الثلاثاء، الـ3 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لم يكن يومًا عاديًا بالنسبة لأبناء منطقة “جلعة” ، الواقعة على ساحل البحر العربي بمديريّة “رضوم” التابعة لمحافظة شبوة، شرقي اليمن، التي كانت على موعد مع إعصار “تشابالا” الذي ضرب أجزاء المحافظات الشرقيّة من اليمن.
يمن مونيتور/ شبوة/ من إبراهيم حيدرة
الثلاثاء، الـ3 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لم يكن يومًا عاديًا بالنسبة لأبناء منطقة “جلعة” ، الواقعة على ساحل البحر العربي بمديريّة “رضوم” التابعة لمحافظة شبوة، شرقي اليمن، التي كانت على موعد مع إعصار “تشابالا” الذي ضرب أجزاء المحافظات الشرقيّة من اليمن.
مبانيها الطينيّة التي تحكي بساطة أهلها لم تصمد طويلًا أمام ضربات الإعصار الهائج، والأمطار الغزيرة، أما بقية المنازل الخرسانية والمبنية من الحجارة فقد غمرتها الفيضانات وحولت غرفها إلى بحيرات وأتلفت كل أثاثها، بعد نزوح ساكنيها إلى المناطق المجاورة قبل وصول الإعصار بساعات.
أضرار جسيمة
تحت إحدى أشجار النخيل التي تشتهر بها مناطق مديريّة “رضوم”، يستظل مجموعة من أبناء “جلعة”، وقد تحوّلت منازلهم إلى أطلال، يعلو وجههم الأسى، وهم يتحدّثون عن حجم الخسائر التي تعرّضوا لها جراء الإعصار، وذلك بعد يوم على مرور الكارثة.
أدوات الاصطياد، أثاث المنازل، الحيوانات، خلايا النحل، وكل ممتلكات أهالي “جلعة”، من سيارات وغيرها، جرفتها السيول، خسائر مادية جسيمة خلّفها “تشابالا” في المنطقة، استطاعت عدسة “يمن مونيتور” توثيق جزءًا منها.
يقول “علي عبدالرحيم ” أحد سكان “جلعة” المنكوبة، “لم نعد نملك شيئا، كل ما لدينا جرفته الفيضانات، وعدنا كما خلقنا أول مرة”، مشيرًا أن “عشرات من قوارب الصيد التي تعد مصدر دخل لمعظم سكان المنطقة جرفتها أمواج البحر الهائجة”.
ويضيف “عبدالرحيم” ل”يمن مونيتور”، “نريد من المنظمات الإنسانية الإغاثة العاجلة، ومن الحكومة المسؤولة عن هذا الشعب أن يغيثونا ويوفروا لنا مساكن بديلة، وغيرها من مستلزمات الإيواء الأولية”.
مناطق أخرى ضربها الإعصار
لم تكن “جلعة” وحدها من تأثرت بإعصار تشابالا، فهناك مناطق أخرى تضررت جراء الأمطار الغزيرة التي جلبها الإعصار، في مديريّة رضوم ومنها، بئر علي، عين بامعبد، الحييلة، النشيمة، الجويري، الحامية، رضوم المدينة، عرقة، حورة الساحل، وقرى المطهاف، لكن النصيب الأكبر كان لمنطقة جلعة التي تضررت بشكل كامل، وفي مديرية “ميفعة” المجاورة، انهارت بعض المنازل في منطقة “جول الشيخ” و” عزان”.
وبحسب مدير عام إذاعة شبوة المحلية، “محسن القرنعة”، “إن معظم الأسر المنكوبة والتي أصبحت بدون مأوى هي من الفئة الأشد فقرا، ووضعها المعيشي الصعب فرض عليها أن تسكن في بيوت متواضعة مبنية من الطين والمواد البسيطة التي تتاثر بسرعة مع هطول الأمطار الغزيرة لعدم قدرتها على بنى مبان حديثة”.
وأضاف “القرنعة” الذي ينتمي لمديريّة “ميفعة” قائلًا، “لا أدري ما إذا كانت الهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية لديها معرفة بالمناطق المتضررة أم لا”، مبديًا استغرابه من تأخر وصول الإغاثة إلى الأسر المتضررة رغم مرور ستة أيام من الإعصار.
حضور محدود للجهات الرسميّة
النازحون الذين فقدوا كل ما كان بحوزتهم، لم تصل إليهم أي إغاثة عدا ما تقدمه بعض منظمات المجتمع المدني، والمبادرات الشعبيّة، على الرغم أن المناطق المنكوبة تعيش حالة مأساوية تنذر بكوارث أخرى إذا استمرت على ما هي عليه.
وفي حديث ليمن مونيتور، قال مدير مكتب محافظ شبوة، “محسن الحاج”، “إن عددا من سكان مناطق مديرية رضوم مازالوا نازحين ويقدر عددهم بنحو 8 آلاف”، مشيرًا إلى “أن محافظ المحافظة العميد “عبدالله النسي”، شكّل لجنة لحصر الأضرار والإشراف على توزيع الإغاثة وهي تقوم حاليا بالمسح الميداني لبقية الأسر المتضررة من الإعصار”.
ولفت “الحاج” أن”المواد الإغاثية والإيوائية غير كافية وقليلة جدًّا مقارنة بحجم الكارثة”، موضحا أن هناك “معونات بسيطة” مقدمة من الحكومة الشرعية في الرياض، مطالبًا بالمزيد من الدعم وتوفير كل متطلبات الإغاثة العاجلة للمنكوبين.
وحتى الآن لا توجد أي إحصائيات رسميّة دقيقة عن حجم الأضرار التي خلفّها “إعصار تشابابلا”، في المناطق المنكوبة من محافظة شبوة.
وتستمر موجة نزوح السكان من”رضوم” إلى مناطق مديريّة “ميفعة” المجاورة، مع احتمال وصول إعصار “ميغ” الذي ضرب محافظة “أرخبيل سقطرى” في اليوميين الماضيين وخلّف ضحايا.