(لقاء خاص).. وكيل أول محافظة تعز: لن يكون هناك انفلات مثل عدن ولا نتلقى دعماً كافياً من التحالف
لقاء خاص مع الدكتور عبدالقوي المخلافي وكيل أول محافظة تعز يتحدث في مقابلة مطولة لـ”يمن مونيتور” عن تعز وعن أوضاعها ودور السلطة المحلية فيها
يمن مونيتور: حاورته/فايقة حسين
قال الدكتور عبدالقوي المخلافي وكيل أول محافظة تعز (وسط اليمن) إنهم لا يحصلون على الدعم الكاف من التحالف العربي لتحرير المدينة وفك الحصار عنها. محذراً من أن تعز لا يمكن أن تصبح عدن أخرى.
وأضاف المخلافي في حوار مع “يمن مونيتور” أنه “جرى استبعاد تعز من المشاريع الضيقة وكما هو حاصل في عدن من إفلات أمني لن يكون بتعز، رغم انه نفس المشروع الذي يريدون تحقيقه”.
وكانت تعز قد تمكنت من إخراج كتائب أبو العباس (الموالية للإمارات) مطلع عام 2019 بعد معارك في منطقة تعز القديمة. وفي أغسطس/آب 2019 قامت أبوظبي بدعم “سيطرة المجلس الانتقالي الموالي لها على مدينة عدن ومدن أخرى مجاورة” فيما اعتبر أكبر أزمة بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات.
واستبعد المخلافي إمكانية فصل مدينة المخا في الساحل الغربي عن مدينة تعز واعتبرها “رئة المحافظة التي تتنفس منها”.
وكشف المخلافي أنهم يعتمدون على شراء الأسلحة من الأسواق السوداء وتجار الأسلحة وأن الأسلحة التي حصلت عليها المقاومة الشعبية من التحالف العربي بداية العمليات العسكرية (2015) لا توجد لها “ذخيرة” في السوق.
واتهم المخلافي جماعة الحوثي المسلحة بمعاقبة تعز بمنعها من الماء حيث توجد 70% من الآبار في مناطق سيطرة الحوثيين في تخوم مدينة تعز، وتمنع الجماعة المسلحة التي تحاصر تعز وصول المياه إلى داخلها.
تحدث المخلافي عدن دور السلطة المحلية خلال الفترة الماضية، والأدوار التي ستقوم بها في خدمة مواطني المحافظة خلال الفترة القادمة.
نص الحوار
يمن مونيتور: يسأل اليمنيون وسكان تعز بشكل خاص عن تحرير مدينة تعز من الحوثيين.. لماذا تأخر تحرير المدينة؟!
المخلافي: بداية أشكر موقع ( يمن مونيتور) على اهتمامه بمدينة تعز، وتحرير تعز هي قضيتنا وهي من أولوياتنا كسلطة محلية وجيش وطني وكذلك كأحزاب سياسية والتحالف الوطني للأحزاب السياسية بتعز، وتعتبر قضية التحرير هي أولوية من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها، وهناك من أبناء تعز يعتبرها قضية وطنية مرتبطة بالكرامة والوطن، والنظام الجمهوري، ومن أجل هذه القضية ثارت تعز، وقدمت أغلى ما تملك، من شبابها وأبنائها، وضحى الكثير لأجل هذه المدينة، من أفراد قوات الجيش الوطني، وكل هذا حتى نستعيد الشرعية الى أحضان الدولة داخل المدينة.
واجهتنا عوائق وصعوبات عديدة، كان أبرزها حاجة الجيش الى العتاد والسلاح النوعي، الذي سيحسم المعركة بشكل سريع ومستعجل، ليكن بمقدور جيشنا أن يحرر المدينة بأكملها، ولكن المعركة مرتبطة بقرار وطني، حيث وأن تعز قوتها من قوة الشرعية، ولهذا هي بحاجة إلى دعم كامل من قوات التحالف العربي والشرعية المساندة لهذه المعارك الطاحنة التي ستنهي تلك المليشيات وجرائمها، وحصارها الوحشي على تعز الى الأبد.
المعركة اليوم تعتبر معركة الحسم وفك الحصار عن تعز وما تبقى من مديرياتها هي أيضاً من أولوياتها في نظر السلطة المحلية وقوات الجيش الوطني والأحزاب السياسية، كما أن الأخ محافظ المحافظة نبيل شمسان يسعى لترتيب بدء استكمال عملية التحرير لباقي المناطق.
يمن مونيتور: أين وصلت التفاهمات الخاصة بتعز الذي ترعها الامم المتحدة؟ ألم يكن هناك حديث عن لجنة أمنية لتنسيق عن رفع الحصار؟ ماذا حدث؟
المخلافي: الأمم المتحدة ترعى اللجنة من أجل فك المنافذ والطرقات، وأما بالنسبة للجنة الأمنية بتعز بكل قوامها تؤدي مهمها، وتلتقي بلقاءتها الدولية المعتادة، وهناك نوع من التنسيق الكامل التي حققت اللجنة الأمنية مالا تحققه بعض اللجان في أغلب المحافظات، واستطاعت اللجنة الأمنية أن تحقق بإنجازات عديدة وأن تحول تعز الى مربع أمني، كما أن الجريمة قلّت والتي كانت معروفة بتعز ومتكررة بشكل كبير ، لكن بفضل الجهود المبذولة من اللجنة الأمنية ضبطت عدد من المطلوبين أمنياً، وفرضت هيبة وقوة القانون، على مستوى المدينة، بعد أن كانت المدينة قد سجلت بعض الفصائل المعركة والحرب، وبدأت توجد لها مربعات مغلقة.
كما أن اللجنة الأمنية تقدر على المدينة ومستوى المديريات بشكل أمن وبخصوص فتح المنافذ التي محاصره ومغلقة من قبل المليشيات الحوثية التي تتعمد حصار تعز وتحاول أن تحاصرها الى هذه اللحظة، كما أن المليشيات تحاول مراراً وتكراراً فرض الحصار وإغلاق المنفذ الوحيد هو منفذ (طريق الضباب) هذا الطريق الذي يمتد من عدن الى تعز، وطريق وعر للغاية وصعب للغاية. وهو المنفذ الوحيد لتعز، كما انه يتم منع دخول الشاحنات والقاطرات المحملة بالأدوية والمواد الغذائية وغيرها وبعضها يعجز عن الوصول لصعوبة الطريق ووعورتها، هنا تدخل الجميع مثل الامم المتحدة والعديد من المنظمات.
هناك معادلة مغلوطة بأن أبناء تعز هم من يحاصرون أنفسهم ولكن الحقيقة هي أن المليشيات من تحاصرنا من جميع الجهات ونحن نرحب باللجنة الرئاسية، هذه اللجنة التي أعلنت عبر وسائل إعلامية انها ترحب بفتح الطريق عبر الأمم المتحدة وعبر الجهود الأخرى.
يمن مونيتور: ولماذا توقف موضوع رفع الحصار؟
المخلافي: توقف بسبب رفض المليشيات الحوثية، حيث صرح بعض قيادات هذه المليشيات ومن هذه الأصوات التي عبرت هو أحد قادات تعز (سليم مغلس) بربط فتح المنافذ بفتح مطار صنعاء، وقال لن يفتح أي منفذ حتى يتحقق مطلبنا بفتح مطار صنعاء، وهذه الكلمة جاءت على لسان الكثير من القيادات الحوثية.
يمن مونيتور: إذا كان كذلك لما لا يتم تحريرها بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية؟!
المخلافي: تعز للأسف الشديد لها خمسة أعوام وهي محاصرة وقد تكون أول مدينة عربية تحاصر بهذا الشكل على المستوى العربي والدولي، ويعتبر الحصار هذا أطول حصار في تاريخ اليمن كمدينة وليس لها سوى منفذ واحد فقط وفيه الوعورة، والخطورة، والمليشيا تسعى الى إغلاقه ولكن للأسف مرة أخرى أن المنظمات الدولية والشرعية والتحالف العربي لم يقموا بدورهم الكامل أمام تلك المليشيا.
نأمل من الأشقاء جميعهم أن يقوموا بدعم الجيش الوطني، واستكمال عملية فك الحصار عن تعز وخاصة تحرير المناطق والمنافذ الرئيسة للطرقات الرئيسية للجبهة الشرقية والغربية والشمالية، حيث أنه لا يوجد لدينا سوء منفذ واحد ولا يعد من الطريق الرئيسي أو طريق رسمي، ولكنه طريق يؤدي إلى طرق فرعية وعرة وهذا الطريق هو طريق (الضباب).
نتمنى من كافة الجهات المعنية بالتحالف أن يولوا هذه المحافظة الوفية التي حملت نهج الوسطية وثارت بوجه العدو، حيث تعد تعز أول محافظة من محافظات اليمن التي كسرت شوكة المليشيا الحوثية التي يشكل خطرها خطراً على دول الإقليم ككل. وما هو موجود اليوم من محاولة المليشيات عبر المدعو عبدالملك الحوثي (زعيم الحوثيين) بالعملة الجديدة ورفضهم لها، وكذلك ما حصل لقاسم سليماني وانتشار صوره داخل المناطق التي تحت السيطرة ماهي الا خطر محدق باليمن وكذلك خطراً على الأشقاء وغيرهم.
يمن مونيتور: من أين تاتوا بالأسلحة هل التحالف والإمارات سبب في تواجد تلك الأسلحة؟ وأين هو دور السلطة المحلية في الحد من انتشارها في أوساط السكان؟
المخلافي: السلاح موجود في تعز، ومعظم السلاح هو سلاح شخصي كون تعز احدى مدن اليمن التي نجد فيها السلاح الشخصي بشكل كبير ولا يوجد منزل لا يخلوا من قطعة سلاح، السلاح يتم شرائه. وحصل هناك دعم بداية المعركة في أعداد ضئيلة من الأليات البسيطة والمتوسطة التي تعتمد على ذخائر غير متواجدة في السوق، لكن الى الأن يتم شراء معظم الاسلحة من الاسواق السواء سواء كانت من عدن او مأرب أو أي محافظة تختص بهذا ويتم عبر تجار الأسلحة.
ودور السلطة المحلية هو منع بيع الاسلحة في الاسواق العامة، ولكن اضطراراً للمعركة ولا يوجد دعم من قبل الشرعية على توفير الذخيرة الكافية وقطع السلاح، لهذا أصبح قطعة السلاح هذه صعبة للغاية، وهناك تنسيق بين تجار الأسلحة وإشراف ورقابة أمنية.
يمن مونيتور: ينظر الكثير من اليمنيين لتعز كونها نموذج ناجح سينعكس على البلاد بالكامل هل يمكن القول هنا أن إفشال المدينة يأتي من الخارج أم أنه عجز سلطة محلية عن إدراك هذا الدور الهام؟
المخلافي: السلطة المحلية في تعز، استطاعت خلال الفترة الماضية وخاصة ( 2018-2019 )أن تعمل على إعادة تطبيع الحياة بشكل عام بعد أن تم تدمير معظم المشاريع الخدمية والمؤسسات. سعت المليشيات (جماعة الحوثي) إلى استهداف البنية التحتية لكثير من المؤسسات في تعز وكان الهدف من هذا هو الانتقام لأنها وجدت مقاومة غير متوقعة من ابناء تعز. كانت ميليشيا الحوثي تتعامل مع تعز بأنها أضعف محافظة للاجتياحات ولكن عندما وجدت المقاومة وأنضم أبناء تعز تحت اسم المقاومة الشعبية، انبهرت تلك المليشيا وسعت على تدمير معظم البنية التحتية.
يمن مونيتور: تعاني تعز من أزمة ضخمة في المياه، لماذا حدث ذلك؟ وما دور السلطة المحلية في مواجهتها؟
المخلافي: دُمر مقر مؤسسة المياه ومعظم خزاناتها تلفت، كما دُمرت شبكة الكهرباء، وأيضاً صندوق النظافة والتحسين تم نقله إلى منطقة الحوبان (خاضعة للحوثيين) بجميع معدات النظافة والتحسين، ومعدات مكتب الأشغال لم تبقى أي معدات من تلك المعدات الهامة للشغل، كما أن النظافة والتحسين لديها فقط 30%من الطاقم ومعداته.
هناك 70% من آبار مؤسسة المياه التي كانت تغطي المدينة موجودة خارج نطاق الشرعية، أي موجودة في مناطق ماتزال تحت سيطرة المليشيا الحوثية (منطقة الحيمة –منطقة-الحوجرة-التعزية)هناك أكثر من 30 بئر مازالت تحت أيدي المليشيا (الحوثيين) ونشدنا المنظمات التي تسعى في أطار الجانب الإنساني، والتي لها علاقة مع هذا الجانب أن تتدخل بين الحين والأخر من أجل الاستفادة للمناطق المحتاجة.
أشير إلى أنه في كل مرة نجد منهم (المنظمات) تبرير أن الآبار معطلة أو أن المولدات توقفت عن العمل، وجعلت الابار متوقفة عن شغلها، وذلك لأنها من تضخ المياه.
لذلك فإن الإعاقة الرئيسية هي المليشيا الحوثية، لأن مدينة تعز تعتمد بشكل رئيس على “الآبار” التي تضخ من خارج المدينة، وما يتم توفيره هو 20% من المفروض إيصاله من هذه الآبار.
وتكفلت بعض المنظمات بتوفير الديزل وإصلاح أي عطل في ما يخص المشاريع، ولكن هناك تعمد واضح لتدمير هذه المحافظة وحصارها بالماء. وسبق أن تم منع أغلب مقطورات المياه من الوصول إلى داخل المدينة، وتلك المقطورات التي تريد الدخول يجب عليها افراغ الماء الذي بحوزتها، في المعبر المشهور معبر (الدحي). وحاولت السلطة المحلية إيجاد المياه خلال خمس أعوام وإيصالها إلى المواطنين بدون أي رسول ولا توجد أي التزامات على المواطنين والمشتركين
استطاعت لسلطة المحلية أن تجد بدائل في تعز، وتحقق نجاحا كبيرا في ما يخص النظافة والتحسين، واستطاعت ان تشتري معدات جديده وبديلة، و الحكومة الآن ملتزمة خلال العام 2020 بتوفر الكثير من المعدات في صندوق النظافة والتحسين داخل المدينة، كما أن تعز تستقبل الكثر العائدين إلى ديارهم كالنازحين وغيرهم من المحافظات الأخرى وبهذا الشكل زادت مسؤولية الخدمات.
بخصوص الكهرباء استطعنا فتح مجال لبعض المستثمرين في قطاع الكهرباء، والآن نسعى لإيجاد لائحة تحد من ارتفاع قيمة خدمات الكهرباء وتخصص رسوم معينة لها، كما أن هناك وعود من رئيس الجمهورية في توفير مولدات للمدينة، ووجود جهود لإصلاح شبكة المرتبطة بالمخا التي تم ضربها، واستطاعت السلطة تغطية 70%من خلال المستثمرين ومولدات المياه، وتم إعادة إصلاح الشبكة الداخلية وايضا حددنا أسعار لأصحاب الناقلات الخاصة .
يمن مونيتور: في الساحل الغربي يجري الحديث أن “طارق صالح” (نجل شقيق الرئيس اليمني السابق) يسعى إلى إقامة منطقة خاصة به أو فصل مدينة المخا عن تعز هل هذا صحيح؟
المخلافي: المخا نعتبرها بشكل خاص الرئة الوحيدة التي تتنفس فيها محافظة تعز وإقليم الجند مستقبلاً، المخا ومديريات الساحل مرتبطة عضوياً بمحافظة تعز وتعتبر محاولة عزلها تريخي او جغرافي او اجتماعي أو أداري ستبادر بالفشل لا شك في ذلك والحديث عن ذلك حديث لم يصل الى الحقيقة وسيتم تجاوز كل ذلك، وكل الحقائق ستتضح، ولا أعتقد أن هناك أحداً سيفصل المخا ومديرية الساحل عن تعز بتاتاً.
يمن مونيتور: ماذا عن المكاتب الإرادية في الساحل الغربي هل يتم تحصيل إيراداتها إلى تعز؟؟
المخلافي: المكاتب التي تتواجد في الساحل هناك ضعف في عملية الإيرادات، كما أنه يوجد بعض المكاتب يتم التواصل مع فروعها ويتم الإيراد عبرها، ومن أهم تلك المكاتب التي تم الإيراد فيها هي مؤسسة الكهرباء وبلغ إيرادها ما يقارب 140 مليون خلال سنه 2019 من المخا.
يمن مونيتور: بخصوص ملف المختطفين يتساءل كثيرون في المدينة: لماذا السلطة المحلية تقبل بهذه القسمة الظالمة مختطفون مقابل أسرى وشخص مقابل شخص؟ وماهي خطتكم للأفراج عن البقية؟
المخلافي: السلطة المحلية لا يوجد لها علاقة بهذا الجانب ولكن هناك كانت جهود من المنظمات ولجان خارجية ونحن لا نملك أي علاقة بهذا وخطتنا من خطة الحكومة الشرعية ككل ونحن نتعامل كشرعية ولا نستطيع أن ننفرد بقرارات قضايا مثل هذه.
يمن مونيتور: في ملف الخلافات السياسية بتعز، هناك فوضى إعلامية وسياسية بين التيارات الحزبية هل يبقى دور السلطة المحلية هامش في هذا الجانب؟
المخلافي: مشكلتنا في تعز المشاحنات السياسية والمتواجدة بين الأحزاب السياسية، قد تكون تعز هي المحافظة الوحيدة ربما قد تتميز في الحراك السياسي، ونستطيع أن نقول اليوم الذي تمارس العملية السياسية والحراك السياسي هي تعز، مقر كل الأحزاب وتشكلت أول نواة للتحالف السياسي للأحزاب السياسية ونقلت تجربته على المستوى الوطني. كما نفتخر بكل الأحزاب التي لا تعمل و لا تمارس نشاطها في أي محافظة سواء من المحافظات التي تقع تحت المليشيا او الشرعية.
توجد في تعز حرية كبيرة التي نفتخر بها اليوم والمنعدمة في أي محافظة ولا يستطيع الإعلاميون أن يمارسوا ما يمارسوه داخل تعز، وتجاوز الحدود ومع ذلك تركوا لهم هامش الحرية مفوح لينتقدوا وليعبروا بآرائهم. ولكن هناك تجاوزات حقيقة مثل إثارات استهداف مؤسسة الجيش والسلطة المحلية ونحن نسعى الى تفعيل القانون وتمثيل نيابة الصحافة وفرض قوة القانون بما يخص تلك التجاوزات التي تأتي من بعض الإعلاميين. هناك ملفات تعد للذين استهدفوا تعز، ليس بغرض النقد وإنما بغرض الإساءة والتشوية، وكل هذه أجندة تعمل لصالح أحدا ما، كبعض الإعلاميين الذين يعملون لصالح الحوثيين وغيرهم لأجندة خارجية.
أما دور السلطة هنا هو التنسيق عبر الأحزاب إلى إيجاد ميثاق شرف يضبط الأداء الإعلامي وإعادة ترتيب المركز الإعلامي الرسمي بشكل ممتاز من أجل أن يتولى إظهار تعز على حقيقتها، وتسويقها بشكل صحيح عكس ما تم تسويقه من قبل من يريدون تشويه تعز وتحويل منجزاتها الى ضياع، ولا يعرف الأخرون عن تعز سوى الجانب السلبي فقط، ولكن الجانب الايجابي يجهلونه تماما.
يمن مونيتور: المظاهرات التي أقيمت متأخراً وطالبت بترحيل كافة رموز السلطة المحلية، أين وعدكم بتقديم الفاسدين ومحاكمتهم؟ وماذا حققتم في هذا المجال؟
المخلافي: المظاهرات هي نتيجة عكسية لما يوجد من مشاحنات سياسية داخل تعز وتم استغلالها من قبل أطراف سياسية بتعز وكان لها نسبة من الموضوعية والمطالب الحقيقية ولكن تم التعامل معها بنوع من الشفافية ومكاشفة بعض الرموز التي تعمل على المظاهرات وقد توصلوا للحقيقة التي يجهلونها. حيث وأن نسبة الإيرادات تحسنت، وعدد من الفاسدين تمت إحالتهم الى الجهات المعنية والمختصة وتقليص هذا الفساد، وكجهاز المراقبة والمحاسبة وجهاز الأموال العامة بل البعض وصل منهم الى السجن.
ونحن ندعو الجميع أن نعمل بشفافية وأن أي فساد سيمارس سيتم التعامل معه عبر الجهات المعنية، نحن بحاجة أن تلتف القوى جميعها حول السلطة المحلية والجيش الوطني وحول محافظ المحافظة لأجل استكمال تحرير تعز، كما أن المخاطر كبيرة وخطيرة حول تعز، كون تعز تولي اهتمام المليشيات الحوثية وعملية التحرير والانتداب للتفرغ فيما بعد الى بناء كل ما خلفته الحرب .
يمن مونيتور: قضية قائد اللواء 35 مدرع في تعز عدنان الحمادي أين وصلت؟ وهل تم الكشف عن مصادر قتلة؟
المخلافي: قضية الحمادي مختلفة بكافية الأركان ومثلت صدمة كبيرة للجميع ،والشهيد الحمادي كان عظيما في مواقفة التي سيخلدها التاريخ، كمؤسس للجيش الوطني ورمز من رموز الجيش على مستوى اليمن، ويعتبر من ضمن من الأبطال الذين كانوا ضمن الشرارة الأولى لمواجهه المليشيات الحوثة الانقلابية. نطالب بكشف ملابسات الجريمة الشنيعة، ونشكر فخامة رئيس الجمهورية الذي قام بتشكيل لجنة لتحقيق حول القضية. وندعو هذه اللجنة عبر الإعلام باستكمال التحقيق ونشر النتائج للرأي العام، لتأخذ العدالة مجرها، وكما نطالب عدم تسيس القضية وعدم استغلالها وتجريدها، كما أن القضية الآن ضمن لجنة النائب العام وتحولت الى أيدي رئاسية من أجل استكمال التحقيقات ولا نريد أن تأخذ مسارا اخر، لتشوية القضية. فمازالت المعلومات غير مكتملة وإلى وقت إظهارها ستتضح الحقيقة للجميع.
يمن مونيتور: بالحديث عن ذلك، ماهي الصعوبات ومعوقات التي واجهت السلطة المحلية؟!
المخلافي: واجهتنا كسلطة محلية صعوبات كثيرة، اولاً: تعز محافظة تحت الحصار والجبهات مشتعلة فيها يوماً بعد يوم والقذائف تتوالى يومياً الى شوارع تعز وساحاتها.
كما أن قلة الإمكانيات لدعم الجيش وتسليح الجيش، وأيضا إيرادات تعز مازالت خارج نطاق الشرعية والحوثي وميليشياته تكرس قوتها في منطقة (الحوبان) التي تمثل 70 % من إيرادات تعز وخاصة إيراداتها الكبيرة والهامة. أما الإيرادات داخل مدينة تعز فبسيطة ومحدودة ولكن استطاعت المحافظة أن تفعل إيراداتها وتصب هذه الإيرادات في البنك المركزي وخلال 2018 تحسنت الإيرادات بنسبة 120% و2019 بنسبة 200% على المستوى المحلي والمستوى المركزي نتيجة المتابعة والتقييم.
ونحن لا ننكر وجود بعض الفساد والعجز لدى بعض المكاتب الإيرادية لتحصيل الإيرادات إلا أن السلطة تسعى إلى إيجاد المعالجات وإزالة العوائق ومحاسبة الفاسدين عبر جهات معنية ورسمية بمحاسبتهم. ونتمنى أن تصل هذه الحقيقة عبر الإعلام أن ما حققناه من إنجاز في جانب الإيرادات ربما لا يوجد في أي محافظة على قدر الإمكانيات المحدودة لدينا.
الإيرادات من تعز البنك المركزي كان يبلغ 4 مليار في 2018 والان اصبح 10 مليار في 2019 من الإيرادات وكلها محلية ومشتركة. كما أن السلطة المحلية تملك أوجدت آلية معينة عبر لجنة سميت لجنة (تنمية الإيرادات في تعز) وأشترك فيها العديد من المختصين من وزارة الإدارة المحلية ومصلحة الضرائب والمالية وبعض المستشارين، وأنجزنا حزمة من القرارات التي تعمل على تحسين وإصلاح الإيرادات.
نناشد القيادة السياسة والأخوة الاشقاء بالمملكة العربية السعودية أن يولوا تعز اهتمامهم كونها النموذج الأمثل والفريد في الجمهورية اليمنية في نطاق الشرعية وغيرها حيث أن جريمتها قلت بنسبة 70% والمطلوبون أمنياً تم ضبطهم وتقديمهم للعدالة .
يمن مونيتور: جوازات تعز وواقعها بين المحافظات؟
المخلافي: تعز تستقبل آلاف الوافدين من جميع المحافظات بغرض قطع جواز شرعي يسمح لهم بالتنقل خارج الوطن ومصلحة الجوازات لهم خدمات سريعة ومنجزة، ويتم فرض الأمان والقانون داخل مبنى الجوازات بتعز وبفضل الله تم لكثير من حل الإشكالات التي كانت تتواجد لديهم وتم حلها
يمن مونيتور: ماهي طموحاتكم كسلطة محلية بتعز لهذا العام ؟ وهل تعز شهدت أحداث تنموية العام الماضي؟ هل تشعر بالرضا التام؟
المخلافي: 2020 عام سنتجاوز الكثير من العوائق وسيكون عام الاستقرار والتحرير وعام البناء والتأهيل وعام الازدياد لتعز، وسنسعى لعمل مؤشرات إيجابية بمكاتب خدمة وبدعم القيادة السياسية والحكومية.
وكذلك إعادة مشروع الاستثماري لبعض المشاريع الخدمية عبر الإيرادات وبمبالغ محدودة وسنكون على الوعد وأهم المشاريع هذه هي ترميم طريق التربة، وطريق هيجه العبد التي تم اعتمادها.
كما أن السلطة المحلية العام الماضي وبرنامج إعادة التطبيع نفذت أربعة عشر مشروعاً، وإعادة ترميم بعض المشاريع الحيوية في مختلف القطاعات، وكما اشرت في كلامي أن معظم المؤسسات تعرضت للتدمير الممنهج وإتلاف كل ما فيها وصولاً الى اقتلاع بلاط المكاتب، وبجهود بعض الجهات الخيرية كمجموعه هائل سعيد أنعم تم ترميم بعضا من المدارس والمكاتب كذلك بعض المنظمات وصندوق التنمية الاجتماعي.
أشعر بالرضا لأن السلطة المحلية قدمت وبذلك طاقتها وجهدها واستطعنا أن نحقق الأمن الذي انعدم في 2015 والآن أصبح متوفرا وتم استبعاد تعز من المشاريع الضيقة *وكما هو حاصل في تعز من إفلات أمني لن يكون بتعز*، رغم انه نفس المشروع الذي يريدون تحقيقه، ولن انكر أنني غير راضي عما أراه من فساد وحرمان وقلة موارد وقله إمكانيات ودعم للسلطة المحلية، لكننا عملنا وفق المسؤولية الوطنية والأخلاقية .
يمن مونيتور: هناك خارج عن القانون يقوم بالقتل والاعتداء وبسبب قرابة القيادات لهم يتم نجاتهم لماذا السلطة المحلية لا تحاسبهم وتقدمهم للعدالة كما وعدت؟ أتسمحون بهذا الفساد داخل هيئتكم؟
المخلافي: تم القيام خلال الفترة الماضية بالتعاون مع السلطة القضائية والجيش الوطني واتخذت قرارات وبالضرب يداً من حديد لأي شخص فاسد وقاتل، ولن نسمح بتشوية تعز واتفقنا على أن المطلوبين أمنياً يتم نشرهم عبر وسائل الإعلام وسيتم مطارتهم عبر وحداتهم ومها كانت صلة القرابة ولن نستثني أحد ،ولا يوجد أحد فوق القانون بتعز وجميعهم تحت القانون سواسية.
يمن مونيتور: هل صحيح عملية اغتيال محافظ المحافظة أم انها إشاعات؟
المخلافي: لم يحصل وهذا إشاعة من الإشاعات ولم يحصل، وكشفت ذلك اللجنة المكلفة، ربما طلقة (رصاصة) راجع من أحد الأعراس واشتباكات ولا يوجد أي استهداف للمحافظ .
يمن مونيتور: هل فشلت المليشيات الحوثية أمام قوات الجيش بتعز؟
المخلافي: فشلت وبقوة والأن تمارس الانتقام على تعز وبوحشية الى قبل فتره تم أرسال قذيفة استهدفت مدير المكتب الفني في بناء المحافظة، والانتقام مستمر وكما أشرت سابقاً أن المليشيا تعمل على استجماع أكبر عدد من قوتها، وتستميت من أجل إسقاط تعز وإسقاط المنفذ الرئيسي، ولكن بفضل الله عزول وجل والجيش وابناء تعز والحاضنة الشعبية ستفشل المليشيات هذه وستنتهي بكافة تعز قريباً.
يمن مونيتور: ما هو واجب السلطة المحلية في نزع الألغام؟
المخلافي: السلطة المحلية لها دور كبير في المركز الوطني للألغام ،بداء بعملة وقام بدوره ولكن يفتقد الى الاجهزة النوعية والحديثة لكشف تلك الألغام .وما تم زراعته في تعز من ألغام لم يزرع في منطقة عربيه او منطقه يمنية تعرضت للحرب الداخلي ،وكميات هائلة ومختلفة الأنواع وخطيرة سواء فردية أو متوسطة، الفريق المكلف عمل على ازالتها ولكن في مناطق محدودة فقط ،ونحن نأمل بتواجد تلك الأجهزة الحديثة لانتزاع ما تبقى من ألغام داخل المناطق التي يتواجد فيها الألغام كمنطقه الوازعية، والمناطق الساحلية، بشكل كبير، كما أن تواجد المليشيات في الأطراف الساحلية الهامة التي ركز عليها بزراعه الألغام ، هي من مخططاتها حتى يتم تعويضه ويضمن له حق البقاء .
كلمه أخيرة؟
أوجه الشكر والتقدير لموقعكم المتميز والقدير وأشكر القيادة السياسية باهتمامها والدولة رئيس الوزراء معين عبدالملك على الرعاية الكريمة لمحافظة تعز ونأمل أن تكون الوعود والتي سبق وأن قدمها لتعز بأن تصل الى أرض الواقع.