عدد الأيتام يزداد يوما بعد يوم في بلدي الحبيب بشكل مخيف ومرعب، وعدد الوفيات يزداد بين لحظة وضحاها؛ فالموت اليوم قد أصبح الصديق الحميم الذي يزور أبناء اليمن بكل حين ويتردد عليهم كأنه مهوس بهم ومن العاشقين.
ر اليمن اليوم يرتقي من جهة أخرى على عكس العالم تماما ويدخل الموسوعات؛ لكن للأسف الشديد من جهة معاكسة و مؤلمة أيضا!
عدد الأيتام يزداد يوما بعد يوم في بلدي الحبيب بشكل مخيف ومرعب، وعدد الوفيات يزداد بين لحظة وضحاها؛ فالموت اليوم قد أصبح الصديق الحميم الذي يزور أبناء اليمن بكل حين ويتردد عليهم كأنه مهوس بهم ومن العاشقين.
حوادث تزاد تكاثرا بين الحين والآخر وبهذا الازدياد المثير للاستغراب يترك المجال ليمننا الحبيب في الدخول للخوض بمنافسة الأرقام القياسية.
نحن اليمنيين ننافس وبشدة؛ لكن منافستنا تكون في الآلام والأوجاع.. ننافس في عدد الأمراض والأوبئة واختراع أسماءً جديدة لأمراض لا يوجد لها أثر إلا فينا، وفي عدد الوفيات وكثرة الحوادث الإجرامية، وسفك الدماء الكثيرة دون مبالاة، وبهذه المنافسة نتفوق على عكسها.
هل سمعتم بارتقاء اليمن في مجال آخر غير الحزن، إننا نمتلك عدداً ليس بالقليل من المبدعين اليمنيين بكافة المجالات حقاً، وهم يحاولون جاهدين النيل من الألقاب وحوزهم المراكز الأولى وتجدهم أجدر بمجالاتهم تلك، وأحق في أن يحصلوا على شهائد التفوق ، إلا أنك تجدهم محاربين كثيراً، محاربين من كافة النواحي، فلا المادة تسمح لهم بالخوض في منافسات كتلك ولا البيئة تشجع ذلك.. فلم تعد خصبة وليست من ذوي الإنتاج، والناس اليوم في بلدي الجريح ما عادوا يطيقون الحياة ولا يتركون لذواتهم مجالا في أن يحاولوا أن يخرجوا ما بداخلهم في إبداع أغلفه الزمن والأحداث، لذا تراهم يائسين من كل شيء جميل وغير قادرين حتى على أن يقدموا بعضا من كلمات التشجيع والدعم لمن يحملون الإبداع ويحاولون رغم العناء أن يظهروا ذلكم الإبداع على العالمين، فكيف يستطيعون أن ينظروا للعالم من حولهم والعالم لا يرى فيهم غير الأوجاع والمآسي المتواصلة، فكيف سيكون حال الإبداع والمبدعين والمآسي تفوق كل شيء والانقسام سيد المواقف كلها.
هذه ليست نظرة تشاؤمية متعمدة لزرع اليأس في صفوف القراء، ولكن للأسف هذا هو الواقع في معظمه ببلدنا اليمن الذي كان سعيدا سابقا.. واقع مأساوي ناجم عن ظروف الحرب التي لم تأت إلا بكل وجع وألم.
كم نحن بحاجة ماسة إلى العيش في واقع خال من مأساة الحرب وألم الصراع، كي نخرج من هذه النظرة، ولكي يصنع اليمن واقعا كله جمال وروعة وتفاؤل ورضا.
صحيح هذه مأساة حقيقية بالفعل، لكن لا مستحيل في الحياة، فعديد دول عانت كثيرا وتجرعت الآلام وأتى بعدها الفرج ولو بعد وقت قد يبدو طويلا.