تلك هي مخاطر الحماس الغير واعي , مخاطر الازدواجية والنفاق وخلط الاوراق , وعدم التفريق بين السلوك الانساني والعدائي ,وبين مصالح الفرد والجماعة .
كل مشاريعنا الوطنية تود عندما ترهن لمن يفتقد للوعي الوطني والانساني , نراهن على كتل ضخمه من الحماس الغير واعي , لا تملك القدرة والمؤهل لتكن مثل أعلى لتحقق الهدف السامي , يخترقها الاعداء بكل سهولة , لتتحول لمجرد دمية تحركها اهواء اجندات لا وطنية ولا انسانية .
تلك هي مخاطر الحماس الغير واعي , مخاطر الازدواجية والنفاق وخلط الاوراق , وعدم التفريق بين السلوك الانساني والعدائي ,وبين مصالح الفرد والجماعة .
في لحظة حماس جماهيري ,تبرز تلك الكائنات , ويراهن الناس عليها , وفي فترة قصيرة جدا يهد كل ذلك الحماس على رؤوس المراهنين , وهم يشهدون تلك الكائنات تتشدق باقول ولا تعنيها عملا وسلوك وثقافة , يشهدون سقوط رهان الاجماع لشتات متناثر , و وحدة الصف والمصير لجماعات متناحرة ومتنافرة , في ضياع واضح للمشروع والقضية .
هذا الفشل خطورته الجهل الذي يتمسك بالرهان , ويتحول لخصم ضد المراهنين , فيتخذ من المشاريع الصغيرة حماية , ويزج بالوطن بفتنه وعنف , يحتمي بالمناطقية او الطائفية او الايدلوجيا , ويبدأ يؤسس له مؤسساته على تلك المعايير , وتسقط معايير الحق والانسانية , ويختل ميزان العدل , وكلما اشتد الصراع تعمقت تلك الافة , لتصنع لها قادة ورئيس على افة الراي والهوى , ومليشيا عقيدتها تلك الافة , والنتيجة تمترس الصوص والفاسدين والمجرمين في متارس وطنية .
هولا هم من افسدوا الوحدة الوطنية , ويفسدون اليوم حق تقرير المصير , وحق فك الارتباط كقيمة وطنية وانسانية عادلة , ويفسدون الدولة الاتحادية كحل يقدم حق تقرير مصير امن وتحرر اكثر امان , ويبقى السؤال ماذا يريد هولا ؟
هولا وقعوا في فخ التحالفات والمصالح , واغراءات المال والسلطة , تحالفات جعلت منهم ادوات لأجندات , حركت لديهم نزعات سلبية , كراهية وعنصرية وانتقام , وجعلت منهم ادوات تصفية حسابات , تورطوا بعدد مهول من الانتهاكات , تحول بعظهم لمتهمين وارهابيين , وفتحت امامهم ابواب الفساد والمال المنثور , ذممهم تعفنت , هم اليوم في موقع الدفاع عن انفسهم من العقاب والحساب , مصابون بالرعب من الدولة العادلة , وفتح ملفات الانتهاكات والجرائم .
هم المعرقلون لأي اتفاق ينص على استعادة هذه الدولة و وحدة الصف والمصير و ومن خلفهم الداعمون , كما اعاقوا اتفاق الرياض , سيعيقون أي اتفاقات اخرى تؤدي لتوافقات على دولة عادلة وضامنة للمواطنة والحقوق .
تمعن بفيديوهات التحريض واثارة الفتن والتلويح بالعنف , وعدم تسليم المواقع والمؤسسات وفق اتفاق الرياض , هم الفاسدون انفسهم والمتهمون بجرائم تصفيات واغتيالات , يحتمون بشعارات وطنية , كاستعادة دولة الجنوب العربي , بجهل معنى ودلالات تلك التسمية كمشروع استعماري , وللأسف ان يجد هولا مساندة ودعم من عدد من المتحمسين للشعار دون وعي بسلامة الهدف .
صورة المشهد العام تتضح , حيث تسقط تلك المشاريع شعبيا , ولم تعد تملك من الشعبية غير تأييد مناطقي او أيدلوجي او احقاد وضغائن للماضي , والدلالة في التهم والتصنيفات العقيمة , التي تعبر عن ذلك السقوط والهزيمة الاخلاقية , وفي المقابل يتشكل وعي شعبي برفض تلك المشاريع , راي داعم لدولة الاتحادية وتوافق كل القوى السياسية والجماهيرية لوطن يستوعب الجميع ويحفظ حق الجميع بالحياة والكرامة والسيادة دون تفريق وتمايز وخصومات فاجرة وصراعات مدمرة وعنف وعنف مضاد .