كتابات خاصة

جماعة تشبه الوباء

افتخار عبده

إن لم تظهر في اليمن الحبيب حالات إصابة بجائحة كورونا (الفيروس الذي أرعب العالم بأسره) فهذه رحمة من الله تنزل على اليمن الحبيب، وعدالة السماء تطبق في الأرض.

إن لم تظهر في اليمن الحبيب حالات إصابة بجائحة كورونا (الفيروس الذي أرعب العالم بأسره) فهذه رحمة من الله تنزل على اليمن الحبيب، وعدالة السماء تطبق في الأرض.
فاليمن اليوم تعيش وباء أفتك وأخطر من وباء كورونا، وقد استمرت معه سنوات ليست بالقليلة.
 أوليست مليشيات الحوثي وباء خطيرًا على البلاد والعباد؟!، أوليست معتقداتهم أشد بلاءً من الأمراض، تلك المعتقدات الوبائية التي تصيب الدماغ وتفتك بالعقل فتجعل من الإنسان إنسانًا ممسوخًا لا علم له بما هو له وما هو عليه، اللهم أنه متبِعٌ لغيره يجري وراءه كالسكران ،يلهث وراء قنينة خبيثة، لا تزيده إلا شرودًا وغيابًا عن الواقع المعاش مع فارق بينهم هو أن السكران يعش لحظات هدوء واسترخاء بعكس ما تفعله هذه المليشيات بالشخص المتبع لها، فهي تشحنه  وتملأ حياته بنقاط الضعف والمكدرات، ومن ثم تستغل ذلك في تسييره حيثما شاءت وكيفما ارتأت.
إن وباء كورونا قد قتل الناس في الشوارع وفي المطاعم والمجالس العامة وأهلك الآمنين في بيوتهم ولم يستثنِ من يعيشون في السجون أو في أعلى المرتفعات، ومليشيات الحوثي قد عملت ما هو أعظم من ذلك بكثير، فقد قتلت الناس في شوارعهم وبيتوهم وفي المطاعم والمتنزهات العامة وقتلتهم في السجون.
لكنا نلاحظ فرقًا هو أن وباء كورونا يفتك بالإنسان ولا يدعه يتعذب كثيرًا، وهذه الأخرى تعذب الإنسان أيما تعذيب وتهينه أيما إهانة، فهو معها يتمنى الموت بالساعة آلاف المرات ولكنه لا يلقاه إلا بعد مرارة عظمى.
والملاحظ أيضًا أن فيروس كورونا انتشر صيته في العالم وتم توعية الناس بهذا الخطر المحدق بهم ونشرت حوله المقالات والأخبار وتكاثرت حوله الآراء والاقتراحات فكل يوعي الناس بحسب طريقته وكل يغني بحسب رأيه.
أما التوعية حول خطر الحرب وهذه المليشيات وما تنتجه من أزمات وموت للبشر والدين معًا فلم تظهر على الواقع ولو بالشكل البسيط وإن قام البعض من نيري العقول بإبداء رأيه حولها تجده كمن يحرث في البحر، لا يكترث لكلامه ويحارب حتى يكون مصيره الهلاك في السجون أو تحت نار الأسلحة التي لا ترحم أحدًا.
إذن فاليمن عانت كثيرًا من وباء خطير الناس يرونه أمرًا عاديًا وعدالة السماء توضح ذلك كله.
أما آن الأوان لتجار الحروب أن يستفيدوا ويروا الحقائق كما تساق من رب العباد؟، اللهم السلامة والعافية لليمن واليمنيين.
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.
*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى