لم تعد مبررات الحرب مقنعة، كشفت مستوى عفن قواها وادواتها ووسائلها، حيث لم تعد قواها العسكرية قادرة على حسم النزاعات السياسية، لم تعد مبررات الحرب مقنعة، كشفت مستوى عفن قواها وادواتها ووسائلها، حيث لم تعد قواها العسكرية قادرة على حسم النزاعات السياسية، وغير قادرة على فرض واقعها على الاخرين، وكل هذا العجز يدفع بتلك القوى لحرب غير واضحة الافق والاهداف، حرب عبثية طويلة المدى، تخريبية وتدميرية، لا ولن تلبي تطلعات الناس والبسطاء منهم.
لم تعد مبررات الحرب مقنعة، كقناعة الشعارات والاهداف التي اشعلت من اجلها، وأكثر المتضررين بالحرب اليوم هم من ساندوها وراهنوا على قواها ونتائجها، واكتشفوا انها مجرد حالة من الصراع بين ميول وامزجة البعض منا، وأنها مجرد وسيلة للانتقام من الماضي، وتصفية حسابات، وان التغير والتحول السياسي للأفضل في ظل الحرب أكثر صعوبة من حالة السلم.
الحرب زادت من المعاناة والالم والوجع، ووسعت الشروخ الاجتماعية، وزادت من حجم التصدعات والتناقضات، تمزقت الامة، وضاع العدل، وزور التاريخ، مما جعل من الهوية مشكلة خلاف، والوطن قطع من الارض عليها خلاف.
في الحرب غابت الافكار وادوت التنمية السياسية، ليتصدر المشهد العنف والعضلات، والعقول الخاوية من اي افكار ورؤى سياسية وثقافية، عقول ترى ان كل ذلك مجرد تفاهات من الماضي، عقلية استحواذيه لكل شيء، ومن اجل هذا الاستحواذ تهدر الارواح وتسفك الدماء، تنتهك الاعراض وكرامة الانسان.
كل هذا جعل من هذه الحرب عبثية للحياة والانسان، الذي يفقد حاضره، ولا يرى مستقبله ومستقبل ابنائه، وهو يرى قوى الحرب بكل اشكالها وتفرعاتها، تستثمر تطلعاته واحلامه، وتضغط لمزيد من معاناته و واجاعه، كل مدن اليمن تعاني، معاناة الانقلابات على شرعية ثورية، وجدت لتفضي لحالة توافق واستقرار، وتجنب العنف، لصنع تحول سياسي وتغيير في حالة من السلم، كالحوار الوطني ومخرجاته، للعمل على تسوية الملعب لانتخابات واستفتاء يقول فيهما الشعب ارادته والقول الفصل فيمن يستحق التفويض في ادارة المرحلة ، في حالة متطورة من الديمقراطية الشعبية، وفرض واقع التبادل السلمي للسلطة .
كان التحول السياسي يسير بنجاح، هذا النجاح ازعج القوى الرافضة للتغيير، وداعميها الدوليين والاقليميين، اعداء الامة واليمن، و وجدوا في التناقضات شرارة اشعال الحرب، وها نحن في عبثية هذه الحرب .
ولامجال للخروج من هذه العبثية غير العودة لجادة الصواب، العودة للحوار ومخرجات ذلك الحوار الوطني الذي جمع الامة ووحدها تحت بنود الحق لتحول سياسي و لدولة ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة، لا فيها متضرر ولا منتصر ومهزوم، الكل منتصر للكل، النظام يضبط ايقاع الحياة والقانون هو الحكم، حيث لا نحتاج للعنف، ولا للعضلات، بقدر حجتنا للأفكار والرؤى، حاجتنا لأحزاب سياسية، تكن في مستوى المسئولية الوطنية والانسانية، تنظم الاختلاف القائم في المجتمع ايدلوجيا وسياسيا وفكريا، في حالة من التنافس الايجابي الذي يفضي لإثراء فكري وثقافي وسياسي وعقائدي، وينزع فتيل الصراعات والحروب، ويؤسس لجسور من الثقة والتوافقات على وطن يستوعب الجميع، وطن التعايش والعيش الكريم للكل دون استثناء وفق نظام وقانون محمي شعبيا.
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.