الرئيس الإيراني السابق يستخدم “حرب اليمن” للعودة إلى الأضواء
يمن مونيتور/ خاص:
يبدو أن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد يستخدم “الحرب في اليمن” كوسيلة لتسليط الأضواء عليه مع اقتراب الانتخابات الإيرانية العام المقبل، بعد تقديم “مبادرة سلام” وارسالها للسعودية والحوثيين والأمم المتحدة.
وفي خرق لسياسة إيران المعلنة تجاه السعودية، بعث أحمدي نجاد برسالة، مليئة بما وصفته بـ “التملق والثناء”، إلى ولي العهد السعودي في يونيو/حزيران الماضي، داعيا إياه إلى التعاون لإنهاء حرب اليمن-حسب نسخة قدمها مكتب نجاد لوسائل الإعلام- أطلع عليها “يمن مونيتور”.
قالت الرسالة: “أعلم أن سعادتكم لستم سعيدين بمعاناة الأبرياء الذين يموتون ويصابون في كل يوم، وبتضرر البنية التحتية”. وتابعت: “أنت مستاء من كون الموارد الإقليمية التي يمتلكها الناس تُستخدم للدمار بدلاً من إحداث السلام والازدهار. لهذه الأسباب سوف ترحب بسلام عادل”.
ووقع الرئيس الإيراني السابق الرسالة بـ”أخوكم محمود أحمدي نجاد”.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير الثلاثاء، إن نجاد الزعيم الصدامي السابق عاد للظهور بمناشدة للسلام في اليمن وسط شائعات عن طموحات جديدة له بالعودة إلى الرئاسة الإيرانية.
وأكد نجاد في تصريحات لـ”التايمز” أنه كتب رسالة شخصية إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كال له فيها المديح واقترح عليه التوصل لحل مقبول والخروج من الحرب.
وقال أحمدي نجاد في تصريحات تلفزيونية إنه سيقدم المبادرة بعد موافقة الأطراف وردها على رسالته، وتجاهل “نجاد” الحكومة اليمنية الشرعية فقد خصص الأطراف “الحوثيين، السعودية، الأمم المتحدة” برسائله. ونشرت وسائل إعلام سعودية بعضاً مما جاء في رسالته، لكن الحوثيين لم ينشروا ما جاء في الرسالة الموجهة إليهم.
وقال في مكالمة هاتفية من طهران لصحيفة التايمز البريطانية: “ننتظر الإجابة والتعليق من كل الأطراف فقد رد البعض ولكننا أيضاً ننتظر تعليق الآخرين”.
وأضاف: “الحرب في اليمن لا منطق لها ولا سبب واضحا خلفها وهي نتاج بعض التنافس وأيضا بعض التدخلات الدولية على مستوى المنطقة وخارجها”. معترفاً بتحمل بلاده و”السعودية” جزء من المسؤولية.
وتقول التايمز إن نجاد عاد بطريقة غير متوقعة للأضواء العامة بشكل دعا بعض المعلقين للإشارة إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام المقبل. ورغم خلافه مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أثناء رئاسته بين عامي 2005 – 2013 إلا أن هناك نقصا في أصحاب التجربة والخبرة بالمعسكر المتشدد حيث سينهي المرشح المعتدل حسن روحاني فترته الثانية. ويمنع القانون الإيراني الرئيس الترشح بعد فترتين ولكنه لا يعترض على ترشحه بعد مرور فترة على مغادرته المنصب.
وتعلق الصحيفة أن نجاد يقدم الآن شخصية مختلفة، على الأقل على السطح. فقد دعا إيران إلى مصالحة مع منافستها السعودية وحتى التفكير بالتحادث مع الولايات المتحدة التي يطلق عليها “الشيطان الأكبر”.
وتشير الصحيفة إلى أن الدبلوماسيين الإيرانيين يرفضون فكرة إعلان أحمدي نجاد عن دعوته من أجل فتح باب خلفي للغرب، خاصة أن الاقتصاد الإيراني يترنح تحت وطأة العقوبات الأمريكية واستراتيجية “الضغوط القصوى” لإجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال نجاد إنه يتصرف كمواطن لكنه لا ينفي أن النظام مهتم بدعواته. وعندما سئل عن آخر مرة التقى فيها المرشد الأعلى وإن كانا قد دفنا خلافاتهما غير الموضوع قال بالإنكليزية: “السؤال التالي”.
ورغم التزامه بعدم شجب السعودية والولايات المتحدة إلا أنه التزم بمواقف السياسة الخارجية الإيرانية. وقال إنه ليس نادما على خطابه الناري في الأمم المتحدة حيث اتهم الدول الأوروبية والولايات المتحدة بالطغاة الذين يطلقون النار بفرح والقوى المتغطرسة التي تريد أن تغرق العالم بالفقر من خلال المغامرات العسكرية. وقال إنه وصل إلى السلطة عندما كانت بلاده تتعرض للتهديد وإنه تحدث مدافعا عنها: “لو هدد بلد بلدك ماذا ستفعل؟ فهل ستبقى ساكتا؟”. وأكد ألا مشكلة له مع الإسرائيليين أو كما قال: “الناس الذين يعيشون في ظل النظام الصهيوني” ولكن مشكلته مع النظام.
ودافع عن البرنامج النووي الإيراني قائلا إنه عرض مشاركة التقدم التكنولوجي مع الملك عبد الله. ولكنه راوغ في بعض إجاباته عن الغرب ونقد للجماعات المتشددة في بلاده. ولم يطالب بالإفراج الكامل عن البريطانية- الإيرانية نازنين زغاري – راتكليف أو كايلي مور- غيلبرت اللتين اعتقلتا في إيران بتهمة التجسس.
وقال محمد مارديني، المحلل المقرب من المؤسسة الإيرانية، إن نجاد لا يزال يتمتع بشعبية وسط قطاع من الناخبين لكن مجلس حماية النظام سيرفض طلب ترشحه للرئاسة. وقال مارديني إن دعوات نجاد للغرب لم تحظ بدعم من المرشد “فهي تحرك منه”.