أن بجوار المعتقل الكبير مولدات كهربائية ضخمة لا تتوقف عن الضجيج، في هكذا أزمات وقود؛ والغرض من ضجيجها -قال صاحبي- حتى لا يعلم المختطفين بأي واد هم!!
في سجن قسم الوحدة بذمار عشرات المختطفين؛ خرجت تفاصيل مرعبة، ألقى الحوثيون القبض على مغترب قادم من البحرين من أبناء الضالع، قبل سبعة أشهر، نهبوا كل ما بحوزته، ورموه في السجن، لا تهمة له ولم يخبروا أهله ولا تركوه يفعل! وما أقسى أن يباع الرجال في قارعة الطريق وينهبوا كقطع الأحجار ثم يرموا في النسيان المحاط بالإجرام، ما أقسى أن يبحث عنك أطفالك في غربتك وأنت في زنزانة بجوارهم منذ شهور بلا تهمة ولا وطن ولا عمل ولا مهجر، بل غربة من نوع آخر على طريقة الميليشيا!!
كم عدد المخفيين في هذا الوطن؟!
من منهم قتلته الطائرات، ومن منهم تحت أقبية السجون السرية والمعتقلات، ومن منهم فقد عقله نتيجة التعذيب الوحشي من قبل المجرمون الجدد!!
يقضي “سالم” أسبوعه الأول بعيدا عن واجبه المجتمعي في الدفاع عن الحقوق العامة والحريات الإنسانية، يخضع لإجازة قسرية في ضيافة صاخبة تتضاعف فيها حفلات التعذيب، بينما تحتفظ سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية بنحو 16 ألف تصريح منحته لمنظمات المجتمع المدني، كلها لم تحرك ساكنا، وقد تخذل عياش كما خذلت من قبله!!
الأمر في غاية الخطورة، والانقلابيون يستغلون الحرب، ويسثمرون القصف وأخطاء الطائرات لتقطيع القيم المجتمعية، وتفكيك أواصر الإنسانية!
وهذا يتطلب ميلاد قوة مجتمعية على قدر التحدي تظطلع بمسؤولية تاريخية وطنيا وانسانيا تنقذ “عياش! ، وتخرج المغترب صاحب الضالع، وتفتش اقسام الشرطة والمعتقلات السرية، وتجهر بالحق ومحاربة الجريمة، فالخطر كارثي وفوق العقل، وثمن الصمت لا يمكن تخيله.