صحيفة: عدن تدخل في خط أزمة الوقود بعد اغلاق معظم محطات التعبئة أبوابها
يمن مونيتور/متابعة خاصة
قالت صحيفة “العربي الجديد” اللندنية، اليوم الإثنين، إن مدينة عدن الواقعة جنوبي اليمن التحقت إلى العاصمة صنعاء ومناطق الشمال، بقائمة المدن التي تجتاحها أزمة الوقود، بعد إغلاق معظم محطات التعبئة أبوابها منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب الصحيفة: فرضت الشركة اليمنية الحكومية للنفط في عدن منذ مطلع يوليو/ تموز الحالي لائحة سعرية جديدة للوقود، شملت معظم المناطق الواقعة في نطاق الشركة الحكومية، ارتفعت بموجبها صفيحة الـ20 لتراً من البنزين، من 3500 ريال إلى 5600 ريال، ونحو 5800 ريال لصفيحة الـ20 لتراً من مادة الديزل، من 3700 ريال (الدولار في عدن يساوي 765 ريالاً).
ويعيش اليمن على وقع أزمة وقود خانقة منذ منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي في سيناريو مكرر للأزمات التي تشهدها البلاد منذ بداية الحرب قبل ما يزيد على خمس سنوات في المشتقات النفطية التي انعكست على شكل صدمات قوية أثرت بشدة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت الصحيفة: ألقت الأزمة بظلالها على حياة المواطنين اليمنيين ومختلف القطاعات التي أصيبت بشلل شبه كامل بسبب نقص الوقود.
وأضافت أن ملاك المركبات والسيارات تفاجئوا في عدن بانخفاض المعروض من المشتقات النفطية منذ نحو عشرة أيام، وصولاً إلى اختفائها وإغلاق معظم محطات التعبئة الخاصة بالوقود أبوابها في العاصمة المؤقتة عدن.
وتعيش عدن منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي عليها بشكل رسمي وعلني في شهر إبريل/ نيسان الماضي، عقب إعلان حلفاء الإمارات ما يسمى الإدارة الذاتية لعدن ومحافظات جنوب اليمن، على وقع أزمات معيشية وخدمية متعددة، شملت الكهرباء والماء والصرف الصحي وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية وتوقف صرف رواتب الموظفين المدنيين للشهر الثالث على التوالي، وتدهور كبير في سعر صرف العملة.
وامتدت الأزمة لتشمل أجور النقل والمواصلات التي زادت بنحو 500%، وخصوصاً بين المحافظات اليمنية، إذ تكلف أُجرة الرحلة حالياً من صنعاء إلى تعز نحو 10 آلاف ريال من 7 آلاف كانت عليها قبل منتصف يونيو/ حزيران الماضي، بينما لم تكن تزيد على ثلاثة آلاف ريال قبل نشوب الحرب في اليمن في عام 2015. ولم تتوقف الأزمة عند حدود المشتقات النفطية وانخفاض المعروض منها وتراجع الكميات المستوردة، بل أيضاً شملت واردات المواد الغذائية التي شهدت تراجعاً ملحوظاً منذ إبريل/ نيسان الماضي.
وقال الباحث الاقتصادي مراد منصور، استهدفت الحرب بشكل رئيسي حياة الناس البسطاء وأرزاقهم ورواتبهم وأعمالهم، وسط تشكل فئات تجارية استغلت الحرب والصراع الدائر لتنشط في الاقتصاد الموازي الذي استنزف مقدرات اليمنيين وثرواتهم ومواردهم، والثراء على حساب معاناتهم المتفاقمة.
ويرى منصور للصحيفة ذاتها أن هذا الصراع تركز بشكل رئيسي منذ عامين تحديداً على مختلف الجوانب الاقتصادية، وهو ما يلاحظ في أزمات الوقود المستفحلة وانهيار العملة.