تعز اليمنية تكافح للحفاظ على “العادات” في رمضان رغم الجائحة وتدهور الأوضاع المعيشية (تقرير خاص)
استقبلت مدينة تعز، وسط اليمن، شهر رمضان الكريم بأوضاع إنسانية صعبة تزايدت معها المخاوف من تفشي فيروس كورونا الذي يهلك العالم.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من فايقة حسين:
استقبلت مدينة تعز، وسط اليمن، شهر رمضان الكريم بأوضاع إنسانية صعبة تزايدت معها المخاوف من تفشي فيروس كورونا الذي يهلك العالم.
لم يخفي أبناء المدينة المحاصرة من الحوثيين فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل رغم ارتفاع الأسعار وانعدام الغاز المنزلي وشحة المياه في المدينة.
وقال حمادي أحمد بائع خضار في سوق الشنين في تعز لـ”يمن مونيتور” إن رمضان “يأتي بأجواء روحانية وراحة نفسية، حيث يزداد السوق خير، وتكثر الروحانية في المساجد بطقوسها الخاصة لرمضان”. ويشير إلى الأطفال في رمضان وأغانيهم رغم حالة الحرب المستمرة.
ولفت أحمد إلى أنه ورغم ذلك تسببت الحرب والأوضاع السيئة للعائلات ب”احتقان دائم لسكان المدينة”، وزيادة عصابات السرقة في المدينة وما يدفع كثيرين لتجنب إحياء ليالي رمضان كما كان في السنوات السابقة.
روحانية الشهر الفضيل
عوض حمود عبدالله بائع للجبن في المدينة يقول إن “الناس يتجمعون بشكل معتاد ككل رمضان وخاصة كبار السن الذين يلتقون في جامع المظفر وبقية مساجد المدينة لقراءة القرآن الكريم”.
يشير حمود لـ”يمن مونيتور” إلى ازدحام الأسواق وقرابة الناس وتكافلهم الاجتماعي “في الشهر الفضيل، وشهر فضيل ومدينة جميلة بأجوائها العظيمة التي تنسيك مراره الحرب وحزن الحصار”.
ويلفت حمود إلى أنه “ورغم تفشي وباء كورونا في العالم ومنع الجميع في البلدان من صلاة التراويح، إلا أن تعز يقام فيها التراويح وليس تعز فقط فجميع محافظات اليمن تصلي وهذا فضل من الله عزوجل”.
وكان مكتب أوقاف المدينة قد سمح بصلاة “التراويح” في شهر رمضان بسبب عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا.
في نهار رمضان ومع اقتراب أذان المغرب يقوم شباب المدينة بلعبة “كرة الطائرة”، وتظهر في معظم أحياء المدينة. ويقول وليد أحمد أحد شباب تعز المتمثل بالكابتن لديهم / أن كرة اليد هي اللعبة التي يمارسها أغلب الشباب في جميع المحافظات وذلك، لأنها لعبة ليس فيها أي جهد أو جري يتعب الصائم ،وكل اعتماد اللاعب فيها على كلتا يديه ،وهي من تجعلنا نجتمع كفريق واحد ونعود لتلك الأجواء القديمة لرمضان ،ونحاول نسى من خلالها كل المر الذي تعرضت له مدينة تعز ونعمل على استرجاع المحبة والألفة بين الناس .
من ناحية أخرى يرى إسماعيل خالد أحد سكان حي المدينة القديمة في المدينة إن “رمضان جاء في وقت اختلفت أرواح الناس وتغيرت كثيراً، بسبب ما تعرضت له المدينة من أوجاع وحصار ودمار.
وأضاف خالد ل”يمن مونيتور”: كانت تعز عاصمة الثقافة لأن مجتمعها اعلى نسبة مثقفة ،وكان رمضان يأتي بثقافات عالية واهتمامات كبيرة، وهذه الثقافات تلاشت بعد الحرب واصبحنا نفتقد لأجواء رمضان التي كنا نعيشها.
أسعار السلع وسوء الأوضاع
يلفت خالد إلى أن تضخم أسعار السلع بما في ذلك الخضروات والفواكه، وباقي المنتجات الأساسية مثل “القمح” حيث أصبحت قيمتها باهظة جداً مع استمرار الحرب.
يذهب حسام كيدمه وهو أحد أبناء المدينة إلى أن تعز تفتقد إلى الأجواء الأسرية والعائلية، فالمدينة المحاصرة من الحوثيين تشرد أهلها وتفككت العائلات في ظل “غياب الأبناء عن مائدة رمضان عادة مشئومه خلال الحرب وبعده، لهذا لا نستطيع أن نقول إن تعز تعيش أجواء رمضان كما كانت وبتلك الروحانية والسعادة”.
الحاج حسن سيف الذي يعيش في حي الجمهوري في المدينة تحدث ل”يمن مونيتور” يقول ” قل للزمان عود يا زمان ،فما ذهب لن يأتي أجمل منه، تعز أضاعوها وأضاعوا أبنائها، لا يوجد تراحم بين الناس أصبحت القلوب قاسية جداً”.
ويشير إلى أن السكان قبل الحرب كانوا يساندون “بعضهم ويتفاقد أحدهم الآخر لمعرفة النقص فيه، بينما الآن اصبحت كل أسرة تهتم بنفسها بسبب صعوبة العيش والأوضاع المادية الحالية”.
ووجه بالاتهام للسلطة المحلية التي قال إنها “تقاوم مليشيات التجار، في غلاء الاسعار، وارتفاعها بشكل كبير مما يجعل الأسواق خالية من حركة الشراء المعتادة في الشهر الفضيل”.