أسوأ أزمة إنسانية في العالم.. صور تحكي مأساة اليمن السعيد
يمن مونيتور/ أ.ف.ب/ أ.ب+وكالات أخرى
بعد سنوات الحرب الماضية، تحولت اليمن بحسب الأمم المتحدة إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع وضع أكثر سوءاً.
وتحدثت وكالة اسوشيتد برس أن مفوضية اللاجئين قد توقف دعم 50 ألف أسرة نازحة بحلول أغسطس/آب القادم.
ودخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس.
ويحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
حسب تقديرات غير رسمية، فإن اليمن خسر ما يزيد عن خمسة مليارات دولار مباشرة، كان من الممكن أن تضخ إلى خزينة الدولة خلال السنوات الخمس الماضية جراء توقف تصدير النفط والغاز. وغادرت اليمن مطلع 2015 نحو 10 شركات عالمية مستثمرة في قطاع النفط والغاز وتوقفت عشرات الشركات المحلية العاملة في هذا القطاع وقطاعات اقتصادية أخرى، وحلت الإمارات في مواقعها منذ منتصف 2016.
جيل مدمر
وحذرت منظمات العمل الإنساني مرات عدة في الأشهر الأخيرة من انهيار النظام الصحي.
ودمر النزاع النظام التعليمي الهش أصلا في اليمن، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه من بين سبعة ملايين طفل في سن الدراسة في اليمن، هناك أكثر من مليوني طفل لا يذهبون إلى المدرسة وحوالى نصف مليون منهم تخلوا عن الدراسة منذ بداية النزاع في 2015.
وتقول اليونيسف إن “الأطفال الذين لا يتعلمون معرضون لكل أنواع المخاطر، خصوصا إجبارهم على المشاركة في المعارك أو على العمل قسرا أو على الزواج المبكر”.
وتشير إلى أن 2500 مدرسة في اليمن هي خارج إطار الخدمة حاليا، و27 بالمئة منها أغلقت أبوابها كليا، بينما تستخدم سبعة بالمئة ملاجئ للنازحين أو معسكرات لأطراف النزاع.
فيروس كورونا
وتأتي الأوضاع السيئة للبلاد في ظل تفشي فيروس كورونا، ومنذ أبريل / نيسان، أبلغت السلطات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا عن 354 حالة، بما في ذلك 84 حالة وفاة. فيما أعلن الحوثيون أربع حالات فقط، بما في ذلك وفاة واحدة.
وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن هناك نقصًا كبيرًا في تقدير تفشي المرض، مما قد يعوق الجهود المبذولة لإدخال الإمدادات إلى اليمن اللازمة لاحتواء الفيروس.
وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لوكالة أسوشييتد برس إنه يعتقد أن الوفيات بالمئات والحالات بالآلاف، بناءً على ما سمعه من العديد من مقدمي الرعاية الصحية. لكنه قال إن نقص التمويل يعني أن البرامج الصحية للمنظمة معلقة بخيط رفيع.
وقالت مجموعة “أطباء بلا حدود”، وهي منظمة إغاثة دولية، يوم الاثنين، إن أسرّة مرضى الحميات في مستشفيات مدينة عدن نفدت، وذلك بسبب ارتفاع حاد في عدد حالات الإصابة بكورونا والمشتبه فيها والمؤكدة في المدينة. وقالت المجموعة إنها تسعى جاهدة لزيادة طاقتها في مركز علاج محلي.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة مساعدة، إن اليمن تجري 31 اختبارًا فقط لكل مليون شخص، من بين أقل الدرجات في العالم.
وقالت المتحدثة هبة كانسو، إنه مع تزايد الاحتياجات وقلة التمويل، سيتعين على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن توقف المساعدات النقدية وبرامج الإيواء لأكثر من 50.000 أسرة نازحة بحلول أغسطس / آب. وقالت إن الوكالة ستضطر إلى إنهاء شراكتها مع عشرات المنظمات غير الحكومية اليمنية التي ستترك أكثر من 1500 موظف يمني.
وتشعر وكالات الإغاثة بالقلق من أن المانحين سيعطون أقل لأن العديد من البلدان تكافح تفشي الفيروس. لكنهم يحذرون من أن أسوأ أزمة إنسانية في العالم يمكن أن تزداد سوءًا بالفعل.
قال برينان: “يتم تحويل انتباه العالم إلى مكان آخر، وهؤلاء هم الأكثر ضعفاً بين الأكثر ضعفاً في العالم، ونحن بحاجة إلى التزام”.