اخترنا لكمغير مصنف

(مقابلة خاصة) مدير مكتب الصحة في تعز: بدأنا الاستعدادات منذ وقت مبكر لمواجهة كورونا

يتحدث عبدالرحيم السامعي عن قدرات مكتب الصحة في تعز لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا في مركز المحافظة والأرياف يمن مونيتور/ صنعاء/ حوار: فايقة حسين
قال عبدالرحيم السامعي مدير عام مكتب الصحة في محافظة تعز، وسط اليمن، إن “المكتب” بدأ الاستعداد في وقت مبكر لمواجهة جائحة فيروس كورونا العالمية.
وتحدث السامعي في حوار طويل مع “يمن مونيتور” حول الأوضاع الصحية في المحافظة بعد سنوات الحرب الخمس، بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م وتدخل تحالف تقوده السعودية داعم للحكومة الشرعية في مارس/أذار2015م.
وقال السامعي: بدأنا الاستعدادات في وقت مبكر بحسب الإمكانيات المتاحة من خلال تحديد أماكن للحجر الصحي وفحص المسافرين القادمين من الدول التي ظهر فيها الوباء إضافة إلى ذلك الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً.
وأضاف السامعي أن “مواجهة وباء كورونا قد يكون أكبر من إمكانياتنا لكننا سنواجه، وسنستخدم كل ما لدينا من طاقات بشرية ومادية، ولن نستسلم”. مشيراً إلى وضع النظام الصحي لليمن والتدهور الذي أصابه خلال السنوات الماضية بفعل الحرب “والحصار المفروض على المدينة”.
وتقدر الأمم المتحدة أن 48% من النظام الصحي يعمل فقط في اليمن. وكان النظام الصحي في البلاد سيئاً بالفعل قبل الحرب.
ويفرض الحوثيون حصاراً على المدينة منذ مطلع 2016م، وكان اتفاقاً في ديسمبر/كانون الأول2018 في السويد بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والحوثيين نص على “تفاهمات بشأن تعز” يشير إلى فك الحصار المفروض لكن لم يحدث تقدم منذ ذلك الحين.
ويشير السامعي إلى أن هذا “الحصار المفروض من الحوثيين” يمثل مشكلة كبيرة لعمل مكتب الصحة في تعز، الذي يحاول إيصال الخدمات الطبية إلى الأرياف. لافتاً إلى عدم إلتزام المنظمات الشريكة في التدخل المنظم حسب الأولوية والاحتياج.
وللتغلب على ذلك قال السامعي إن مكتبه عمل “خلال الفترة الماضية على إعطاء صلاحيات كبيرة لفروع مكاتب الصحة بالمديريات من أجل تسهيل إيصال الخدمة للمواطن وهناك فروع مكاتب حققت نجاحا كبيرا واستفادت من الفرصة المتاحة والدعم المقدم من المنظمات الدولية والمحلية”.
وحول تصريحات منظمات دولية بعودة انتشار وباء الكوليرا إلى البلاد في موسم الأمطار، قال السامعي: بذلت خلال الأعوام الماضية في مواجهة وباء الكوليرا وحققت نجاحا كبيرا وصار لدينا خبرة تراكمية في مواجهة الوباء.
 
نص المقابلة:
يمن مونيتور: لو بدأنا معك من السؤال الذي يدور لدى كل يمني: ما هي الاستعدادات لمواجهة وباء كورونا؟
عبدالرحيم السامعي: وباء كورونا بحسب إعلان منظمة الصحة العالمية وباء عالمي، وصار الآن حديث الساعة على مستوى العالم ونحن هنا في اليمن سواء على مستوى وزارة الصحة في العاصمة المؤقتة عدن أو على مستوى مكاتب المحافظات بدانا الاستعدادات في وقت مبكر بحسب الإمكانيات المتاحة من خلال تحديد أماكن للحجر الصحي وفحص المسافرين القادمين من الدول ظهر فيها الوباء إضافة إلى ذلك الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً. والحمد الله حتى الآن لاتزال بلادنا خالية من هذا الوباء.
 
يمن مونيتور: هل الوضع الصحي في تعز قادر على المواجهة؟
عبدالرحيم السامعي: الوضع الصحي كما يعلم الجميع هش ولايزال دون المستوى المطلوب صحيح أنه خلال العامين الماضين 2018 و2019 شهد تحسنا كبيرا بعد أن كان قد وصل إلى حالة الانهيار بسبب الحرب والحصار المفروض على المحافظة. لكن بحمد الله وبفضل الجهود التي بذلتها الوزارة والسلطة المحلية ومنتسبو القطاع الصحى بالتعاون مع شركاء التنمية الصحية استطعنا تحقيق نجاح كبير، صحيح ليس كما نريده نحن ويريده الموطن لكنها أفضل مما كان عليه في السنوات الأولى للحرب.
قد تكون مواجهة وباء كورونا أكبر من إمكانياتنا لكننا سنواجه، وسنستخدم كل ما لدينا من طاقات بشرية ومادية، ولن نستسلم.
 
يمن مونيتور: ما حقيقة الطلاب الذين عادوا من عدد من الدول إلى المدينة، وبعضها منتشر فيها كورونا كيف تتعاملون مع هذه القضية؟
عبدالرحيم السامعي: هناك دليل وطني صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان يتيح لنا التعامل المناسب مع كل وافد من خارج الوطن وفي الأساس نتيجة للحصار فلا يصل الوافد إلا وقد مضى اغلب مدة الحضانة لفيروس كرونا وهناك احتياطات تقوم وزارة الصحة في المنافذ الأولى للبلد الجوية والبرية والبحرية وهي قليلة بسبب الحرب.
 
يمن مونيتور: كيف يتم توعيه الناس وتثقيفهم عن مرض كورونا وخاصة المناطق الريفية؟
عبدالرحيم السامعي: مواد وطرق التوعية عن فيروس كرونا توفرت وبشكل هائل ونحن نتوخى أحدث الطرق في تطبيق بروتوكول مواجهة فيروس كورونا.
 
يمن مونيتور: هل يوجد منظمات سترعى هذا الجانب (التوعية) إن وجد الفيروس بتعز؟
عبدالرحيم السامعي: حتى الآن وعود ننتظر تحقيقها على الأرض ونحن لدينا خبرة تراكمية اكتسبناها خلال السنوات الماضية فى مكافحة الأوبئة وهذا عامل مساعد لنا سيفيدنا كثيراً في مواجهة كورونا وقد قمنا بتدريب إعداد كبير من المتطوعين والعاملين الصحيين المجتمعيين في كيفية إيصال الرسائل الصحية للناس ومعظم هؤلاء هم من أبناء الأرياف، سنعيد تشكيل طرق التوعية بحسب خصوصية وعدوانية وسرعة انتشار هذا المرعب وسنقدم ما نستطيع لحماية بلدنا.
 
يمن مونيتور: منظمة أوكسفام قالت في آخر تقرير لها: إن فصل الصيف القادم يشكل خطر كبير على اليمنيين بسبب الكوليرا؟ كيف تعلق؟
عبدالرحيم السامعي:  ليس كل ما تقوله المنظمات بالضرورة يكون صحيحاً حتى الآن المؤشرات عندنا تقول إن الوضع الوبائي مستقر وهناك جهود كبيرة بذلت خلال الأعوام الماضية في مواجهة وباء الكوليرا وحققت نجاحا كبيرا وصار لدينا خبرة تراكمية في مواجهة الوباء.
 
يمن مونيتور: ما الجديد حول الوضع الصحي في المدينة مقارنة بالوضع الذي مرت به المدينة العام الماضي؟
عبدالرحيم السامعي: الوضع الصحي كما قلت لك في تحسن مستمر صحيح أنه ليس بشكل الذى نطمح إليه لكنه أفضل مما كان نحن على يقين كامل أن المستقبل سيكون أفضل.
 
يمن مونيتور: هناك أطباء غادروا تعز أثناء الحرب ولم يعودوا رغم أن تعز عادت وعادت الخدمات لها ما هو دوركم في استقطاب الأطباء لتعز؟
عبدالرحيم السامعي: هذا صحيح نسبة كبيرة من الكادر الطبي غادر مدينة تعز بسب ظروف الحرب ونحن منذ اليوم الأول لتسلمنا إدارة المكتب نعمل على إعادتهم وقد عاد منهم الكثير والبقية سنواصل الجهود لإعادتهم لاسيما الكوادر النوعية وأصحاب التخصصات النادرة والعناصر المؤهلة.
 
يمن مونيتور: ما هو مستوى دعم الحكومة للجانب الصحي في المدينة؟
عبدالرحيم السامعي: الظروف التي تمر بها الحكومة صعبة في خوضها لحرب ومعركة مصيرية مع المليشيات الانقلابية والثورات المضادة التي يشنها أتباع النظام الفاسد السابق ولكن نحن على تواصل مستمر، وهناك تجاوب كبير سواء من وزارة الصحة او رئاسة الوزراء والجميع عنده حماس كبير لدعم محافظة تعز، وقيادة السلطة المحلية تبذل جهود كبيرة في إيصال مشاكل ومعاناة المحافظة إلى الحكومة. 
 
يمن مونيتور: كيف تتعاملون مع نقص الأدوية في المستشفيات والمراكز الصحية وخاصة في الأرياف؟
عبدالرحيم السامعي: إيصال الخدمات الطبية إلى الأرياف يمثل لنا مشكلة كبيرة لاسيما في ظل الحصار المفروض على المدينة وعدم التزام المنظمات الشريكة في التدخل المنظم حسب الأولوية والاحتياج. عملنا خلال الفترة الماضية على إعطاء صلاحيات كبيرة لفروع مكاتب الصحة بالمديريات من أجل تسهيل إيصال الخدمة للمواطن والحمد الله هناك فروع مكاتب حققت نجاحا كبيرا و استفادت من الفرصة المتاحة والدعم المقدم من المنظمات الدولية والمحلية.
 
يمن مونيتور: كيف تقيم دور المنظمات الدولية في الدعم للقطاع الصحي في المدينة؟
عبدالرحيم السامعي: المنظمات الدولية تقوم بدور كبير لا يمكن إنكاره هم شركائنا الحقيقين الذين كانوا عونا وسندا لنا في انتشال القطاع الصحى من حالة الانهيار لكن هناك تفاوت، فهناك منظمات تقوم بدور كبير ورائع وهناك منظمات عندها إمكانيات كبيرة لكن ما تقدمه لا يتناسب مع حجم الكارثة التي تعيشها اليمن وهناك منظمات غير ملتزمة بمعايير العمل الإنساني وهناك منظمات تقدم لنا مشاريع لكن وفق ما تريده هي ليس وفق ما نحن نحتاجه.
 
يمن مونيتور: قضية الجرحى من القضايا التي تشغل المدينة، ما المهام التي يقدمها مكتب الصحة في هذه القضية بالذات؟
عبدالرحيم السامعي: قضية الحرحي قضية مؤلمة وكبيرة كنا ومازلنا من الداعمين للجنة الجرحى منذ الأيام الأولى وطالبنا إيجاد وزارة خاصة بالحرجى.
نحن في مكتب الصحة نعتبر كل مؤسسات القطاع الصحي في خدمة الجرحى ونقدم كل الدعم والتسهلات للحرجى بكل ما يتوفر من الإمكانيات المتاحة في هذه المؤسسات.
 
يمن مونيتور: تضل حوادث التصفيات للجرحى من قبل الخارجين على القانون، كيف تتعاملون مع هذه القضايا وهل صحيح بأن التنسيق مع الجانب الأمني لم يكن بالشكل المطلوب؟
عبدالرحيم السامعي: هذه الحوادث سيئة وتسئ إلى تعز و ثقافة تعز، من العار أنها تتكرر،  أنا ادعوا قوات الجيش والأمن إلى أن تقوم بدورها فحماية المرافق الصحية والاطباء والكادر الطبى مسئولية الأمن .
 
يمن مونيتور: انتشرت في الفترة أوبئة شديدة منها الكوليرا والضنك والدفتيريا وهناك مرض سوء التغذية اصيب فيه العديد من الاطفال ما الدور الذي يلعبه مكتب الصحة بالمدينة؟
عبدالرحيم السامعي: كما ذكرت لك الوضع الصحى في تحسن مستمر و قيادة مكتب الصحة بالتعاون مع جميع العاملين بالقطاع الصحى تقوم بواجبها حسب الإمكانيات المتاحة والمؤشرات الاحصائيات تشير. إلى أن الوضع الوبائي بالمحافظة أفضل بكثير مما كان عليه في السنوات الماضية.
 
يمن مونيتور: ماهي احتياجاتكم الهامة كمكتب صحة؟
عبدالرحيم السامعي: الاحتياجات كثيرة لدينا احتياجات هائلة في جانب الكادر، القطاع الصحي يفتقد  الى كوادر متخصصة ولا يستطيع تعويضها بسبب عدم القدرة على التوظيف لأنه متوقف منذ سنوات كذلك الموازنات التشغلية المقدمة غير كافية.
 الاحتياجات الكبيرة  ولايمكن حصرها هنا لكننا في الوقت الحالي لا نريد أن نجعلها عائق أمامنا نحن نستغل كل ما هو متاح وعندنا إصرار وعزيمة على تحقيق النجاح .
يمن مونيتور: كلمه اخيرة للدكتور السامعي؟
عبدالرحيم السامعي: أشكركم على اهتمامكم بالقضايا الصحية ونتمنى لكم التوفيق والنجاح.
انتهى،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى