سكان عدن اليمنية سئموا صراع السلطة الذي ينفذه المجلس الانتقالي الجنوبي
سئم سكان مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة من استمرار المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في صراعه على السلطة ضد الحكومة اليمنية المعترف به دولياً، وترك حاجة المدينة للإغاثة بعد فيضانات أدت إلى خسائر.
يمن مونيتور/ تقرير خاص:
سئم سكان مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة من استمرار المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في صراعه على السلطة ضد الحكومة اليمنية المعترف به دولياً، وترك حاجة المدينة للإغاثة بعد فيضانات أدت إلى خسائر.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ والحكم الذاتي، مطلع الأسبوع، ونشر مقاتليه في المدينة الساحلية في استعداد لاحتمالات معركة دموية يتحضر لها. بعد ستة أشهر من توقيعها اتفاقاً في الرياض مع الحكومة الشرعية ترعاه السعودية.
وقال محمد العدني في عدن لـ”يمن مونيتور” إنه “سئم الاقتتال في عدن وكان يفترض أن يتوقف القتال والشحن ويتفرغ الجميع لحماية عدن وإنقاذ الناس من السيول وإعادة الخدمات”.
في مقهى شعبي في عدن يعتقد معظم رواده أن “المجلس الانتقالي الجنوبي” يستخدم المدينة الساحلية في تقديم سكانها كقاعدة شعبية لقراراته لكن ذلك ليس صحيحاً حسب ما يقولون.
ويقول إلياس محمد الذي يرتشف الشاي ويعمل صيدلانياً، إن الحرب بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية قد تصبح أسوأ على السكان في ظروفهم الحالية مع تفشي الأوبئة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
يشير العدني ومحمد أن سكان عدن لم يؤيدوا الانتقالي الجنوبي ولا سلوك الإمارات، ولا حتى الانفصال ويريدون فقط “الاستقرار والأمن والأمان وأن تتحول المدينة إلى ساحة حرب طاحنة”.
يتذكر العدني وهو في الستين من العمر الحرب الأهلية في ثمانيات القرن الماضي، ويقول إن عدن “احتضنت حرباً لا ناقة لها فيها ولا جمل” ويخشى عودة ذلك التوحش من جديد.
يقول محمد إن على الجميع معالجة أثار السيول الأخيرة وتسليم المرتبات بدلاً من الحرب، “تتكاثر السلطات والصراع عليها ويبقى أبناء عدن وكل اليمنيين آخر اهتمامات السياسيين”.
من جهته نقل موقع “ميدل ايست آي” أن سكان مدينة عدن الساحلية يعتقدون أن التصريحات والبيانات الصادرة عن المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادتها الإماراتية أو الحكومة لن تحسن ظروف الناس العاديين.
ويقولون إن ما يريدونه هو رؤيتهم يحسنون المدينة ويساعدون في تخفيف معاناة الناس.
قال أحمد علوان، أحد سكان عدن في الخمسينيات من عمره، لـ “ميدل إيست آي”: “بينما تدمر الفيضانات منازلنا والمليشيات تنتشر في كل مكان، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يعلن حالة الطوارئ وبعض القرارات الأخرى”.
أثرت الفيضانات الشديدة في اليمن في الأسابيع الأخيرة على حوالي 100 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة، وتأثرت عدن بشكل خاص. فقد تلوثت المياه، وأتلفت الطرق، وأعاقت الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وتظاهر السكان في المدينة الأيام الماضية للمطالبة بالخدمات الرئيسية.
وقال علوان “لم نعد نريد سماع أحد لا الذي يقيمون في السعودية (الحكومة) أو في الإمارات (المجلس الانتقالي الجنوبي) وهم يعلنون خطوات جديدة، نحن بحاجة لهم للعمل وتحسين الخدمات بدلاً من اتخاذ القرارات”.
كما يواجه اليمن خطر انتشار جائحة فيروس كورونا وعدم قدرته على الكشف عن تفشي واسع الانتشار والتعامل معه.
وقال علوان إن غضبه موجه نحو الطرفين السياسيين اللذين يسيطران على جنوب اليمن. “القادة لم لا يعملون على تخفيف معاناة الناس”.
وأضاف علوان أن “المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن من قبل استقلال الجنوب تحت أسماء أخرى، مثل الثورة والتحرير، لكنهم لم يفعلوا أي شيء على الأرض”.
وتابع: “لو كان المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على فعل شيء على الأرض لكان فعل ذلك، لكن الحقيقة أنه غير قادر على ذلك ينتظر فقط توجيهات الإمارات”.
يقول أناس مثل علوان إنهم لا يريدون شيئًا أكثر من السلام والتنمية، لذلك يأمل البعض الآن أن تتدخل الأمم المتحدة وتدفع الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى خارج المدينة الساحلية.
شن المجلس الانتقالي معارك ضد الحكومة اليمنية في أغسطس / آب وسيطرت قواتها على عدن ومعظم محافظتي لحج والضالع. بقيت بقية المحافظات الجنوبية تحت سيطرة الحكومة اليمنية.