رايش ووتش: نازحون اليمن يواجهون خطرا متزايدا بسبب “كورونا”
وقالت المنظمة: ينبغي لأطراف النزاع اتخاذ خطوات فورية لحماية النازحين في المناطق غير الآمنة وتيسير الحصول على المساعدة.
يمن مونيتور/متابعة خاصة
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الجمعة، إن المدنيين الفارين من تجدد القتال في شمال اليمن مهددون بشكل خاص جراء تفشي فيروس “كورونا”.
وذكرت في تقرير لها أن القتال في محافظة مأرب بين قوات الحوثيين الحكومة اليمنية أقترب من المخيمات المكتظة بالنازحين، التي تفتقر إلى ما يكفي من الخدمات الصحية والمساعدات الإنسانية.
وأضافت: ينبغي لأطراف النزاع اتخاذ خطوات فورية لحماية النازحين في المناطق غير الآمنة وتيسير الحصول على المساعدة.
وأكدت أن ظروف المخيمات السيئة، بما فيها الفيضانات الأخيرة، تهدد سكانه بشكل خاص في ظل انتشار فيروس كورونا، والذي لا يملك اليمن قدرة احتوائه، لا سيما وأن المانحين قلّصوا مساعداتهم.
وقالت أفراح ناصر، الباحثة في الشأن اليمني في هيومن رايتس ووتش: “ينبغي للقوات الحكومية اليمنية والقوات الحوثية حماية المدنيين الفارين وضمان حصولهم على المساعدة. الخطر متزايد على ملايين المدنيين اليمنيين الذين تعتمد حياتهم على الإغاثة، بينما تقلصت المساعدات الخارجية ويزداد الخوف من تفشي فيروس كورونا”.
وأوضحت أن الحرب الدائرة أدت إلى تهجير نحو 4 ملايين شخص، فر العديد من ديارهم بسبب الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب.
وأشارت منذ أوائل 2020، ازداد القتال في شمال اليمن بشكل حاد، ما تسبب في نزوح كبير نحو مأرب. أفادت “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” )مفوضية اللاجئين( أن أكثر من 40 ألف شخص قد نزحوا منذ بداية العام، ومن المرجح نزوح المزيد مع اقتراب قوات الحوثيين من مدينة مأرب.
وتستضيف مأرب حاليا 750 ألف نازح، ما يفوق عدد سكان المدينة الأصلي البالغ 500 ألف وهناك مخيمات للنازحين ومراكز إيواء أخرى في أنحاء مأرب، بما فيها مدارس وحرم جامعي ومتحف، وفقا للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وأكد أن مسؤولو الأمم المتحدة أثاروا مخاوف من أن بعض التوقعات الوبائية تتوقع أن يُصيب فيروس كورونا 16 مليون شخص تقريبا في اليمن، أي 55% من السكان. النظام الصحي المحطم في البلاد – والذي يعاني من نقص الموارد والدمار بسبب سنوات الحرب – غير مستعد بشكل كاف لرعاية المصابين بفيروس كورونا واحتواء انتشار الفيروس.
وأضاف: يواجه النازحون، الذين حذرت مفوضية اللاجئين أنهم “الأكثر عرضة للخطر جراء فيروس كورونا”، مخاطر أكبر. يتواجد معظم النازحين في مخيمات مكتظة بشكل خطير، مع رعاية صحية دون المستوى المطلوب، وتعذّر الحصول على المياه النظيفة، والصرف الصحي، والخدمات الأساسية الأخرى، أو القدرة على اتباع المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعية أو “العزل الذاتي” عند المرض. أثرت الفيضانات المُباغتة الأخيرة في مأرب على 16 موقعا على الأقل، ما زاد من فرص تفشي الكوليرا مرة أخرى.
حتى منتصف مايو/أيار، كانت في مأرب إصابتان مؤكدة بفيروس كورونا، وسيزداد الخطر مع انتشار الفيروس في مناطق أخرى من اليمن. أبلغت لجنة فيروس كورونا التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في 21 مايو/أيار عن وجود 180 إصابة مؤكدة و29 وفاة في حضرموت، وعدن، وتعز، ومحافظات أخرى منذ 10 أبريل/نيسان. حتى 16 مايو/أيار، أبلغ منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أن هناك أربع إصابات مؤكدة ووفاة واحدة في العاصمة صنعاء.
ونقل تقرير رايتس ووتش عن منظمات إنسانية إن العدد الفعلي للحالات في اليمن من المُرجح أن يكون أعلى بكثير من الحالات المُبلغ عنها، ويعود ذلك جزئيا إلى القدرة المحدودة على إجراء الفحوصات وضعف النظام الصحي في البلاد. كما أفادت أن الأطراف المتحاربة سيّست الاستجابة لفيروس كورونا من خلال اتهام بعضها البعض بنشر الفيروس عمدا.
وقالت ناصر: “في ظل الأزمة الإنسانية القائمة في اليمن، والنظام الصحي المتدهور، والتهديد الوشيك بتفشي الكوليرا، يواجه النازحون في مأرب الآن تهديدا مزدوجا يتمثل في تجدد القتال وانتشار دون رادع لفيروس خطير. على الأطراف المتحاربة العمل مع المانحين لمنع وقوع كارثة أكبر”.