باحثون يمنيون: الحوثيون يفرضون ثقافة الطائفية في مناهج التعليم
اعتبر باحثون يمنيون ظهور مؤسس جماعة الحوثي، الراحل حسين بدرالدين الحوثي، على أغلفة المناهج الدراسية التابعة لوزارة التربية والتعليم، دلالة واضحة على توجه حقيقي للجماعة، لفرض ثقافة العنف المذهبية والطائفية في عقول الطلاب الوافدين للمدارس الحكومية، بينما قلل آخرون من هذه العملية، لكنهم لم ينكروا خطورتها.
يمن مونيتور/ صنعاء/ عربي21
اعتبر باحثون يمنيون ظهور مؤسس جماعة الحوثي، الراحل حسين بدرالدين الحوثي، على أغلفة المناهج الدراسية التابعة لوزارة التربية والتعليم، دلالة واضحة على توجه حقيقي للجماعة، لفرض ثقافة العنف المذهبية والطائفية في عقول الطلاب الوافدين للمدارس الحكومية، بينما قلل آخرون من هذه العملية، لكنهم لم ينكروا خطورتها.
وتداول ناشطون يمنيون، صورا يظهر بها حسين الحوثي، وشعارات الجماعة، قالوا إنها لمناهج دراسية وزعها ـ أي الحوثيون ـ على مدارس العاصمة صنعاء، ولم يتسنى لـ”عربي21″ الحصول على تعقيب رسمي من قيادة جماعة” أنصارالله” الحوثية.
فرض واقع ثقافي وتعليمي
وفي هذا السياق، قال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث، أنور الخضري، إن هذا الأمر، لم يعد غريبا على جماعة طائفية تحمل السلاح لفرض آرائها ومعتقداتها الخاصة بالقوة على الآخرين”، غير أن هذه الخطوة كغيرها التي شرع الحوثيون على القيام بها، تعد مسارا استباقا لأي اتفاق سياسي، هدفه الإبقاء على مدخلات من هذا النوع في مناهج التعليم” على حد قوله.
وأضاف في حديث خاص لـ”عربي21″ أن “الحوثيين يسابقون الزمن لفرض واقع ثقافي وتعليمي في “إقليم آزل” حسب التقسيم الفيدارلي للبلاد، الذي يسيطرون على جميع محافظات الأربع “صنعاء، وعمران، وصعدة، وذمار” نحو الطائفية، بعدما اقتنعوا بفشله في عموم اليمن.
وقللّ رئيس مركز الجزيرة، من خطورة هذا الأمر على النشء اليمني، واصفا إياها بأنها “محاولة لتحقيق مكاسب إعلامية” على حسب وصفه، لكنه استدرك بالقول إنها “خطوة قد تؤسس الطائفية بصورة منهجية في التعليم”، وفق تعبيره.
تفخيخ عقول الطلاب
من جهته، رأى الباحث اليمني، حسين الصوفي أن “مهمة حركة الحوثي الحقيقية تكاد تنحصر في إذكاء “صراع الهويات”، مع شريكهم المخلوع على عبدالله صالح من خلال ما يمتلكونه من منظومة دولة، تماشيا مع مخطط ما تطلق عليه قوى الاستعمار “الشرق الأوسط الجديد” أو “سايكس بيكو2”. وفق تعبيره.
وقال في حديث خاص لـ”عربي21″ إن الحوثيين بدؤا بالحرب على عدن، سعيا منهم لفرض هوية جغرافية تستهدف الجذور الاجتماعية، مرورا بالحرب على تعز لصناعة هوية من مناطقية ومذهبية، “زيود وشوافع”، وصولا إلى إحياء مناسبات “الشيعة الفارسية” لصناعة هوية طائفية، ثم الغوص على حسب وصفه، في “أخطر وأعمق كارثة بنشر صورة مؤسسها وشعارها في مناهج الكتب لتفخيخ اللبنة الأخيرة في المجتمع واستهداف عقول التلاميذ”.
وأوضح الصوفي أن “ثنائي الحوثي والمخلوع يخدمان مشروع أبعد من الحرب، وأكبر من إيران، وأخطر من الحرب الصليبية، وأوسع من محرقة أصحاب الأخدود”. مبينا أنهم “في مهمة تفكيك الحياة وتدمير الإنسان حسب قناعات وأيديولوجيا المنظرين الصهاينة من أصحاب فكرة “صدام الحضارات” ونهاية التاريخ”. على حد قوله
ردود أفعال
وفي شأن متصل، شكل ظهور الحوثي وشعارات جماعته بمناهج التعليم الحكومية، ردود أفعال في الأوساط الاجتماعية؛ حيث أعلن أحد الأباء، إيقاف عملية تدريس أولاده في المدارس الحكومية” مبررا ذلك من أجل أن يعصمهم من منهج العنف والقتل والتمزيق المذهبي وتقديس من يأكلون ويتغطون أكثر منهم”، في إشارة إلى الحوثيين الذين يسيطرون على وزارة التربية والتعليم اليمنية.
وقال علي الدهاب على حسابه بموقع “فيسبوك”: سأقوم بتعليمي أولادي الصغار في معلامة القرية ـ مركز تعليمي تدرس فيه العلوم الشرعية، ويقع في إطار المساجد في القرى الريفية، قبل نشوء المدارس الحديثةـ ما “قاله الله ورسوله، وسفينة النجاة، والأربعين النووية، ومختارات شعرية للإمام الشافعي ومبادئ الحساب”. مؤكدا أنه لن يخشى على أولادي من أي اختطاف ذهني وفكري بعد هذا القرار”.