الجانب الخاص في بلدي الحبيب عادة مايغلب ويتغلب على الجانب العام، فالإنسان هنا يحب كل مايخصه ويعنيه والأمور الخاصة عادة مانوليها جل الاهتمام لاسيما إذا كانت مادية.
هنا سأتحدث عن التعليم الخاص والفرق بينه وبين التعليم الحكومي، كيف هو كادر التعليم الخاص سواء في المدراس أو الجامعات، فمن الملاحظ المأسوف عليه هو الاهتمام الكلي في التعليم الخاص وذلك لأن من وراء هذا التعليم يحصل الكادر على مبالغ مالية لايجدها في الجانب الحكومي ولهذا تجده يخضع لكل ما يطلب منه في هذا الجانب، والمؤسف هو أن تجد جامعات حكومية فيها كادر تعلمي ضعيف للغاية وإن وجد بعض الأكفاء فهم يتغيبون عن العمل في الجامعات الحكومية ويصنعون للطلاب أعذارا واهية لهذا الغياب بأن هناك ظروفا مرضية أو نحو ذلك منعته من الحضور وهو الذي كان يدرس في الجامعة الحكومية في تلك اللحظات التي بها طلاب الجامعة الحكومية ينتظرونه لينهلوا من علمه أو لكي يُسَجل حضورهم بدلا عن الغياب وعلى هذه الحال يستمر انتظارهم له الأسبوع بعد الآخر حتى يأتي إليهم في موعد مباغت دون سابق إنذار ودون الاعتماد على جدول المحاضرات.
يأتي كله عجل يسرد بعض المعلومات بعجالة شديدة يمر على الدروس مرور الكرام يكتفي بالتأشير إلى المهم ويتجاهل البقية ثم يحدد موعدا تكون فيه محاضرة أخرى، وموعداً آخرا للاختبار.
طبعا هذا هو المعلم نفسه الذي يعمل في الجامعة الخاصة،الذي يطيل بالحديث ويبسط المسائل ويحاول أن يجعل من الطالب هذا مبدعا مثقفا يدور بين الطلاب بكل هدوء كأن على رأسه الطير يعمل بكل جد وإخلاص ونشاط، ومن ناحية أخرى تجد الجامعة الحكومية ذاتها ترفض الكادر المؤهل لسبب هو أن هذا الكادر يطلب كثيرا من المال – وهذا من حقه طبعاً فهو الذي قضى سنوات العمر في الجد والتحصيل- فتجد الجامعة تحضر مدرسين للمواد من الطلاب المعيدين حسب قولها أنهم كادر نشيط، وهذا الكادر لايستطيع أن يدير قاعة ملؤها طلاب فتحدث أنواع من الضوضاء ويتحول التعليم من إيصال معلومات إلى مشاهدة معارك بين الطلاب ومعلهم، ويتم إقحام الطلاب على تقبل هذا الكادر الذي يكاد الطالب يفوقه علما ودراية متعللين بعدم الحصول على غيره، فكيف سينشأ جيلنا هذا يا ترى؟!