المجلس الأطلسي يتحدث عن أسباب تُحمّل حزب الله مسؤولية انفجار مرفأ بيروت
يمن مونيتور/متابعات
شكك المجلس الأطلسي في تصريحات زعيم ميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله، بأن “لا علاقة للحزب بتفجير مرفأ بيروت ولا علم بالمواد التي تحتويها عنابر التخزين”، وعدد تقرير المجلس الأسباب التي تجعل الحزب مسؤولا عما حصل، ولكنه في نفس الوقت لم يجزم بأن المواد المتفجرة في المرفأ تابعة مباشرة لمخزونه من المتفجرات والصواريخ.
وقال المجلس، وهو مؤسسة بحثية مختصة في الشؤون الدولية: “لو اعتبرنا أن حزب الله ليس له علاقة بشحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت، على الرغم من تاريخه الطويل في استخدامها في عملياته وتخزينها في ألمانيا ولندن وتايلاند وقبرص والكويت، إلا أنه يتحمل مسؤولية الانفجار باعتباره المسؤول الأول عن المرفأ”.
وأكد أنه لا ينبغي إبراء ذمة حزب الله من المسؤولية عن الحادث، حيث ليس من المعقول أن الجماعة لم تكن على علم بوجود الشحنة القاتلة في مستودع الميناء، وخصوصا أن وفيق صفا (مسؤول الارتباط في حزب الله) يسيطر بشكل واضح ومباشر على كل المعابر البحرية والبرية في لبنان بما في ذلك مرفأ بيروت، وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية.
وبالإضافة إلى صلات الحزب القوية بأجهزة الاستخبارات اللبنانية، والتي تنسق معه في معظم الأمور، فإنه يفاخر دائما بأجهزته الاستخبارية الخاصة القوية والواسعة، وكل هذا يثبت أنه كان على دراية بوجود هذه المواد الخطرة في مرفأ الميناء، بحسب التقرير.
وأضاف أن الحزب يدرك ويعلم جيدا خطورة هذه المواد من الناحية العسكرية، ومدى خطورتها على حياة المدنيين أكثر من حزب أو تيار في لبنان، فقد هدد نصر الله سابقا باستهداف إسرائيل بنفس الطريقة، عبر تفجير مخزون النترات في ميناء حيفا، وقال: “سيكون مثل قنبلة نووية بالضبط”، وكان يهدد حينها بقصف الميناء بالصواريخ في حال اندلاع حرب جديدة.
دويلة حزب الله
علاوة على ذلك، باعتباره الفصيل الأقوى في لبنان، الذي يمتلك أجهزته العسكرية الخاصة وكتل برلمانية ووزارية مؤثرة، أدت إلى خلق دويلة داخل الدولة، كل هذا يؤكد أن حزب الله كان قادرا على تجنب وقوع هذه الكارثة.
وأشار تقرير المجلس إلى أن الحزب كان لاعباً سياسياً حاسماً في البرلمان منذ 1992 ومجلس الوزراء منذ 2005، وشكل تحالفات لزيادة عدد مقاعده في الحكومة، ولتعزيز مصالحه أو عرقلة الحياة السياسية في لبنان حين يرى ذلك مناسبا لمصلحته، ومع ذلك ، لم يستخدم الحزب في أي وقت من الأوقات هذا النفوذ الضخم لإثارة قضية نترات الأمونيوم المخزنة في ميناء بيروت.
وأضاف أنه منذ عام 2013، تولى حلفاء حزب الله حقيبتي النقل والمالية، والأولى مسؤولة عن جميع الموانئ اللبنانية، بما في ذلك موانئ بيروت، والثانية هي الوصية على مصلحة الجمارك.
وتحدث التقرير عن، أجهزة حزب الله الإعلامية، فإذا لم يستخدم الحزب طريق السياسية للتحذير من وجود هذه المواد، فلماذا لم يستخدم إعلامه، أو منبر نصر الله الذي يستخدمه كثيرًا، لزيادة الوعي بالخطر الكامن في ميناء بيروت.
وقال المجلس: “يقدم حزب الله نفسه على أنه مختلف عن غيره من الفصائل السياسية اللبنانية، مثل أنه مكافح للفساد ومهتم لأمن لبنان وكرامته وسيادته، وهكذا يبرر الاحتفاظ بترسانته الضخمة، إلا أن فشله المطلق في إثارة مسألة 2750 طناً من نترات الأمونيوم، يدل بشكل قاطع على زيف مزاعمه أو سكوته عن وجود هذه الكمية بين الأحياء السكنية”.
وإذ ختم التقرير سائلا: “غالبًا ما يقول نصرالله إن حزبه موجود في أي مكان يجب أن يكون فيه، ولكن أين كان في هذه الكارثة؟”، رأى أنه على الأرجح انشغل بالعرقلة المستمرة للإصلاحات الحاسمة التي كان من الممكن أن تجنب لبنان هذه الكارثة.
ترجمة: الحرة