غضب وسخرية واسعة بعد اعتراف الحوثيين بإخفاء انتشار “كورونا”
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
آثار اعتراف الحوثيين، بإخفائهم لمعلومات تفشي وباء فيروس كورونا خلال الأشهر الماضية، موجة غضب وسخرية واسعة في أوساط الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط المواطنين الواقعين تحت سيطرة الجماعة.
وقالت الجماعة، في بيان لوزارة الصحة العامة والسكان، الخاضعة لسيطرتها، نُشر في ساعات متأخرة من ليلة (الخميس الجمعة)، إنها أخفت تفشي الوباء مخالفةً للدول المتقدمة التي هوّلت وبالغت في إجراءات مواجهة جائحة كوفيد 19.
وأكدت الصحة الحوثية، تفشي فيروس كورونا في عدة مناطق ومحافظات تقع تحت سيطرتها، متهمة منظمة الصحة العالمية بإرسال محاليل ومسحات عديمة الدقة والكفاءة، ما أثر في نتائج الفحوص المخبرية.
وبررت الجماعة الحوثية، عدم إعلان وباء كورونا لكيلا تضعف الروح المعنوية لدى المواطنين، من خلال تطمينهم بعدم تفشي الوباء حفاظاً على معنوياتهم، وهو ما أثار سخرية الكثيرين من تصرف الحوثيين الذين وصفوها بأنها تعاني التخلف والجهل.
لا جديد عن معلومات كورونا
وفي البيان الذي لم يقدم أي معلومة جديدة وإنما غلب عليه الطابع الإنشائي تضمن كلمات الاستراتيجية، حسب ما يؤكده الناشط محمد غالب في حديثه لـ”يمن مونيتور”، مضيفاً أن من صاغ البيان (الحوثيين) يبدو أنه لا يعرف معناها لأنه لم يقدم أي معلومة ولا أرقام وإنما أقترب من الخطبة في نضمه وصياغته”.
وقالت ميساء شجاع الدين، “بيان الحوثي الأخير حول كورونا يستحق تدريسه في مناهج الوقاحة والغباء، طبعا انتقلنا من مرحلة الإنكار لمرحلة إن كورونا موجودة بس في تهويل، والتهويل “مضر للصحة”، والله حكم الحوثيين لا تنته، شيء كذا خيال من الاستهتار والخفة. حتى تكتمل الصورة، قال البيان إن منظمة الصحة العالمية غلطانه”.
من جهته، قال الصحافي عبدالله هاشم الحضرمي، إن بيان “وزارة طه المتوكل (وزير الصحة في حكومة الحوثيين) الذي انتظرناه انتقد أسلوب العالم في التعاطي مع فيروس كورونا، انتقد ادارة منظمة الصحة العالمية، انتقد حتى المختبرات، لم يقل شيئاً بشأن الوضع الصحي في اليمن غير الذي نعرفه، لكنه قال شيئاً مهماً وهو ان ادارة الحوثيين جائحة قائمة بذاتها”.
من جانبه، قال الدكتور عبدالرقيب الحيدري، وكيل وزارة الصحة معلقا على بيان الحوثيين: تخبطهم واضح، كما أن الأكثر وضوحا استغلالهم الرخيص لهذه الجائحة في المزيد من الاثراء ونهب المساعدات ومعها أموال اليمنيين. لقد مارسوا التكتم وهو جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف “البيان ذهب لحشد تبريرات غير منطقية ورمى من خلاله فشلهم وتخبطهم على المنظمات، متناسين أن أكبر جريمة هي تكتمهم على الوباء لفترة طويلة الأمر الذي أسهم في انفجاره”.
سخرية واسعة
وانتقد الناشطون ربط البيان “انقطاع للمرتبات” في المكافحة والوقاية من الفيروس عبر التغذية السليمة لتقوية المناعة بينما لا تجد شريحة الموظفين قوت يومها مع ارتفاع مهول للأسعار.
وقال الصحافي زكريا الكمال، “إنه لا جديد في بيان الحوثيين سوى ابتكار عنوان حربي ضد كورونا “لا تهويل ولا تهوين” ورمي الفشل ع الصحة العالمية بأن المسحات المرسلة ظهرت ايجابية للحيوانات”.
من جهته، قال الصحافي، محمود الطاهر إن “بيان الحوثيين حول كورونا، تجاهل أعداد الإصابات والمتوفين، وذهب لتوجيه الاتهام لمنظمة الصحة العالمية أنها وراء تفشي الفيروس، كما اعتبر المحاليل المرسلة لهم غير صحيحة، وهدفها التهويل لإضعاف روحهم المعنوية.”. حد قوله
بدوره، قال عباد الصراري، إن “بيان الحوثيين يحاول أن يتخلص من المسؤولية عن انتشار وتفشي الوباء برمي المسؤولية على الأمم المتحدة تارة لأنها منحتهم محاليل فاسدة وتارة أخرى يرميها على العدوان حسب قولهم بإدخال الفيروس عمدا”.
وكتب آخر” بيان الحوثيين حول كورونا وضح بما لا يدع مجالاً للشك انها جماعة سادية تتلذذ بموت اليمنيين بالأفعال وتردف ذلك بالبيانات والاقوال”.
تبريرات حوثية تحت مصالح الشعب
وعمدت جماعة الحوثي إلى عمل مطبخ أمني لعمل منشورات، تؤكد بأن اخفاء المعلومات والبيان والاحصائيات المتعلقة بفيروس كورونا في اليمن يأتي لصالح الشعب.
وقام رئيس اللجنة المجتمعية لمكافحة وباء كورونا في محافظة إب العقيد أنور المتوكل (المعين من قبل الحوثيين) بنشر التالي: ماذا سنجني من إعلان المصابين ووفيات فيروس كورونا أليس وفيات العالم تكفينا للقيام بالإجراءات الاحترازية والجلوس في البيت والخروج للضرورة.
وأضاف: أ نشر الاحصائيات سيزيد من المخافة والذي بدوره سينعكس على المواطن في زيادة الهلع وانهيار معنوي نحن في غنى عنه.
من جانبه يقول علي جاحز، أحد المنتمين لجماعة الحوثي: إن بيان وزارة الصحة فضح منظمة الصحة العالمية بأنها تعطي محاليل ومسحات جاهزة النتائج لغرض تهويل وتضخيم أعداد المصابين.
وأضاف، أن البيان القادم سيثبت ذلك بالأدلة وهذه الفضيحة تؤكد ان وراء نشر وتضخيم اعداد المصابين بوباء كورونا اهدافاً صهيونية ستظهر في القريب واختتم حديثه “جبهة الوعي” التابعة لجماعة الحوثي.
رد حكومي على بيان الحوثيين
من جهتها، قالت وزارة الخارجية إنها تدعم ما ورد في بيان رؤساء اللجنة الدائمة لوكالات الأمم المتحدة حول اليمن، وتدين استمرار الحوثيين في انتهاج ممارسات النظام الإيراني بتزييف الحقائق والتنصل من المسؤولية وإخفاء الأرقام والإحصاءات الحقيقية لانتشار الجائحة.
وأكدت الوزارة الخارجية في بيان لها، إن الحكومة ممثلة باللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة وباء كورونا تبذل كل الجهود الممكنة للتصدي لتداعيات هذه الجائحة.
وأشارت الى أن الحكومة طالبت بتشكيل لجنة مشتركة لتنسيق جهود مواجهة هذه الجائحة في جميع انحاء اليمن، وأنها وافقت على مقترحات المبعوث الأممي في هذا الشأن، لما لذلك من ضرورة في التخفيف من مخاطر استمرار انتشار هذه الجائحة دون وجود جهود مشتركة للتصدي لها على كافة الأراضي اليمنية.
ودانت الوزارة استمرار الحوثيين، في انتهاج ممارسات النظام الإيراني بتزييف الحقائق والتنصل من المسؤولية وإخفاء الأرقام والإحصاءات الحقيقية لانتشار الجائحة في مناطق سيطرتها ورفض مقترحات المبعوث الأممي وعدم الاكتراث بمعاناة اليمنيين.
وأشارت في بيانها الذي جاء تعقيباً على بيان الحوثيين، إن ذلك من شأنه تعريض اليمنيين لمخاطر تفشي الفيروس وعرقلة جهود الحد من انتشاره ومفاقمة الوضع الإنساني المأساوي في اليمن.
وجددت الحكومة اليمنية، مبادرتها بضرورة تشكيل لجنة مشتركة لتنسيق جهود التصدي لجائحة فيروس كورونا في كافة الأراضي اليمنية وعدم السماح للمليشيات الحوثية بتسييس هذا الملف او المساومة به للحصول على تنازلات في ملفات أخرى.
كما دعت المبعوث الأممي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى ادانة نهج مليشيا الحوثي في التعامل مع هذا الملف والضغط عليها للموافقة على تشكيل هذه اللجنة دون شورط مسبقة وبشكل عاجل.