(انفراد).. الحوثيون يغلقون مقابر وسط صنعاء.. هل تفشى كورونا لدرجة كبيرة؟!
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
أغلق الحوثيون معظم “مقابر” دفن الموتى وسط العاصمة صنعاء، في وقت يطالبون عائلات المتوفين بالتوجه إلى المقابر الموجودة خارج العاصمة.
وارتفعت قيمة القبر الواحد في صنعاء إلى ما يزيد عن مليون ريال، وهو أعلى بخمس مرات من راتب الموظف اليمني العادي.
وقامت وزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء التابعة للحوثيين بإغلاق عدد من المقابر في أمانة العاصمة. وأظهرت مقابر أنه تم بناء بوابتها بالطوب للتأكيد على وقف فتح قبور جديدة.
ولم يسبق أن أغلقت سلطة سابقة المقابر في العاصمة، في فرض واقع مختلف مع بدائل ضئيلة.
وحسب مسؤولين في وزارة الأوقاف الحوثية فإن القرار جاء لوقف تدفق الجثث إليها، ولا تستطيع الجماعة المسلحة إيقاف أنباء عدد الجثث التي تدفن عن الخروج للعلن.
واعتقل الحوثيون عدد من حفاري القبور تحدثوا لوسائل الإعلام من بينها “يمن مونيتور” عن الوضع في العاصمة اليمنية صنعاء.
وسبق أن قال أطباء وحفارو قبور إن عدد الوفيات يومياً بالعشرات في صنعاء.
وقال مصطفى غانم، (اسم مستعار) موظف في وزارة الأوقاف بصنعاء الذي أوضح لـ”يمن مونيتور” رؤية الوزارة فيما تشهده المقابر من موسمها التاريخي، قائلاً: ما كانت وزارة الأوقاف والارشاد لتتدخل في إصدارها توجيها بإغلاق المقابر في أمانة العاصمة إلا بسبب التدفق الكبير للجثث إليها ووصول عشرات الجثث يومياً.
وتابع قائلاً: اتخذ وزارة الأوقاف قرارا بإغلاق عدد من المقابر والاسهام في إيقاف عملية تدفق الجثث إلى هذه المقابر بعد وصول شكاوى من سكان الأحياء المجاور بأن هناك قبور تنهك حرمتها، بالإضافة تحول الطرق الفرعية إلى مقابر وتم دفن الجثث في الطرق الفرعية الخاصة بالمقابر وهي مخصصة للمشي وتحويلها إلى قبور بدلاً من طريق مخصص للتنقل للزائرين وأصبح من الصعب على الزائرين للمقابر التنقل فيها.
بالنسبة للسكان المحليين فإن إغلاق المقابر سيء ويثير المخاوف بشأن إمكانية دفن أقاربهم في مناطق سكنهم، ويعتقدون أن بدائل الحوثيين مثيرة للشك ومحاولة لإخفاء المعلومات مع انتشار الصور على وفيات كورونا على مواقع التواصل الاجتماعي.
يشمل إغلاق المقابر منطقة صنعاء القديمة، التي يعيش سكانها في أحياء متقاربة للغاية، وسط انتشار الفيروس في معظم أحياء المدينة.
يوم تاريخي سيء
إنه يوم تاريخي يصف عبدالملك سرور، أحد سكان صنعاء القديمة مشهد إغلاق المقابر باليوم التاريخي والذي سيخلد في ذكرى اليمنيين إلى الأبد أن أمراض غريبة فتكت بالمواطنين تسببت بإغلاق مقابر صنعاء.
ويقول سرور لموقع “يمن مونيتور”: من المفترض ان يتم تسجيل هذا اليوم في مرحلة فاصلة في حياة اليمنيين لا يمكن ان يمر هذا الموقف مرور الكرام، شاهدنا شاحنة تحمل مواد بناء وتلقي بحملها أمام بوابات المقابر ليتم بناء جدار كبير وترك ممر ضيق للزائرين كي لا يتم ادخال مزيداً من النعوش إلى عدد من مقابر صنعاء منها أكبر مقبرة فيها “خزيمة”.
سرور يؤكد ان مشهد إغلاق بوابات المقبرة عبر تحويل بوابتها إلى جدار عازل يؤكد فشل المستشفيات إيقاف دفن الجثث المصابة بالوباء.
ويقول سرور: كان بالإمكان ان يتم غلق البوابة الحديدية المزخرفة للمقبرة أما القيام بعملية بناء جداراً بدل بوابة فهذا يعد منظراً يخلق حالة من الهلع والخوف لدى المواطنين حيث وأنهم يدركون أنه لا توجد مقابر متاحة قريبة منهم وان الحل التي تضعه وزارة الأوقاف بدفن الجثث خارج صنعاء لا يوافق عليه سكان صنعاء القديمة أبداً.
إنذار متأخر
جاء إعلان مكتب الاوقاف والارشاد بأمانة العاصمة انذاراً متأخراً للسكان، فلم يتم الإعلان عن تفشي وباء كورونا (كوفيد 19) أو انتشار أي أمراض تنفسية أُخرى، حيث شكل قرار الإغلاق سواء مقبرة خزيمة أو عدد من المقابر الموزعة بأمانة العاصمة صدمة حقيقية لارتفاع عدد الوفيات في المقابر وتزايد لأعداد الجثث إثر جائحة لم تكشف عنها الجهات الرسمية .
هناك مقابر غير ممتلئة، الناس يتعرضون لابتزاز كبير، تصف الدكتورة انجيلا ابو اصبع المشهد، قائلاً: المقابر لم تعد تستقبل نعوش الموتى ومسؤولين المقابر يرفضون استقبال أحد، طبعاً المقابر لم تمتلئ لكن الجشع أعمى قلوب المسؤولين عن المقابر وأصبحوا يبيعون القبر الواحد من 100 ألف إلى 250 ألف ريال، وبعض المقابر أعلى من ذلك بكثير.
وأضافت انجيلا وهي مديرة منظمة خيري (غير حكومية): في حالة دفع المبلغ المالي يتم السماح بدفن الميت وفي حالة عدم دفع المبلغ يبلغ أهالي المتوفي لا وجود لمكان فارغ.
وأكدت ابو اصبع انها عايشت وقائع خاصة بأحد الوفيات، مؤكدة ان احد صديقاتها توفى احد أقاربهم وظلوا يبحثون عن قبر بين اكثر من خمسة مقابر ولم ترضى مقبرة واحدة بقبول الجثة وتسائلت انجيلا: أين يقبروا البسطاء والفقراء والمساكين؟!
المقابر تغلق
يخشى محمد سيف، ساكن بجوار دار الرئاسة، ان تغلق مقبرة “النجيمات” وهي مقبرة بمساحة كبيرة جداً بعد إغلاق مقبرة خزيمة قائلاً: تم إغلاق مقبرة خزيمة عبر بناء جدار أمام البوابة كي لا يتمكن المواطنون من إدخال نعوشهم إليها ونخشى ان يتم إغلاق مقبرة النجيمات القريبة منا الواقعة في شارع الاربعين لأننا سمعنا بأنه المقبرة شبه ممتلئة وأن مندوبين وزارة الأوقاف والارشاد سيقومون بالنزول الميداني وإغلاقها.
فؤاد المقطري، أيضاً يقول ان مقبرة سعوان أصبحت ممتلئة وأنه غير مسموح الدفن فيها إلا بورقة من عاقل الحارة على أن يكون المتوفي من أبناء المنطقة دون غيرها.
ودعا قرار وزارة الأوقاف بصنعاء ساكني مدينة صنعاء إلى التوجه إلى مقابر خارج المدينة بعد افادته بأنها ممتلئة وعدم التوجه إليها.
يقول عبدالإله الحلقبي، أحد السكان الانتقال إلى مقابر خارج صنعاء يتطلب مبالغ باهظة والحالة المادية لدى الناس ضعيفة جداً “لا يوجد شيء هنا بالمجان والتوجيه من قبل الوزارة لا يراعي أي معايير للوضع الراهن والتي يمر به المواطنون، حتى من يقومون بحفر المقابر يأخذون عليه عشرين ألف ريال غير التكاليف الأخرى”
وأضاف: كل شيء هنا بالمال المقابر تمتلئ ولا نعرف هل بسبب فيروس كورونا أو هناك مرض آخر معدي فأكثر المرضى تصيبهم كحة لمدة نصف ساعة حتى يتوفى وقد رأيت خمس حالات وصلت إلى المستشفى وهي مصابة بالكحة وماتت.