في بلادي لايموت سوى البرىء
لا تسالني عن بلادي ربما لم تلق شيئا في جوابي غير أحزانٍ وأوجاعٍ وأمراضٍ، وبلايا تستفيق وبلايا تستعيد جهودها، وبلايا تنتظر الوثوب .
لاتسلني كيف بات الوضع في الأوساط أو ماهو الجديد، يا عزيزي لا جديد سوى الممات ولا جديد سوى الضحايا من نساءٍ ورجالٍ ومن أطفال لم يذوقوا بعد طعمًا للحياة.
لم يروا كيف يكون الصبح من بعد الليالي المظلمات، لم يروا للنور وجهًا منذ أن حضروا الحياة، حضروا الحياةَ مع البكاء وغادروها في البكاء.
لم يعلم الأطفال أن الحق مطمور وأن البحث عنه له ثمن، ثمنه أرواح للأباء والأبناء تزهق في الصباح وفي المساء، تحت جنح الليل وفي عز الظهيرة.
في بلادي لايموت سوى البرىء ولايعيش سوى الظلوم، ومابين موت هذا وبقاء ذاك لك المجال بأن ترى، وبأن تتابع ماجرى، لكن حذاري أن يكون لك حديثٌ في الحدث وحذاري أن يلقاك أحد وأنت تروي ماحدث.
كل القضايا ههنا طريحة ترجوا الحياة، قضية النفط وقضية العرض وقضية المال والأعمال والأقوال والأفعال، وقضية السلب والنهب لم تلق جوابها ولم ترَ نصيرها ومصيرها وهي الضحية أولًا.
لاتسلني عن السياسية ياعزيزي هي الخساسة والنجاسة هي البلاء بجله، وهي الوباء بكله، وهي التي أودت بنا نحو الممات.
لاتسلني…. ماذا ترجو من السؤال؟ أتريد أن تعلم كم من الناس قد ماتوا ؟ أم كم من البيوت قد هدمت وكم من البلايا أحضرت ومن البراءة غادرت ومن السعادة أزهقت ومن المروءة أرهقت؟ ماذا تبحث في السؤال؟، أتريد أن تلقى جواب؟ هأنت في العشرين من عمرك لا ليس وقتك للرحيل، أنت بحاجة أن تعيش.
إن السؤالَ بحد ذاته قصةٌ فيها وجع، هو مجالٌ للتعب وهو مثار للحزن، وهو طريق للهلاك.
يا سيدي شتان ههنا بين من يبحث عن الحق ومن يعمل على إهلاكه.
مابين من يعمل لأجل بلاده ومن يراهن كي تموت.
الوجه مشبوه وإن حاولت أن تدري مَن الصديق مِن العدو أنت بحاجة إلى زمن، زمن طويل.
دع عنك هذا ولا تسل، بل قل بذاتك إن ربنا حسبُنا، هو من خلقْ وهو القديرُ على العباد وهو الرؤف، هو الرحيم وليس غيره من يعين.