تسرب النفط في سفينة “صافر” قبالة اليمن يهدد بأكبر كارثة بيئية في العالم (تقرير خاص)
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
يواجه البحر الأحمر خطر تسرب أو انفجار “خزان النفط العائم” التابع لليمن على بعد خمسة أميال من سواحلها ويحتوي على أكثر من مليون برميل نفط.
وزادت التحذيرات الدولية من مخاطر انفجار الخزان العائم، مع استمرار توجيه الاتهامات لجماعة الحوثي برفض وصول خبراء الأمم المتحدة لإصلاح الخزان أو افراغه.
ويريد الحوثيون الذين يعانون من ضائقة مالية ضمانات بأنهم سيحصلون على عائدات النفط، موضحين ترددهم في السماح بالوصول إلى الناقلة أو سحبها بعيدًا. وعائدات النفط من السفينة تبلغ قيمتها 80 مليون دولار.
تدفق مياه البحر إلى المحركات
وبدأت مياه البحر تتدفق إلى غرفة المحركات الخاصة بالخزان العائم صافر بعد حدوث ثقب في أحد الأنابيب أدى إلى دخول مياه البحر داخل السفينة ما يعرض السفينة للغرق أو الانفجار.
وقال المهندس حمزة القديمي، متخصص استكشافات نفطية لـ”يمن مونيتور”: إن السفينة العائمة صافر ستتحول من محطة تخزين وتفريغ عائمة إلى محرقة ضخمة تطفو على بعد أقل من خمسة أميال قبالة سواحل اليمن، لأن خطر انفجارها لن يؤدي فقط إلى اتلاف أو غرق أي سفن في المنطقة المجاورة، ولكنه سيخلق أزمة بيئية بالإضافة إلى تهديد وصول المساعدات الرئيسية لليمن.
وحسب خبراء فإن انفجار أو تسرب في “خزان النفط العائم” سيضر جميع الدول المطلة على البحر الأحمر من قناة السويس حتى باب المندب بضفتيه الآسيوية والأفريقية.
وقدم القديمي عدد من العواقب ان لم يحدث تدخل عاجل للسفينة، قائلاً: سيوقف دخول المساعدات إلى محافظة الحديدة ودمار بيئي فلم تعد السفينة صافر آمنة بعد ما تواصلنا مع زملائنا في شركة صافر وأخبرونا بأن هناك ثقب في أحد الأنابيب أدى إلى دخول مياه البحر داخل السفينة.
وقال القديمي إن الخطر الأكبر يتمثل في تآكل وانحلال هيكل السفينة “فمن خلال الصور التي وصلت إلينا يكشف ان بدن السفينة يتآكل بشكل أسرع وأكثر”.
ولم تتلق السفينة العائمة في البحر الأحمر أي صيانة منذ 2015 وحتى اليوم.
وتم ارفاق صور لبدن السفينة صافر توضح مدى الاضرار الذي تسبب به الاهمال والتآكل في سفينة صافر والصدأ المنتشر الذي تسبب في التسريب بأحد خراطيم التفريغ ما يستدعي حالة عاجلة لصيانتها.
واتهمت الحكومة اليمنية في وقت سابق هذا الأسبوع، جماعة الحوثي المسلحة برفض السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى الخزان النفطي، على الرغم من موافقة الحكومة على كل المقترحات والمبادرات المطروحة لمعالجة وضع السفينة بما في ذلك المقترح الأخير للمبعوث الخاص المقدم في شهر أبريل/نيسان الماضي ضمن التدابير الإنسانية والاقتصادية.
والشهر الماضي تحدثت مصادر ل”يمن مونيتور” باحتمال حدوث انفجار خزان النفط العائم “صافر” الموجود في البحر الأحمر، مع استمرار تصدعه مسبباً كارثة في الجزر اليمنية في وقت يستمر الحوثيون برفض وصول فِرق الأمم المتحدة من أجل الصيانة.
تدمير البيئة البحرية
ونقل مراسل “يمن مونيتور” في صنعاء عن مسؤول أعمال الهيئة العامة لحماية البيئة (التابعة للحوثيين في صنعاء) عبد الملك الغزالي قوله: ينذر الخزان العائم بأكبر كارثة تسرب نفطي في منطقة البحر الأحمر، وخليج عدن وقد تمتد إلى البحر المتوسط والعربي، والمحيط الهندي.
وفي الحديث عن سيناريوهات المحتملة لانتشار البقع الملوثة بالنفط في البحر، تظل هناك كارثة حتمية، وضرر مباشر يصيب البيئة البحرية الطبيعية التي يتمتع بها البحر الأحمر، وسيقضي على التنوع الحيوي.
حيث يقول الدكتور عبدالكريم يحيى، اخصائي بيئي لـ”يمن مونيتور”: إنهم قاموا بزيارة إلى جزيرة كمران وعدد من الجزر اليمنية واكتشفوا بأن النفط الآن يمنع وصول أضواء إلى الشعب المرجانية ويقوم بتغطيتها وبذلك يقتل الأحياء البحرية المتعايشة في بيئة الشعب المرجانية”.
وأضاف: تعتبر الشعب المرجانية عبارة عن مساكن للكائنات البحرية، وهذا تدمير للحياة البحرية بشكل علني، والناقلة صافرة كانت تعمل كمحطة تصدير مؤقتة للنفط الخام لكن ظروف الحرب أدت إلى تعطل أعمال شركة النفط، لتترك وراءها نافلة النفط “صافر” قبالة السواحل اليمنية، والتي تتعرض للتأكل، واحتمالية الانفجار بسبب غياب الصيانة وخروجها عن العمل لما يزيد عن 4 سنوات، ولعل ما يزيد الامر سوءً انها ترسو في منطقة الصراع مما قد يجعل الناقلة عرضة للخطر.
وتحدث “يمن مونيتور” عام 2016 عن توقف سفينة صافر في البحر الأحمر، مع وجود نفط على متنها.