إعلان “حكم ذاتي” لجنوب اليمن.. انهيار “اتفاق الرياض” يدفع نحو مواجهة دموية في عدن (تقرير)
يقول محللون إن المجلس الانتقالي لم يكن ليقدم على هذه الخطوة دون تنسيق عالِ من الإمارات. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أقدم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على أخر الأوراق التي يستخدمها بالإعلان عن “حكم ذاتي” للمحافظات اليمنية الجنوبية في مسعى لتأكيد وجوده كسلطة أمر واقع في المحافظات الجنوبية. فيما يقول محللون إن المجلس الانتقالي لم يكن ليقدم على هذه الخطوة دون تنسيق عالِ من الإمارات.
لكن يبدو أن الخطوة من المجلس الانتقالي تدخل البلاد في مرحلة جديدة من الحرب، والتوتر داخل التحالف الداعم للحكومة الشرعية. سيكون من الصعب معها تجنب الذهاب نحو حرب دموية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال المجلس الانتقالي في بيان إنهم “سيحكمون” مدينة عدن الساحلية الجنوبية الرئيسية والمحافظات الجنوبية الأخرى، متهمين الحكومة بالفساد وسوء الإدارة.
حتى مساء الأحد رفضت خمس محافظات من أصل ثمان بيان المجلس الانتقالي واعتبرته انقلاباً وتمرداً على الحكومة الشرعية.
وأعلنت السلطات المحلية والأمنية في محافظات حضرموت وأبين وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى النائية في بيانات منفصلة رفضها لخطوة “المجلس الانتقالي” ووصفتها ب”انقلاب واضح ومكتمل”.
انتكاسة خطيرة
قال جراهام جريفيثس، المدير المساعد في مؤسسة Control Risks Group Ltdالاستشارية الموجودة في دبي لموقع وكالة بلومبرج: “إن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي هو انتكاسة كبيرة لجهود السعودية للتوسط بين الانفصاليين والحكومة المعترف بها دوليًا وتوجيه الصراع نحو الحوثيين”.
ويشير المحلل إلى اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي توسطت فيه السعودية وتم توقيعه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ولم يتم تنفيذ أياً من بنوده.
وقال جريفيثس: “إن منع إعلان المجلس الانتقالي من التسبب في الانهيار الكامل للاتفاقية سيتطلب مستويات أكبر من الضغط وتنفيذ التزامات السعودية في اليمن في الوقت الذي تحاول فيه تقليل تدخلها في البلاد”.
وتابع: “إن عودة ظهور هذه الشقوق في الجنوب سيضر أيضا بالجهود المبذولة لتنظيم محادثات مع الحوثيين وقد يعرض القوات المناهضة للحوثيين إلى انتكاسات في ساحة المعركة التي تتطلب أيضا من السعودية زيادة وتيرة عملياتها.”
محاصرة السعودية
فيما قال بيتر ساليسبري، خبير اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، إن التوترات بين حكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي تتصاعد منذ شهور. وقال إن الجانبين تبادلا الاتهامات بعدم الامتثال لاتفاق السلام، وأنهما يبنيان قوات بنية استئناف الاقتتال الداخلي.
وقال ساليسبري لوكالة اسوشيتد برس: إن السعودية التي توسطت في اتفاق تقاسم السلطة وتشرف على تنفيذها من المتوقع أن تتدخل. مضيفاً: “كل جانب يريد من السعوديين دعم روايته والرياض محاصرة بالفعل في الوسط الآن”.
واجتاح المجلس الانتقالي الجنوبي مدينة عدن المقر المؤقت للحكومة الشرعية وبعض المحافظات الجنوبية الرئيسية في أغسطس/آب. ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عودة الدولة المستقلة التي كانت موجودة في الجنوب حتى عام 1990.
وقال عبدالغني الإرياني الباحث الأول بمركز صنعاء للدراسات إن التحرك الآن يثير مخاوف من انزلاق اليمن إلى مزيد من الفوضى في منتصف تفشي وباء كورونا (كوفيد-19).
وتم الكشف عن أولى الحالات في 11 ابريل/نيسان الجاري في محافظة حضرموت شرقي البلاد.
وأضاف الإرياني لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية “إنه بينما تحاول الأمم المتحدة تأمين هدنة على مستوى الدولة لمساعدة البلد الذي مزقته الحرب على البقاء على قيد الحياة ومواجهة كورونا فإن هذه الخطوة تركت كلا الجانبين “أصابعهم على الزناد” ومن المرجح أن تؤدي إلى مواجهة دموية في عدن.
وتابع: ربما تكون خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي مدروسة جيداً ومنسقة مع الإمارات لأنها تقترب من مواجهة عارية مع السعودية. مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في تقويض السعودية عدة مرات متجنبة المواجهة المفتوحة. وبهذا وضعوا السعودية في وضع صعب، مما يفرض المواجهة.
علامات رفض مبكرة
وقالت صحيفة الغارديان إن خطوة المجلس الانتقالي لم تلقى ترحيباً إذ كانت هناك علامات مبكرة على أن العديد من هذه المحافظات لن تحذو حذو المجلس، مما يترك الخريطة السياسية لليمن أكثر انقساماً.
وأدان وزير خارجية الحكومة اليمنية، محمد الحضرمي، خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي بأنها “استئناف لتمردها المسلح … وإعلان رفضها وانسحابها الكامل من اتفاقية الرياض “.
ودعا السعودية إلى اتخاذ “إجراءات حاسمة ضد التمرد المستمر لما يسمى بالمجلس الانتقالي”.
ومع ذلك، استولى المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن يوم الأحد على جميع المؤسسات الرئيسية بما في ذلك الميناء.
وفشل المجلس في السيطرة على البنك المركزي في المدينة، بعد أن تدخلت مدرعات سعودية لحمايته.
وقالت الجارديان إن تحرك المجلس الانتقالي سيعقد الجهود الدولية لبدء محادثات المصالحة وكذلك أي جهد منسق لدرء تفشي كورونا.