تحاول فرض اجراءات لصالح المواطن لمواجهة فايروس كورونا تجد مليشيا الانتقالي نفسها تقتلهم كما حدث في الشيخ عثمان. تتسارع وتيرة الأحداث بشكل دراماتيكي في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الانتقالي جالبة معها السخط الشعبي المتزايد اصلا ضد ممارسات المليشيات والمحسوبين عليها في ظل فشل ذريع مني به المجلس في امتحان ادارة الاوضاع في عدن والمحافظات المجاورة بعد طرد الحكومة منها في أغسطس الماضي..
تزايد السخط الشعبي ضد الانتقالي لم يأتي من فراغ في ظل سياسة كسر العظم التي انتهجها التحالف والسعودية تحديدا طريقة للتعامل مع عنترياته وتنصله من استحقاقات اتفاق الرياض، كسر العظم الذي على ما يبدو بدأ مفعوله يظهر سريعا وتحول معه الانتقالي من فاعل سياسي الى مفعولا به يرسل الوساطات للتهدئة هنا وهناك..
كان بإمكان الانتقالي استغلال سيطرته على عدن للظهور بمظهر القادر على ادارة أفضل من الحكومة الشرعية التي لطالما اتهمها بالفساد، وتقديم نموذج للجنوب الذي ظل يبشر به في كل خطاباته، لكنه وعند نقطة معينة توقف الانتقالي في المنتصف فاتحا على نفسه الباب لتلقي الضربات المتتالية من خصومه اللذين استفادوا من اداءه الركيك وغياب الرؤية لديه واعتماده الكلي على مموليه في ابوظبي..
مؤخرا ظهر الانتقالي كمجموعة من اللصوص والنهابة وهم يسارعون الزمن لنهب أكبر قدر من كل شيء، اراضي، مباني، اموال، حتى المساعدات التي تقدمها المنظمات والسلاح المقدم من التحالف لدعم الجبهات ضد الحوثي لم تسلم، لكن وحتى تلك السرقات كانت مثار سخرية عليه، مثلا في يافع تندلع اشتباكات في مديرية المفلحي بين اجنحة الانتقالي على خلفية اختلافهم حول مصير السلاح الذي نهبوه وهو في طريقه الى جبهة ال حميقان في محافظة البيضاء لقتال الحوثيين..
هذا المشهد دفع قيادات جنوبية بارزة مثل عبدالرحمن الوالي إلى اتهام المجلس بدعم بلاطجة ولصوص في عدن حتى بدأتالناس تترحم على ايام عفاش بسبب ممارسات المجلس التدميرية بحق عدن وابنائها..
وفي غرب عدن باتجاه لحج فتح الانتقالي له جبهة مع قبائل الصبيحة بعد سلسلة انتهاكات قامت بها مليشياته بحق شخصيات من ابناء القبيلة استنفرت وجهاء القبيلة ضده في أكثر من ملف ولاتزال كلها مفتوحة على جميع الاحتمالات..
وفي ابين يجري الحديث عن استعدادات للشرعية لاستعادة مديريتي زنجبار وجعار من قبضة مليشيا الانتقالي بضوء اخضر سعودي وطردها من محافظة أبين.. بعد فشل جهود الوساطة التي أرسلها عيدروس الزبيدي في اقناع السعوديين.
أما عدن فقد تنصل الانتقالي عن كل التزاماته الأخلاقية باعتباره سلطة امر واقع بعد ان اباح المدينة لمليشياته وتسبب في إرباك المشهد الاداري المدني والامني، حتى بلغ بها الحال الى رفض المشافي استقبال اي حالات تتعلق بالجهاز التنفسي بشكل عام خوفا من اصابتها بفايروس كورونا بما فيها تلك المشافي التي يملكها قيادات بارزة في المجلس .
يوم أمس ارتفع عدد الوفيات الى 7 حالات بينها امرأة حامل توفيت هي وجنينها، وقبله قال وكيل وزارة الصحة علي الوليدي ان تنازع الصلاحيات الادارية في عدن تسبب في عرقلة تجهيزات مواجهة كورونا المقدمة من المنظمات عبر وزارة الصحة..
حتى وهو تحاول فرض اجراءات لصالح المواطن لمواجهة فايروس كورونا تجد مليشيا الانتقالي نفسها تقتلهم كما حدث في الشيخ عثمان.. وجد الانتقالي نفسه رهينا لضريبة القات التي يدفعها المقاوتة بسخاء فقرر السماح بإدخاله الى عدن بعد قرار سابق بالمنع!
اداء الانتقالي أقرب ما يشبهه ذلك الشخص فاقد الاهلية المحتاج الى تنصيب (وصي) عليه لإدارة شؤونه لأنه لايستطيع التفرقة بين مصلحته وما يضره، فيقرر القاضي (الحجر).. ينبغي الحجر فورا..
مشهد مريع عنوانه الفشل والخراب الكبير.. وسيكتب التاريخ يوما ان 6 أشهر منذ سيطرته على عدن كانت كفيلة بإذابة جبل الجليد الذي صنع منه الانتقالي اسطورته بفعل فاعل.. وظهر معها بطلا من ورق.. فالدائرة تضيق والوقت ينفذ ولم يعد في جعبة الحاوي الكثير..
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.
*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.