تقاريرغير مصنف

“الحرب تضاعف معاناة المرضى في “تعز” وسط “اليمن

فرض الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، حصارا خانقا على مدينة تعز، وسط اليمن، منذ سيطرتهم عليها أواخر مارس الماضي، ازدادت ضراوته بعد أن تمكنوا من احكام قبضتهم على مداخل المدينة، ما أثر على كل مناحي الحياة، بما في ذلك القطاع الصحي.

يمن مونيتور/ تعز/ من وئام عبدالملك
فرض الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، حصارا خانقا على مدينة تعز، وسط اليمن، منذ سيطرتهم عليها أواخر مارس الماضي، ازدادت ضراوته بعد أن تمكنوا من احكام قبضتهم على مداخل المدينة، ما أثر على كل مناحي الحياة، بما في ذلك القطاع الصحي.
عانى المدنيون بسبب هذا الحصار كثيراً، وأغلقت العشرات من الصيدليات أبوابها، ونزح موظفوها، بسبب اشتداد المعارك في بعض المناطق، وبدأت الأدوية المخزنة في النفاد.
ونتيجة لهذا الحصار الذي يشتد بين الحين والآخر، يجد المواطن صعوبة في الحصول على الأدوية، أو المستلزمات الطبية البسيطة، ويضطر المريض للبحث في عدة صيدليات حتى يجد الدواء المطلوب، ما يفاقم من حالتهم النفسية والصحية.
يقول الصيدلاني “سليمان علي”، “تستخدم الصيدليات الأدوية المخزنة منذ وقت سابق، ولا يدخل المدينة أي أدوية، وتحصل الصيدليات على الدواء عن طريق بعض التجار الذين يدفعون لأتباع الحوثيين وصالح المسيطرين على المداخل مبالغ باهظة، مقابل السماح لهم بإدخال كميات تتجاوز قيمتها المليون ريال، وبسبب هذه الصعوبات فإن التجار يقومون بإدخال بعض الأدوية فقط بهذا الشكل، ما أدى إلى اختفاء الكثير من الأدوية من الصيدليات، وحين يطلب المريض أدوية محددة يتم إعطاءه أدوية بديلة لشركات أخرى”.
وعانى كثيرا من هذا الأمر المرضى النفسيين، الذين يرفض أكثرهم أخذ دواء بديل، له نفس المفعول الطبي، فيما هناك حوالي 5% من الأدوية لا يوجد لها بديل، وتخلو منها الكثير من الصيدليات كأدوية أمراض القلب، والهرمونات، وموانع الحمل”.
وأضاف “سليمان” في حديث لمراسلة “يمن مونيتور”، “ارتفع سعر الأدوية بسبب احتكار بعض التجار للأدوية المخزنة، ولأنهم يدخلون الأدوية مقابل مبالغ كبيرة من المال”، لافتا إلى “أن بعض الأدوية كالمهدئات التي أدمن عليها البعض، يبيعها التجار بأكثر من ضعف أسعارها، لأن المدمن يحرص على الحصول عليها مهما ارتفع سعرها”.
وعن الأدوية التي تقدم كإغاثة قال، “توزع إلى مراكز محددة، كمركز الأمل، وتعطى للمريض دون مقابل، وأكثر الأدوية التي يتم توفيرها هناك، أدوية الأمراض المنتشرة كفيروس حمى الضنك، ولكي لا تباع تلك الأدوية بالصيدليات يتم إبعاد قطعة ما عن علبة الدواء، ليضمنوا حصول المريض عليها”.
وقال مسؤولون في صيدلية مستشفى” الصفوة” بتعز إن مخزونهم من الأدوية شارف على النفاد، ولا يتوفر لهم من الأدوية إلا ما تبقى في الصيدلية”.
ويعاني المئات من المصابين بأمراض السرطان، والفشل الكلوي، بسبب نفاد مخزون الأدوية، واحتجاز الحوثيين للدواء في مداخل المدينة، وتزداد معاناتهم لأن الأدوية المخصصة لهذه الأمراض دورية، يحتاجون إليها بين فترة وأخرى”.
ونتيجة لارتفاع أسعار الأدوية أصبح من الصعب على المواطن أن يقوم بشرائها، وكثيرا ما يضطر إلى تركها، وإن كانت حالته الطبية خطيرة، فهم بحاجة إلى الغذاء قبل الدواء”.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر من تدهور وضع الأمن الغذائي في اليمن بشكل متسارع، و “أن 10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة”.
وتعد الجهود التي تقوم بها المستشفيات وقوافل الإغاثة الإنسانية متواضعة، بسبب تدهور الوضع الأمني في المدينة، واحتجاز ناقلات الإغاثة خارج المدينة. وينجح البعض في إدخال كميات بسيطة للغاية من الدواء، عن طريق إخفائها بطرق شتى، حتى يتم تجاوز النقاط العسكرية التي تقوم بتفتيش الداخلين إلى المدينة تفتيشاً دقيقاً، وتقوم باحتجاز الأدوية التي يحاول البعض إدخالها، وفي أكثر الحالات يتم مصادرتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى