اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

عيد فطر اليمنيين في المنازل وسط مخاوف تفشي كورونا (تقرير خاص)

حلّ عيد الفطر المبارك على اليمنيين وقد تكالبت عليه الأزمات، فمن الحرب المستمرة منذ خمس سنوات حتى جائحة كورونا، وتسجيل مئات الإصابات خلال أسابيع وحالة العزل والحجر الصحي في المنازل لتجعل البلد السعيدة في تعاسة وظروف قاسية.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من فايقة حسين
حلّ عيد الفطر المبارك على اليمنيين وقد تكالبت عليه الأزمات، فمن الحرب المستمرة منذ خمس سنوات حتى جائحة كورونا، وتسجيل مئات الإصابات خلال أسابيع وحالة العزل والحجر الصحي في المنازل لتجعل البلد السعيدة في تعاسة وظروف قاسية.
تعتقد أنسام علي وهي طالبة في المرحلة الثانوية أن العيد “فرحة للأطفال دون العشر السنوات على الرغم من أن معظمهم نشأوا وولدوا في الحرب لكن الحجز الصحي وعدم اللقاء بأصدقائهم وأٌقاربهم يجعلهم تعيسين”.
وتشير علي التي تحدثت لـ”يمن مونيتور” إلى أن والديها فرضا حجراً صحياً على العائلة منذ أسابيع في صنعاء بسبب الحديث عن وجود حالات ورفض الحوثيين الإفصاح عنها.
ويقول والدها علي الشيباني لـ”يمن مونيتور” عبر الهاتف إن الوضع “سيء ولا يمكن أن أجازف بحياة أطفالي الستة، بالذهاب لزيارة الأخرين أو السماح لهم باللعب خارج المنزل”.
يشير علي إلى أن تفشي الوباء قد يتسبب بوفاة عائلته “في حال الإصابة من الصعب دفع تكاليف المشفى والاهتمام بكل العائلة دفعة واحدة، سنموت في المنزل إن تمدد الوباء”.

زيارة أخف
يعمل علي محاسباً في شركة مرموقة في صنعاء لكن “من المحتمل أن يتوقف العمل إذا حدث حظر كامل شركة المواد الغذائية” -حسب قوله.
يعتقد الصحافي فؤاد راجح أن من البديهي أن يكون العيد هذا العام مختلف بسبب كورونا “الذي هز العالم كله وليس فقط اليمن، أقول هذا رغم علمي أن الكثير من اليمنيين لا يتقيدون بأي إجراءات لمنع تفشي الوباء، وربما يقضي غالبية الشعب إجازة العيد كالعادة دون اكتراث”.
على عكس ما ذكره راجح فإن معظم من تواصل معهم “يمن مونيتور” تحدثوا عن وقف “المعايدات العيدية للأهل والأصحاب والاكتفاء بالهاتف.
يقول محمد الشرعبي إن واحداً فقط من أقارب زوجته زارها وتم “استقباله بالمعقمات في المنزل”. مشيراً إلى أن الأعياد السابقة كان عدد الزوار يصل إلى أكثر من 10 صباح العيد مع أطفالهم ونسائهم لكن “الآن توقف كل شيء”.
وأضاف الشرعبي: هناك وعيّ في صنعاء بشأن مواجهة الوباء والاكتفاء بمعايدة الهاتف، كما أن الحالة المادية للناس تلعب دوراً.
يشير راجح إلى أن “العيد بالنسبة لليمنيين منذ خمسة أعوام لم يعد كان في السابق. وجائحة كورونا هي إضافة إلى الأزمات التي يعاني منها الشعب اليمني بسبب الحرب، على رأس هذه الأزمات انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار وعدم توفر المنتجات الأساسية بنفس الكميات أو الجودة التي عرفها الشعب اليمني قبل الحرب”.
أعلن الحوثيون وقف الحدائق العامة وصلاة العيد في مناطق سيطرتهم وتم تطبيقه إلى حد كبير لكن، في مدينة الحديدة الواقعة غربي اليمن تجمع الناس في الحدائق المفتوحة مثل حديقة الشعب.

خطر تفشي الوباء
يعتقد الصحافي صلاح الاسدي في حديث لـ”يمن مونيتور”: “بأن فرحة العيد وملامحه لن تكون كالأعوام الماضية، مثل ما هو الحال مع رمضان الذي فقد الناس فيه روحانيته وعبقه نتيجة للإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من انتشار الوباء، يجب على الناس أن تعي خطورة المرحلة جيداً وأن الأمر لا يحتمل التساهل والتغافل، فحالة واحدة كفيلة بإهلاك مدينة كاملة بل دولة بأكملها”.
في مدينة تعز قال محمد طفل في التاسعة إنه “العيد سيء للغاية فلم يتمكن أقاربه من زيارته وقد اعتاد اللعب معهم”.
وأضاف لـ”يمن مونيتور” أن معظم “حياته في الحرب والقصف، وأن المرض زاد من مخاوف والديه اللذان أجبراه على اللعب قرب الباب”.
يقول والده محمود الحذيفي إن من الصعب “السماح لطفله باللعب في الخارج مع الأولاد، وأنه اشترى الألعاب وتم تعقيمها ليبقى محمد في المنزل طيلة العيد والأيام اللاحقة”.
ويشير الحذيفي إلى أن “عائلته وأقاربه منهم من تزاوروا وأخرين اكتفوا بالتواصل عبر الهاتف”. مضيفاً “هناك حرص نسبي بفعل تحذيرات شبكات التواصل لكن ليس كافياً”.
وتقول زهور السعيدي التي تعمل في مجال الإعلام في تعز “هذا العيد هو اول مناسبة دينية كبرى التي تحل على اليمن وشعوب الامة العربية والاسلامية في ظل انتشار كورونا وبطبيعة الحال لن يكون عيد الفطر لهذا العام كمثله من الاعياد السابقة ،فهناك مخاوف كبيرة جدا ان تتحول هذه المناسبة الدينية العظيمة الى محطة ربما تكون هي الاخطر على مستوى تفشي الوباء”.
وتعتقد السعيدي في حديث لـ”يمن مونيتور” كما راجح: من لا يلتزم بالتعليمات الاحترازية فهم لاشك سيكونون فئة كبيرة جدا من المجتمع، نظرا للتوعية الاعلامية القاصرة في هذا الجانب وعليه سيكون العيد هذا العام من اكبر التحديات والمخاطر التي تواجه المجتمع ونبتهل الى الله سبحانه ان يشمل الجميع برحمته والطافه وكل عام والجميع بخير
محمد الحريبي يعمل في مركز الإعلام الاقتصادي بمحافظة مأرب قال لـ”يمن مونيتور”: إن إجراءات كورونا في اليمن خلال العيد ستؤثر ولو على 50℅ من المجتمع وهذا يعني أن العادات السنوية لهم ستتغير هذا العام اجبارياً، ايضا ستختفي بعض المظاهر العيدية مع توجيهات السلطات المحلية، بأغلاق الحدائق والمتنزهات ومنع التجمعات وحتى وإن حدث جو احتفائي بسيط إلا أنه سيكون مختلف بالتأكيد عن كل عام.

المدينة المنكوبة
في مدينة عدن حيث تعيش المدينة تجاذباً عسكرياً وسياسياً بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة المعترف بها دولياً يعتقد السكان أن “الأوبئة التهمت الشباب والشيوخ والأطفال، وكورونا هو واحد فقط”.
منذ مطلع مايو/أيار الجاري توفي بالأوبئة في المدينة قرابة (1300 شخص)، ويقول إبراهيم الحكيمي الذي يعمل لدى منظمة جنيف “بناء على ما أراه من تغيرات للوضع وسير الحياة العامة في عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام ورؤية نسبة تفاعل اليمنيين وإدراكهم لما يواجه العالم اليوم بسبب جائحة كورونا قد يميل رأيي قليلا لدائرة الشعور بالخذلان”.
وأضاف: “منذ بداية إعلان الجائحة تعاملت السلطات مع الأمر ببرود لا يتناسب أبدا مع حجم الكارثة والسبب كان ضياع مؤسسات الدولة وضعفها وضعف وزارة الصحة التي أصبحت مشلولة في ظل الأزمات المتتالية على البلاد”.
متوقعاً “بأن الناس خلال العيد سيخرجون ويختلطون لأنهم لم يلتزمون أساسا بإجراءات الحظر والوقاية قد تكون هناك قيود، وهذه القيود، بسبب فرض السلطات حظر التجوال والذي بالتأكيد ستزيد ساعاته خلال أيام العيد”.
من جهتها ترى  سوسن الخالدي وهي محامية “في العيد سيكون هناك بعض الحذر من فئة من الشعب لكن جزء كبير من الشعب لن يبالي وسيمارس الطقوس بشكل طبيعي وبقدر ما هو متاح له”.
وقالت إنه “منذ مارس/أذار وحتى مايو/أيار تبين أنه من الصعب جدا نشر الوعي بين اليمنيين لاستهتارهم بالأمر، وربما تتالي الأزمات والمشاكل جعلتهم لا يبالون بالأمر إضافة الى ان جزء كبير من الشعب، يضطر لعدم الالتزام بالإجراءات لأنهم بحاجة لكسب عيشهم باليومية وبالتالي: بقاؤه في البيت كأنه يقال له مت من الجوع عوضا عن كورونا لأن الدولة لا توفر مساعدات لهذه الفئة حتى ولو لفترات الحظر فقط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى