كتابات خاصة

رجال حمير وسبتمبر بالبيضاء

مأرب الورد

لا يوجد محافظة مهضومة إعلاميا رغم سبقها بالمقاومة المسلحة وتضحياتها الكبيرة والمستمرة مثل محافظة البيضاء، ومع ذلك فرجالها الأبطال يوصلون طريقهم نحو دحر المعتدين ويقدمون في سبيل ذلك الغالي والرخيص. مأرب الورد
لا يوجد محافظة مهضومة إعلاميا رغم سبقها بالمقاومة المسلحة وتضحياتها الكبيرة والمستمرة مثل محافظة البيضاء، ومع ذلك فرجالها الأبطال يوصلون طريقهم نحو دحر المعتدين ويقدمون في سبيل ذلك الغالي والرخيص.
لم يتغير الحال كثيرا في الاهتمام الإعلامي بها بعد انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس الماضي، ولا تزال آخر محافظة تذكر في الأخبار ومنشورات ناشطي الفيس رغم البطولات التي تصنعها وتستحق مهنيا تصدر اهتمام وسائل الإعلام المحلية على الأقل.
قوافل الشهداء تتواصل وآخرهم ثلاثة عشر شهيدا من أبطال آل حميقان بمديرية الزاهر ارتقوا إلى ربهم وهم يدافعون عن النفس والمال والكرامة وقبل ذلك حقهم في الحياة، لكن الاهتمام الإعلامي لم يكن بالشكل المطلوب.
صحيح أن رجال البيضاء لا يقاتلون لكي يشتهرون أو يحضرون بوسائل الإعلام، ولكن الصحيح أيضا أنهم يستحقون من الإعلام المحسوب على المقاومة والشرعية والتحالف تقديرا مماثلا لما يعطوه لغيرهم في بقية المحافظات.
يواجه رجال المقاومة هناك ألوية الحرس الجمهوري بكل ترسانتها العسكرية بالإضافة إلى مليشيات الحوثي ولا يشتكون من فارق التسليح أو قلة الدعم من التحالف رغم أحقيتهم بالشكوى والطلب وضعف ما بحوزتهم من سلاح وعتاد.
في مديرية الزاهر مثلا والتي تقع على طريق البيضاء – يافع، وحلقة وصل بين محافظتي لحج والبيضاء، يواصل أبناء المديرية بطولات أجدادهم في التصدي لأتباع الإمامة والتخلف والرجعية.
وتعد قبيلة آل حميقان من أعرق قبائل البيضاء التي تعود أصولها إلى قبيلة مذحج القحطانية، وتشير النقوش الحميرية إلى أن المديرية كانت أحد ركائز الدولة الحميرية,حيث كان حصن قيس مسكنا لأحد قادة جيوش هذه الدولة.
من أبرز المناطق والقرى: الزاهر – الحنكة – آل برمان – الحبج – الناصفة – آل أحمد حسين – آل يزيد وغيرها، وشيخها هو عبدالله سالم مدير المديرية الذي خلف والده الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني في المشيخة بعد وفاته قبل سنوات.
تاريخيا لعب أبناء المديرية دورا كبيرا في ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بالحكم الملكي من شمال الوطن وأقامت على أنقاضه النظام الجمهوري وكان للشيخ عبدالرب صالح الحميقاني رفيق علي ناصر القردعي بالسجن الدور الكبير في قتل الإمام يحيي حينما أرسل ابنه المندعي إلى سجن القردعي وأرسل معه تنكة سمن وبداخلها مسدس وسكين ومبرد، كما تفيد مصادر مختلفة.
وبعد الثورة بعامين كان أبناء القبيلة ممن شاركوا في طرد الإمام البدر بمساندة الجنود المصريين إلى خارج محافظة صعدة ثم حجة قبل هروبه إلى السعودية مع من كانوا بجواره.
ولم تتوقف بطولات أبناء الزاهر عند هذا التاريخ، بل كان لهم الدور الكبير في فك حصار السبعين يوما والقضاء على المتمردين ليدخل شيخها الراحل سالم عبدالقوي صنعاء شاعرا أبياته الخالدة:
قــال امحميقـانـي سـلامــي***يـا العاصمـة صنعـاء العريضـة
مـا اليـوم جبنـا لـش مــداوي***من بعد ما كنتي مريضة
وكأن التاريخ يُعيد نفسه وها هم أبناء الزاهر يقاومون أتباع الإمامة في مناطقهم بعد أن جاءوهم غزاة معتدين ويتصدون لهم بشجاعة فريدة تتجاوز مسألة الدفاع عن أنفسهم إلى حماية يافع التي تحاددهم وتتبع لحج من أطماع الإماميين الجُدد وليس غريبا عليهم ذلك وهم من كانوا تاريخيا في مقدمة الصفوف بالاستحقاقات الوطنية المختلفة.
سلام على البيضاء وآل حميقان أبناء حمير وسبتمبر في كل وقت وحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى