جنيف2 وخيارات الرئيس هادي
أعلن الجانب الحكومي المؤيد لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم الأثنين المواقفة في الذهاب الى جنيف2 للمشاركة في المفاوضات مع جماعة الحوثيين وعلي عبدالله صالح ( زعماء الانقلاب في البلاد).
أعلن الجانب الحكومي المؤيد لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم الأثنين المواقفة في الذهاب الى جنيف2 للمشاركة في المفاوضات مع جماعة الحوثيين وعلي عبدالله صالح ( زعماء الانقلاب في البلاد).
تأتي هذه الموافقة في لحظة تمدد واضح لجماعة الحوثيين على مناطق كانت قد سيطر عليها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية, كما هو الحال في مدينة دمت ثاني أكبر مدن محافظة الضالع جنوباً, وثلاث مناطق في محافظة شبوة شرقاً, إضافة الى تمدد محدود في مناطق في ذباب القريبة من مضيق باب المندب الساحلي التابع لمحافظة تعز.
الذهاب الى جنيف من قبل الحكومة المتواجدة حالياً في الرياض لا ينطلق من ضغوطات دولية كما يعتقد الكثير, وأن كانت الضغوطات يواجه بها التحالف العربي بقيادة السعودية وبدرجة أساسية.
ينطلق القبول بالذهاب الى المفاوضات من إيمان راسخ لدى الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي بأن المبادرات السياسية في الحل هو ما ينبغي أن يعول عليه في حل الأزمة في اليمن.
وبالتالي, فإن التراخي الذي يبديه الرئيس هادي وفريقه عامداً في عدم دعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي من أجل استكمال التحرير, كونه يعول كلياً على المسار السياسي الذي يعتقد بأنه سيكون جزء مهم فيه.
كما أن رفضه الحوار مع جماعة الحوثيين خلال الفترة السابقة مشتركاً قبول قرار مجلس الأمن 2216 كان لرفع مستوى التفاوض, وليس لتعطيله نهائياً.
يدرك الرئيس هادي جيداً بأن تحرير مدينة تعز – وسط اليمن – سينعكس اثره بشكل سريع على باقي المحافظات الأخرى والتي لا زالت تحت سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح, ومنها العاصمة صنعاء بدرجة أساسية.
وبتحرير تعز سيجعل خيار المسار السياسي التوافقي ضعيفا, ونقاطه اقل لصالحه, فيما لو ترك الأمر على ما هو عليه الأن, الأمر الذي سيفرض على حليف كبير متواجد على الأرض وفي خط المقاومة وهو حزب الإصلاح, القبول بالمسار السياسي, والإيمان به, لإيقاف الحرب والنزيف الحاد في صفوف أعضائه وقياداته المشاركين بفعالية, وفي أبرز مدينة له حضور بارز فيها وهي مدينة تعز.
كل المؤشرات حسب مراقبين تؤكد بأن جنيف2 لن يخرج بنتائج ترضي الطرفين, بما سيجعل الفشل حليفه, بسبب البون الشاسع بين رؤية جميع الأطراف لسبل الحل للأزمة اليمنية, غير أن ذلك الأمل المتناقص لدى الشارع اليمني, لا يعفي الحكومة والرئاسة اليمنية من المضي معه الى نهاية الطريق.
التحالف العربي هو الأخر يدرك بأن الحسم العسكري بعد سبعة أشهر من الضربات والمشاركة المباشرة, وعبر مشاركة لقوات برية ليست سهلة وقد تكلف الكثير, إضافة الى أن تعقيدات المناطق المحرر في الجنوب, والوضع الإقليمي المتمثل في الملف السوري يحتم على التحالف أن ينحاز الى المسار السياسي ويؤيد رؤية الرئيس هادي.