أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلات

كيف تستخدم الولايات المتحدة اليمن للضغط على إيران؟! (تحليل خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ خاص:

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها صادرت سفينة إيرانية على متنها أسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، نفت طهران الاتهام الأمريكي.

هذه هي المرة الثانية منذ بداية العام الجاري التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن مصادرة شحنة أسلحة إيرانية قبالة اليمن بعد مصادرة شحنة أسلحة في فبراير/شباط الماضي؛ وتسعى واشنطن إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، وتجد ملف اليمن والتدخل الإيراني الداعم للحوثيين الأساس في دفع مجلس الأمن نحو تمديد العقوبات

يستمر الجدل الدولي بشأن تمديد قرار مجلس الأمن 2231، بعد أن طالبت الولايات المتحدة بتمديده بعد أكثر من عامين على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. وتعتمد طهران على ضغط الدول الأوروبية من أجل الالتزام بالاتفاق على الرغم من أن طهران علقت العمل بعدد من بنود الاتفاق مع الانسحاب الأمريكي.

تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية قيود تصدير واستيراد السلاح لإجبار المجتمع الدولي للوقوف خلفها ضد إيران في جلسات مجلس الأمن التي تعقد لبحث تمديد القرار 2231 الذي من المقرر أن تنتهي صلاحية القيود التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران لبيع الأسلحة وشرائها في تشرين الأول/أكتوبر 2020، مما يجعل بند الانقضاء الأول المنصوص عليه في الاتفاق النووي وشيكاً. وبعد انتهاء هذا التاريخ سوف تصبح إيران حرةً لشراء الأسلحة المدرجة على قائمة الأمم المتحدة للأسلحة التقليدية، وتصديرها أيضاً، دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من مجلس الأمن الدولي كما تفعل اليوم.

 

الضغط في مجلس الأمن

في مطلع يونيو/حزيران الماضي وزعت الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار يمدد حظر السلاح على إيران لأجل غير مسمى، لكنها واجهت أيضا معارضة من روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو).

وفي مواجهة الاعتراضات الروسية والصينية، لوحت واشنطن بأنها ستتحرك بشكل منفرد عبر فرض المزيد من العقوبات إذا فشلت في إقناع مجلس الأمن بتمديد الحظر.

وخلال جلسة لمجلس الأمن نهاية يونيو/حزيران الماضي طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتمديد قرار حظر التسليح المفروض على إيران بموجب القرار الدولي 2231.

وحذر بومبيو خلال الجلسة، التي خصصت لمناقشة ملف إيران النووي، وعُرض خلالها تقرير أممي عن مدى التزام طهران بالقرار المذكور، من أن طهران ستستغل رفع الحظر لتطوير ترسانتها العسكرية.

وقال إن إنهاء الحظر سيسمح لإيران بإرسال أسلحة أكثر تطورا إلى من وصفهم بحلفائها في المنطقة على غرار حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. ويرى أن إيران قد تصبح “تاجر أسلحة مارقا”، وقد تبيع أسلحة لدول خارج المنطقة مثل فنزويلا، وأنها ستكون تهديدا للاستقرار الاقتصادي ليس في المنطقة فقط، وإنما حتى لدول مثل روسيا والصين.

لا توجد أدلة أو إجماع دولي على الدور الإيراني في تهريب الأسلحة للجماعات المسلحة كما يحدث في اليمن، من خلال دعم الحوثيين. حيث أكد تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة أن الحوثيين يحصلون على الصواريخ الباليستية وطائرات دون طيار من إيران.

وتتفق السعودية مع الولايات المتحدة في تمديد الحظر المفروض على إيران، في نهاية يونيو/حزيران الماضي قامت السعودية معرض لإظهار بقايا أسلحة “صواريخ باليستية/ وطائرات مسيرة” استخدمها الحوثيون لقصف المنشآت والأراضي السعودية، بصفتها مصنوعة في إيران؛ حضر المعرض مبعوث واشنطن الخاص بإيران براين هوك ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير.

وقال الجبير: إيران تعمل على تسليح جماعات إرهابية في سوريا والعالم كما تدعم الحوثيين الذين شنوا 1659 هجوما على المدنيين في السعودية.

من جهته أشار هوك​، إلى أن “حظر التسلح على إيران يجب أن لا يرفع، فإيران تهدف إلى تطوير أسلحتها لتصديرها إلى أذرعها في المنطقة”، محذراً من “تصاعد ​العنف​ إذا رفع حظر التسلح عن إيران”.

 

مفارقة

فيما تندفع الولايات المتحدة إلى استخدام تسليح إيران للحوثيين كورقة في حربها ضد طهران، فإنها تقلل من تهديد الحوثيين، مقدمة توازن دقيق تعتقد أنها يحافظ على الاستقرار في اليمن، لكنها في ذات الوقت تضع الرماد فوق النار لتقدم صورة مغايرة عن الجماعة المسلحة التي تسيطر على الجغرافيا اليمنية الأكثر كثافة سكانية وتبسط نفوذها على الأراضي اليمنية مع الحدود السعودية وأجزاء واسعة من سواحل البحر الأحمر.

ومن المفارقة-أيضاً- أن السعودية ودول التحالف أصبحت تتبنى وجهة النظر الأمريكية على هذا النحو، حيث تشير المشاورات بين السعودية والحوثيين التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول2019 إلى أن السعودية تشترط على الحوثيين قطع صلتهم بإيران، وهو أمرٌ من الصعب إيجاد أداة لقياسه كما أن من الصعب على الحوثيين الخروج من هذا التحالف الأوسع مع إيران وشركائها في المنطقة.

وتقول إيرينا تسوكرمان المحللة المتخصصة في الأمن القومي في نيويورك: هناك أدلة متزايدة على أن الغرض من الحوثيين هو عالمي، ليس إزعاجًا محليًا أو إقليميًا يستهدف السعوديين. تم تصميم الحوثيين على غرار حزب الله، الذي بدأ نفسه كميليشيا لبنانية محلية تهدف إلى الإطاحة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والآن أصبح قوة مهيمنة في الداخل والخارج.

وتضيف: أصبح الحوثيون نظراء فعالين للميليشيات العراقية والجيوش الأجنبية الإيرانية الأخرى، ومع مرور الوقت، قد تصبح الجماعة جزءًا من شبكة أكثر تكاملاً من القوى الموالية إيديولوجيًا لإيران ومنضبطة جيدًا وتتولى جزءًا من السيطرة على الأراضي المحلية اليمنية لضرب الأهداف المفضلة للإيرانيين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى