تصاعد العنف في ثلاث جبهات رئيسية باليمن يؤدي إلى إعلان فشل “اتفاق ستوكهولم”
أدى تصاعد العنف في ثلاث جبهات قِتال رئيسية بين جماعة الحوثي المسلحة، والقوات الحكومية اليمنية إلى “اعتبار اتفاق ستوكهولم” الذي تم توقيعه قبل أكثر من عام منتهياً.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
أدى تصاعد العنف في ثلاث جبهات قِتال رئيسية بين جماعة الحوثي المسلحة، والقوات الحكومية اليمنية إلى “اعتبار اتفاق ستوكهولم” الذي تم توقيعه قبل أكثر من عام فاشلاً.
وباتت الأمم المتحدة تبحث عن “اتفاق تسوية شامل لإنهاء الحرب في البلاد” بدلاً من تجزئته كما كانت تشير خطة مارتن غريفيث مبعوث المنظمة الدولية إلى البلاد.
وركز طرفا الحرب (الحوثيون والحكومة المعترف بها دولياً) على الاقتتال في ثلاث مناطق رئيسية: مديرية نهم التي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة عن العاصمة صنعاء، ومحافظة الجوف، حيث يحاول الحوثيون الوصول إلى مركزها، ومحافظة مأرب حيث يدور القتال في منطقة صرواح.
وكان القِتال خلال العشرة الأيام الماضية الأكثر دموية منذ سنوات. حيث هاجم الحوثيون مواقع الحكومة الشرعية لتحقيق تقدم. وحققت الجماعة تقدم في نهم وأجزاء من صرواح وفي محافظة الجوف، لكنها تتلقى مقاومة عنيفة من الجيش اليمني.
وحسب مصادر طبية في صنعاء تحدثت لـ”يمن مونيتور” فإن عشرات الجثث لمقاتلين حوثيين تصل إلى المستشفيات الحكومية والخاصة طوال الأيام الماضية.
وطوال الأيام الماضية تحدثت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن اتصالات للرئيس اليمني ورئيس حكومته بقادة الألوية والمحافظين ووزارة الدفاع، كما عُقدت اجتماعات عسكرية وقبلية للتصدي للحوثيين، إذ كان الهجوم مباغتاً للغاية حسب ما أفاد مسؤول عسكري.
في حديثه إلى صحيفة ذا ناشيونال، قال غريفيث “إن أشهر من الوساطة المتأنية لبناء الثقة بين الحكومة والحوثيين يمكن “إخراجها عن مسارها” بسبب الهجمات”.
وأضاف: “لا يستغرق الأمر سوى بضعة أيام من العنف لتقويض كل هذا التقدم الذي تم تحقيقه بشق الأنفس وإخراج عملية السلام برمتها عن مسارها”.
كانت البلاد أقل توتراً من الحالة الحالية بعد الإعلان عن اتفاق ستوكهولم بين الحوثيين والحكومة الشرعية، وهو اتفاق جرى توقيعه في ديسمبر/كانون الأول2018 في ثلاثة أمور رئيسية: اتفاق الحديدة، وتفاهمات تعز، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين. ولم يتم تنفيذ ذلك الاتفاق أو أياً من بنود الاتفاقات الثالثة.
في مقابلة أخرى مع صحيفة الغادريان البريطانية كان غريفيث أكثر وضوحاً باعترافه “بأن الإستراتيجية السابقة للاتفاقيات المحلية -قبل المحادثات الوطنية- مثل الاتفاق على مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية، لم تعد مناسبة”.
ويتفق المبعوث الأممي غريفيث، مع مواطنه السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون إذ قال: “أصبح هناك حاجة اليوم لاتفاق سياسي شامل يوقف الحرب في كل الجبهات وإن اتفاق ستوكهولم كان جيداً في وقته. مشيراً إلى أن الواقع تغير اليوم.
يشير آرون إلى أن أطرافاً جديدة نشأت بعد الحرب مثل “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات والذي يفترض أنه داعم للحكومة الشرعية.
وأضاف: “لذلك اتفاق استوكهولم كان مهماً قبل سنة، ورأينا تقدماً نسبياً لوقف إطلاق النار في الحديدة؛ لكن الآن تغير الموقف. نحتاج جهوداً من كل الأطراف للوصول إلى اتفاق سياسي شامل، وليس محدداً بالحديدة أو تعز فقط. نحتاج وقف الحرب تماماً في كل الجبهات، وهذا يحتاج مفاوضات جدية بين الأطراف”.
وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية دعماً للحكومة الشرعية في مارس/أذار2015 ومنذ ذلك الحين تصاعد القِتال لتصبح اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب الأمم المتحدة.
وتحاول الأمم المتحدة الوصول إلى اتفاق بين الحوثيين والقوات الحكومية، لكن معظم الجهود بائت بالفشل حتى الآن.