اليمنيون يعوّلون على “إجراءات الوقاية” من كورونا وليس النظام الصحي
يعوّل اليمنيون على إجراءات الوقاية الصحية من فيروس كورونا ولا يثقون بالمطلق بالنظام الصحي “المنهار” في البلاد مع الحرب الحالية وقد كان هشاً حتى من قبلها.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
يعوّل اليمنيون على إجراءات الوقاية الصحية من فيروس كورونا ولا يثقون بالمطلق بالنظام الصحي “المنهار” في البلاد مع الحرب الحالية وقد كان هشاً حتى من قبلها.
وقال محمد يحيى الذي يعيش في صنعاء لـ”يمن مونيتور” وهو يحمل صوابين ومعقمات خارج صيدلية في حي الدائري وسط العاصمة: لا أثق بالحوثيين ولا بأي سلطة أخرى ولا حتى بالمستشفيات الخاصة في العاصمة لن ينقذنا أحد إذا وصل الفيروس إلينا.
يعيش في صنعاء حوالى 6 ملايين نسمة، في ظل مخاوف من انتشار الفيروس تستمر وسائل الإعلام والملصقات في الشوارع على وسائل النظافة الصحية.
تقول إلهام علوان الطالبة في جامعة صنعاء والتي أوقفت الدراسة خشية انتشار الفيروس لـ”يمن مونيتور”: حسناً، الوضع ليس مطمئناً ولا توجد أجهزة كشف عن الفيروس، وحتى لو وجدت من الصعب أن تفحص ستة ملايين شخص وندخل مرحلة إغلاق.
تلقي إلهام باللوم على الحرب التي دمرت القطاع الصحي، وطردت معظم الأطباء والممرضين للعمل خارج البلاد.
وإلهام طالبة طب في السنة الأخيرة وتضيف: من الصعب التعامل مع حالات الانفلونزا أو أي أعراض كورونا، لا توجد أي أدوات حماية معروفة للأطباء والتعامل معها، سيصاب الجميع بالفيروس وفي المقدمة الطواقم الطبية والممرضين، التفكير في ذلك مرعب جداً.
تطالب إلهام التي تقوم بالعمل كطبيب عام في مستشفى بصنعاء من السكان البقاء في المنازل، “لكسر سلسلة الانتقال وإبطائه، النظام الصحي لن يحتمل، لا توجد غرف عناية مركزة كثيرة، بل إنها منعدمة تماماً، ومعظمها لجرحى الحرب التابعين للحوثي، ولن يسمحوا باستخدامها”.
لم يتلقَ العاملون الصحيون في المستشفى رواتبهم منذ أكثر من عامين، كما أن هناك نقصاً حاداً في بعض الأدوية وكميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية. وعجز النظام الصحي عن معالجة أوبئة مثل الكوليرا والخِناق..الخ وأدى ذلك إلى موت الآلاف وإصابة الملايين.
وعجز النظام الصحي لدول مثل إيطاليا والولايات المتحدة وألمانيا عن مواجهة الوباء وأصبح الوضع سيئاً للغاية. ومقارنة باليمن فإن النظام الصحي لليمن أكثر تخلفاً بمئات المرات.
أمين غالب الذي يملك محل بقالة قرب سوق شعبي تحدث لـ”يمن مونيتور” وهو يرتدي قناعاً وقفازات، وقال: “بدأ الناس يطلبون التوصيل للمنازل، لا أحد يجازف ويعرفون جيداً وضع البلاد الصحي، نضع الكمامات والقفازات للوقاية لكن لن نتمكن من الفرار من الوباء إذا جاء”.
يضيف غالب: سنموت في الشوارع، ونحرق!
الأمر نفسه بالنسبة للمسؤولين الصحيين في صنعاء وعدن إذ يعتقدون بوقوع كارثة إذا انتشر الوباء.
وقال مسؤول في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً إن “93% من المعدات الطبية” في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة لا يمكن الوثوق بها من أجل الدعم الطبي والصحي في البلاد.
ولفت المسؤول إلى أن المستشفيات مكتظة بالفعل بالمرضى بما في ذلك أقسام الرقود.
أصيب عشرات الآلاف من الحوثيين في المعارك الدائرة منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014.
مسؤول صحي في الحكومة المعترف بها دولياً والتي تتخذ من عدن مقراً لها قال إن “الوضع في المحافظات المحررة من الحوثيين سيء للغاية ولولا دعم مركز الملك سلمان والمنظمات الدولية سيكون الوضع أسوأ بكثير”.
أعلنت الصحة العالمية أنها قدمت جهازي فحص لوباء كورونا في صنعاء وعدن. أعلن الحوثيون مراراً عن فحص أشخاص محتمل إصابتهم بالفيروس وكانت النتائج سلبية. ويوم الاثنين قالت الحكومة إنها فحصت 9 حالات لكن ثبت أنه لم يصبها الفيروس.
بالنسبة لليمنيين فإنهم لا يثقون بالطرفين.
ويتفق المسؤولون الصحيون في عدن وصنعاء “أن الوضع سيكون كارثياً إذا ما انتشر الفيروس في البلاد”، حيث أن النظام الصحي يعمل ب48% فقط من حجمه المعروف.
في القرى والمناطق النائية -غير المدن- سيكون صعباً للغاية علاجهم أو إنقاذهم مع صعوبة المواصلات، وانعدام المراكز الصحية فيها.
يعيش معظم اليمنيين في القرى وتزايد الأمر بعد الحرب الأخيرة.