إليك طرق السيطرة على العصبية خلال فترة العزلة الاجتماعية
يمن مونيتور/ وكالات
نشرت مجلة “لامينتي إي ميرافيليوزا” الإيطالية تقريرا، بيّنت فيه كيفية التحكم في الأعصاب خلال فترة الحجر الصحي التي تفرض علينا جميعا المكوث في منازلنا.
وقالت المجلة، في تقرير لها، إن التوتر يزيد يوما تلو الآخر خلال هذه الفترة العصيبة، وهو ما يتطلب حسن إدارة العواطف للحفاظ على هدوء أعصابنا للخروج من الأزمة الصحية بسلام.
ولفتت إلى أن التحكم في الأعصاب أمر ضروري لتجنب تداعيات البقاء في المنزل مثل الأرق، وصعوبة التركيز، وزيادة القلق، والخوف من العدوى، والأفكار السلبية التي تنهكنا، مما قد يتسبّب في فقدان التوازن النفسي.
وفي الحقيقة، إن “العالم العقلي” ليس لعبة شطرنج يتم فيها استبدال بيدق بآخر، وإنما عقد عاطفي نبرمه مع ذواتنا، وللقيام بذلك، ينبغي اتباع الخطوات التالية:
تقبل مختلف العواطف
تقبل العواطف يعني تقبل العصبية التي تسبب الخوف والألم والإحباط، ومنح أنفسنا فرصة للتعبير عما نشعر به من حزن وهموم.
الاستماع إلى الأحاسيس الباطنية
يسمح الاستماع للمشاعر بطرد الأفكار السلبية ومنعها من السيطرة على سلوكياتنا وشل حركتنا والهيمنة علينا كامل اليوم.
تعلم كيفية ضبط التركيز العقلي
أوردت المجلة أن العصبية تشبه القدر الذي تغلي فيه جميع أحاسيسنا السلبية لتصبح أكثر كثافة، ما يساهم في تزايد المخاوف في أذهاننا، والقلق بشأن غموض المستقبل، والشعور بالضيق وتضاؤل الرغبة والقدرة على السيطرة على حياتنا.
وفي هذا السياق، يؤكّد دانيال كولمان في كتابه “التركيز”، على ضرورة التدرب على التركيز على الرفاهية، ما يعني أساسا تدريب تركيزنا العقلي وضبطه.
فالشيء الوحيد الذي يهم هو الحاضر. علينا ألا نتوقع، ولا نتخيل أشياء لم تحدث بعد. ومن المهم أيضا أن نتساءل عما نحتاجه حاليا للشعور بالراحة والهدوء.
قوة الاتصال
أشارت المجلة إلى أنه من أسرار إدارة العصبية أثناء العزلة البقاء على اتصال. وتقوم هذه الاستراتيجية على هدف واحد ألا وهو ربط العقل والقلب بشيء يولد السلام والتوازن والرفاهية.
من الجيد التواصل مع أشخاص يحسنون الإصغاء إلينا وقادرين على إثراء أيامنا بمحادثات بسيطة، وينصح أيضا بمنح أنفسنا فرصة للتسلية التي تسمح لنا بتحرير عقولنا، وصقل الحس الإبداعي والشعور بالحرية.
إحياء القيم والمعاني والأهداف والعمل على تغيير الذات للأفضل
عندما يسيطر القلق على الدماغ يفقد أولوياته. وفي هذه الحالة الذهنية، تكون اللوزة الدماغية هي المسيطرة، وهي المسؤولة عن ضبط الخوف لكنها تدمر أحيانًا نظرتنا للعالم وسلوكنا.
للتخفيف من مستوى العصبية اليومية، ينبغي أن نحظى بلحظة من الهدوء والتفكير من خلال ارتشاف فنجان من القهوة مثلا لوحدنا لنطرح على أنفسنا أسئلة حاسمة مثل “أي شخص أريد أن أكون”، وما هي الذكرى التي أريد ترسيخها في المستقبل بشأن كيفية تعاملي مع هذا الوضع”.
وأكدت المجلة أن هذا لا يعني أن نكون أبطالاً، وإنما نفهم بوضوح ما يمكننا فعله وما نريد القيام به، وكيف تمكنا من رعاية أنفسنا وحماية أحبابنا كأشخاص مسؤولين كان سلاحهم الأمل، وأن نتذكر دوما أننا آمنّا بالخير والإنسانية والتعاطف وإمكانية الاستمرار في تحقيق أحلامنا حتى لو بدت مستحيلة.
ونقلت المجلة عن المعالج النفسي آرون بيك أن “فكرة بسيطة وواضحة من شأنها أن تسمح لك بالوصول إلى أهدافك والعمل على صحتك النفسية.
لذلك من الضروري التركيز على اللحظة الحالية وتقبل كل العواطف، وفسح المجال للتعبير عما يخالجك من أحاسيس مع التحكم بها، دون أن تدع العصبية الشديدة تقودك لحالة من الذعر”.