صور حصرية من الجزر اليمنية القريبة من الناقلة العائمة “صافر” يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
ما تزال ناقلة النفط اليمنية “صافر” واقفة في ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر، على بعد حوالي خمسة أميال فقط من السواحل اليمنية، الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية وإنسانية قد تكون الأسوأ في تاريخ اليمن.
وعلى وقع الخلافات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بشأن الاتهامات المتبادلة حول إعاقة صيانة الخزان العائم، أطلق عدد من المختصين بالبيئة تحذيراتهم من البدء بتسرب الناقلة العائمة وخطورة ذلك على الشعب المرجانية والحياه البحرية.
وقال الدكتور عبدالكريم يحيى، أحد الاخصائيين البيئيين، لـ”يمن مونيتور”: إنهم قاموا بزيارة إلى جزيرة كمران وعدد من الجزر اليمنية واكتشفوا بأن النفط الآن يمنع وصول أضواء إلى الشعب المرجانية ويقوم بتغطيتها وبذلك يقتل الأحياء البحرية المتعايشة في بيئة الشعب المرجانية”.
وأضاف: تعتبر الشعب المرجانية عبارة عن مساكن للكائنات البحرية، وهذا تدمير للحياة البحرية بشكل علني، والناقلة صافرة كانت تعمل كمحطة تصدير مؤقتة للنفط الخام لكن ظروف الحرب أدت إلى تعطل أعمال شركة النفط، لتترك وراءها نافلة النفط “صافر” قبالة السواحل اليمنية، والتي تتعرض للتأكل، واحتمالية الانفجار بسبب غياب الصيانة وخروجها عن العمل لما يزيد عن 4 سنوات، ولعل ما يزيد الامر سوءً انها ترسو في منطقة الصراع مما قد يجعل الناقلة عرضة للخطر.
وطالب عبدالكريم والذي قام بنزول ميداني إلى عدد من الجزر اليمنية قبالة ناقلة النفط اليمنية “صافر” سرعة إفراغ ناقلة صافر من 1.1 مليون برميل الذي سيؤدي التسرب النفطي لحدوث كارثة بيئية لأنه ذات تقلب عالي، ولزوجة تقارب لزوجة مادة الديزل ومن المتوقع ان تتبخر ثلثي الكمية المتسربة والمنسكبة في مياه البحر في غضون أيام عند حدوث التسرب بالإضافة إلى الغازات المصاحبة التي ستنتج عنها والتي ستنتشر في الهواء وحدوث أضرار جسيمة على صحة السكان في المناطق القريبة، كونها تصيب الجهاز التنفسي.
وتابع في حديثة لـ”يمن مونيتور”، أما في حالة حدوث انفجار للناقلة واحتراقها، فمن المتوقع ان تزيد هذه الكارثة من ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة التصاعد الكثيف لأكاسيد الكربون الي الغلاف الجوي.
وتعد شركة “صافر النفطية ” كبرى الشركات اليمنية الحكومية والمختصة بعمليات تصدير النفط والغاز اليمني الى الخارج، باتت مهددة بالزوال بعد ان توقفت عمليات تصدير النفط اليمني عقب سيطرة جماعة الحوثيين على الشركة ومقدراتها.
وتعيش الشركة مرحلة “موت سريري” نتيجة الأزمة المالية الخانقة التي أوصلتها الى مرحلة الافلاس الحقيقي، فمنذ اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء، باشر مسلحو الجماعة، سلطتهم على الشركة واستنزفوها ملايين الدولارات لحسابات شخصية لقيادات حوثية كبيرة تحت مسمى المجهود الحربي.
ويواصل الحوثيون سيطرتهم على وزارة المالية في “صنعاء”، وعلى الإدارة العامة لشركة “صافر”، ويتحكمون في الإيرادات المالية الخاصة بالشركة.
وكان في صافر، قال في وقت سابق لـ”يمن مونيتور”: إن الحياة داخل السفينة “صافر” توقفت تماماً وأن العاملين يقومون بتشغيل عدد من أضواء السفينة الرئيسية عبر منظومة صغير من الطاقة الشمسية؛ وذلك من اجل تسهيل رؤية السفينة ليلا لدى السفن الأخرى او الطائرات التابعة للتحالف العربي.
وتقول الأمم المتحدة إن الحوثيين رفضوا أكثر من مرة وصول فريق فني إلى ناقلة النفط المتداعية “صافر”.
ويصف خبراء الأمم المتحدة، السفينة بأنها قنبلة موقوتة، قائلين إنها معرضة لخطر الانفجار بسبب التراكم الخطير للغازات المتطايرة التي تطلق من البترول الذي تحمله، وعدم صيانة السفينة.
وتبلغ السعة الخزنية للميناء 3 مليون برميل، ويتم ضخ النفط إليه من مأرب / الجوف عبر خط أنبوب على مساحة (439) كيلو متر منها (9) كيلو متر تحت البحر ليرتبط بالباخرة صافر.
“يمن مونيتور” حصل على صور حصرية للشعب المرجانية من الجزر اليمنية القريبة من الناقلة النفطية صافر.