ثرنا على واقع عصي على التغيير، وهي ثورة حق لشعب طموح يتطلع لتغيير واقعه للأفضل، شعب محترم يريد دولة محترمة ووطن يحترم.
نحتاج العودة للأسئلة، لماذا ثرنا؟ وهل كانت ثورة حق أم باطل؟
ثرنا على واقع عصي على التغيير، وهي ثورة حق لشعب طموح يتطلع لتغيير واقعه للأفضل، شعب محترم يريد دولة محترمة ووطن يحترم.
هذه حقيقة لا ينكرها غير انسان فقد الاحترام، واستمتع بالعيش في واقع لا يحترمه كانسان، ووطن فاقد للسيادة والارادة والاحترام بين الامم.
واقعنا اليوم هي انفجارات للفخاخ والأكمنة والسموم والمستنقعات التي زرعها النظام لتحمية من مثل هذا الفعل الثوري الذي نحن فيه، فعل ثوري وضع الجميع في قلب دوامة الغبار والدخان الذي يتصاعد من تلك الانفجارات التي تتفجر في وجوهنا، تقاوم البقاء جاثمة على كاهلنا.
طول فترة بقاء ذلك النظام مكنه من تعزيز مؤسساته وأذنابه، تكونت مصالح ونفوذ من الصعب عليها الاستسلام للواقع الجديد وتقاوم بثورة مضادة، لها وسائلها في ضرب هذا الفعل الثوري من داخله، وأطالت فترته يساعد في صناعة مكونات ثورية مزورة تخدم أجندات مقاومة الثورة، وتراهن على إحباط الناس وإصابتهم بالملل، والتمكن من عمليات الاختراق، في توسيع التصدع الوطني والشروخ الاجتماعية، وترسيخ الخصومة الفاجرة، وتفكيك قوى الثورة.
واقع اليوم هو كر وفر بين الثورة والثورة المضادة، ثورة مضادة بخطاب معسول بالسم، بعضهم بلع الطعم المعتق بذلك العسل، وإذا به في صف الثورة المضادة، يلعن اليوم الذي خرج به ضد نظام فاسد ومفسد، مثل هؤلاء الضعفاء يعتقدون أن الثورة هي عصاء سحرية، تفتح كل الأبواب المغلقة ومرتبطة بفترة زمنية، تنتهي صلاحياتها، دون وعي انهم هم الثورة وصمودها وشموخها وانتصارها، هم فشلها وتعثرها وخذلانها، الثورة هي الشعب المتطلع للتغيير هي الكرامة التي تبحث عن الاحترام في كل مفاصل الحياة.
يبقى السؤال هل نسينا الثورة، وتفرغنا اليوم في تمزيق الوطن لجغرافيا، باحثين عن احترام في زاوية صغيرة من تلك الجغرافيا تحتوينا دون الآخر، في عجز واضح في مواجهة التحديات، وانهزم أمام كل الفخاخ التي وضعت في طريق ثورتنا، وانبطاح جعلنا نبني اختياراتنا ومواقفنا وفق مخطط تلك الفخاخ التي وضعت ليجتز كلا منا جغرافية تحتويه، وليذهب البقية للجحيم.
الواقع اليوم يقول انهم يتمكنون منا، مزقونا لجماعات متناحرة، وحقنونا بالخصومة الفاجرة، وأنجر الكثير للعهر السياسي والثقافي، والفجور كأعلى مراتب النفاق، غير مستوعبين أهمية الاختلاف والتعددية بين البشر، وفوائد التقرب من الآخر والتكامل والارتقاء والتعايش، وفخر الانتماء والهوية ووطن يجمعنا.
ليس بالضروري أن نكون ملائكة، لكن من غير المنطقي أن نكون شياطين، ونشيطن كل مختلف معنا، شياطين نبتهل بموت مصائب شركائنا في الحياة، نحتفل بالموت والدماء، ونشمت بهم، في مناكفة سياسية قبيحة، نتمنى لهم الهزائم والانتكاسات، وهم خط دفاعنا الأول، إذا تجاوزهم العدو فالدور علينا.
تركنا معركة الثورة والتغيير والمستقبل والدولة الحلم، وتهنا في معارك عبثية، تعيق كل احلامنا وطموحاتنا، معارك وهمية نتائجها تخدم العدو الرئيسي.
نتحدث عن الدولة الضامنة للمواطنة والاحترام بشخصيتها الاعتبارية كمؤسسات، ونحن من يعيق تلك الدولة، نتحدث على الشراكة، ونمارس العداء والقطيعة، نتحدث عن الشرعية، وندوس عليها كقيمة لا أشخاص وجماعات، نتحدث عن الفساد والارهاب، ونمارسه واقعاً دون خجل، نتحدث عن الديمقراطية والعدالة، ونحطم أدواتها التنموية بخبث.
الثورة هي سلوك وثقافة تتجذر في عمق المجتمع وفق شروط انسانية وقيم نبيلة، هي شبة اجماع شعبي من الأخيار ضد الأشرار، الأخيار هم المتطلعون والمؤمنون بالتغيير، والأشرار هم خط الدفاع الأول ضد هذا التطلع والتغيير، الثورة ليست جماعات أيدلوجية أو طائفية أو حتى مناطقية، تفرغ الثورة من عدالتها ونبلها، لتبني حولها أسوار ومعوقات، أو تصنع لها مثل أعلى وتربطها به لتحيا به أو تموت بموته , الثورة هي قيم ومبادئ التركيز عليها مهم لنجاحها، مع تكثيف الجهود وتركيز الاهتمامات بأهدافها المستقبلية والدولة الحلم، وتوجيه كل امكانياتنا وقوتنا للضغط في ذلك الاتجاه لاستطعنا أن نفرض واقع الثورة وقيمها على الجميع، وحققنا أحلامنا بتكلفة وفترة أقل، فهل نعيد تقييم تجربتنا الثورية التي تعاني اليوم قيادة وشعبا ومصيرا.