ضحايا الطرقات في اليمن

ترتفع نسبة حوادث السير في اليمن نتيجة عدم صيانة الطرقات بشكل أساسي. وتفاقمت المشكلة خلال سنوات الحرب المستمرة، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا نتيجة الحفر الكثيرة المنتشرة

يمن مونيتور/العربي الجديد

ترتفع نسبة حوادث السير في اليمن نتيجة عدم صيانة الطرقات بشكل أساسي. وتفاقمت المشكلة خلال سنوات الحرب المستمرة، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا نتيجة الحفر الكثيرة المنتشرة
تزداد أعداد ضحايا حوادث السير في اليمن يومياً بعد يوم. وتعد الطرقات المتهالكة في المدن وخطوط السفر الطويلة التي تربط المحافظات بعضها ببعض، والمنحدرات الجبلية الخطيرة، من الأسباب الرئيسية وراء معظم الحوادث. وعلى الرغم من أن الحوادث الناجمة عن رداءة الطرقات مشكلة قديمة، إلا أنها تفاقمت بشكل كبير منذ تصاعد الحرب في البلاد قبل نحو خمس سنوات، لا سيما في ظل توقف أعمال صيانة الطرقات بشكل تام.
محمد العبسي من بين هؤلاء الضحايا، وقد توفي في حادث سير مؤلم مع شخص آخر بعدما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل كبيرة كانت تسير بسرعة جنونية في منحدر نقيل سمارة الخطر التابع لمحافظة إب وسط البلاد. يقول شقيقه سرمد إن “الحادثة وقعت بسبب انحراف سائق الشاحنة عن خط سيره الرئيسي إلى الجهة الأخرى هرباً من إحدى الحفر المنتشرة على امتداد الطريق”. ويشير إلى أن “الطرقات المتهالكة التي تنتشر فيها الحفر والمطبات غير المرئية للسائقين تودي بحياة كثيرين بشكل يومي في مختلف مناطق البلاد، عدا عن جهل السائقين بمعظم قواعد السير”.
يضيف لـ “العربي الجديد”: “الطرقات لم تخضع للصيانة والإصلاح الدوري، ما يعد سبباً في زيادة حوادث السير خلال الفترة الأخيرة”. ولا يتوقف الأمر هنا، إذ إن كثيرين ممن تعرضوا لهذه الحوادث يشكون مماطلة القضاء في البت بقضايا حوادث السير”. يضيف سرمد: “تأخر القضاء في البت في قضيتنا من دون أن نعرف الأسباب، ما يدفعنا إلى اللجوء لحل خلافنا من خلال الأعراف القبلية بعيداً عن الدولة، بهدف تحديد مسؤولية الحادث وتكاليف إصلاح السيارات”.
أما أحمد عبد الله، فقد حالفه الحظ ونجا من الموت المحقق بعد اصطدام السيارة التي كانت تُقله مع مجموعة من الأشخاص بحافلة نقل متوسطة غيرت اتجاه سيرها بشكل مفاجئ. يقول لـ “العربي الجديد” إن “الحادثة وقعت أثناء محاولة سائق الحافلة الهرب من المطبات والحفر المنتشرة على امتداد الطريق الإسفلتية التي تربط بين صنعاء ومحافظة تعز جنوب غرب البلاد”. ويشير إلى أن الحادثة أسفرت عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابته مع ثمانية آخرين بجروح متوسطة، عدا عن خسائر مادية كبيرة.
يضيف عبد الله لـ “العربي الجديد: “يضطر كثير من السائقين إلى تجاوز مناطق التماس بين المتقاتلين، من خلال السير في طرقات فرعية وعرة وبين الجبال الشاهقة، من أجل الوصول إلى وجهتهم، ما يؤدي إلى زيادة الحوادث بالتأكيد”.
وأمام هذه المشكلة التي لم تبذل السلطات جهداً حقيقياً لمعالجتها، يبادر بعض السكان إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه من خلال ردم الحفر كحل مؤقت، بحسب كمال أحمد الذي يعيش في صنعاء. يقول لـ “العربي الجديد”: “بعد موسم الأمطار كل عام، أعمل وأصدقائي على ردم الحفر الناتجة عن السيول في الإسفلت المقابل لمنازلنا. كثير من السيارات تمر من هنا مسرعة، ما يؤدي إلى حوادث أليمة نتيجة الحفر التي لا يشاهدونها غالباً”.
يضيف أحمد أن ما يقومون به معالجة مؤقتة، “ويجب على السلطات المحلية أن تحرص على الصيانة بشكل مستمر. الإسفلت يتآكل يومياً من دون أن يتم إصلاحه”. ويشير إلى أن المطبات والحفر تؤدي إلى تدمير السيارات في حال لم تتسبب بحوادث. ويرى أنه “لو تطوع كل شخص في صنعاء والتزم بإصلاح الطريق أمام بيته، ولو بوسائل تقليدية وبسيطة، لما احتجنا للحكومة لتأتي وتصلح لنا الطرقات”. وعن الحوادث التي تتسبب بها الحفر والمطبات العشوائية في الطرقات، يتوقع أحمد أن تفوق ضحايا الحوادث أعداد ضحايا الحرب والقصف. “لا يمر يوم إلا ويسقط ضحايا بسبب حوادث السير. لو أجرينا إحصائية ومقارنة لوجدنا أن عدد ضحايا الصدامات أكثر من ضحايا الحرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى