(انفراد) جماعة الحوثي تتجاهل انتشار “انفلونزا الخنازير” في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم
قال الحوثيون إن لقاح انفلونزا الخنازير متوفر بقيمة 150$ للشخص الواحد يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
يتجاهل الحوثيون انتشار فيروس “انفلونزا الخنازير” في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم وبدلاً من محاولة احتواء الفيروس تذهب الجامعة المسلحة لتدشين حملة تحصين ل”شلل الأطفال” الذي انتهى من اليمن عام 2006م.
ويوم الاثنين دشنت وزارة الصحة العامة والسكان الواقعة تحت سيطرة الحوثيين الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل مع تزايد حالات الوفاة في العاصمة اليمنية صنعاء جراء الإصابة بفيروس إنفلونزا H1N1 وسط حالة من الخوف والهلع لدى السكان.
وجرى التدشين حسب مراسل “يمن مونيتور” في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة. وقال الحوثيون إنهم بحاجة إلى 150$ دولار للقاح الواحد من أجل مكافحة انفلونزا الخنازير!
ولم تقدم الجماعة إحصائية دقيقة لأعداد الوفيات بانفلونزا الخنازير وفيما تقول إنهم بضع عشرات يقول ممرضون وأطباء أن أعداد الوفيات بالمئات.
150$ للقاح
وفي تصريح حصري لـ”يمن مونيتور” قال الدكتور عبدالحكيم الكحلاني، مدير البرنامج التدريبي للوبائيات الحقلية بوزارة الصحة العامة والسكان التابعة للحوثيين: أنفلونزا الخنازير هي انفلونزا موسمية تكلفة اللقاء الواحد عندما تريد أن تقوم بالتطعيم اتصل الجرعة الواحدة إلى 150 $ وبالأصح هي انفلونزا (H1N1) ولا يوجد خنازير في اليمن.
وقارن الكحلاني قيمة لقاح الانفلونزا بقيمة لقاح شلل الأطفال الذي لا يصل إلى نصف دولار تكلفة الجرعة.
وأضاف الكحلاني لـ”يمن مونيتور”: إن التلقيح بالنسبة للانفلونزا (H1N1) يعد اختياري وليس إجباري أما تلقيح شلل الأطفال في العالم كله فيعد إجباري.
وأضاف: من أراد ان يقوم بالتلقيح من فيروس (H1N1) توفره بعض المستشفيات الخاصة وصعب جداً على وزارة الصحة ان تقوم بتوفيره حتى على المنظمات سيكلف مبالغ كبيرة جداً.
وتابع قائلاً: في عام 2009 انتشر الفيروس في العالم ولم تخلوا اي دولة من الجائحة وكان يطلق عليها جائحة (H1N1) أو ما كان يعرف بجائحة أنفلونزا الخنازير ثم أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الجائحة وتحول الفيروس إلى فيروس عادي موسمي والآن فيروسات الانفلونزا كثيرة تصل إلى أكثر من 100 فيروس ونوع.
وقال الكحلاني: الموجود الآن خليط بين فيروس (H1N1) وبين انفلونزا أخرى لكن لم يسجل حتى الآن وجود فيروس غريب في اليمن ونفس الموسم حصل نفس العام الماضي وكان العام الماضي وفيات أكثر من هذه السنة.
وأكد الكحلاني أن آخر حالة لشلل الأطفال كانت في فبراير/شباط 2006م.
واختتم حديثه قائلاً: لا ضرورة لوجود كل هذا الهلع وفي نفس الوقت لا نتهاون وأي انسان يصاب بأعراض انفلونزا خلال 48 ساعة عبر أخذ العصائر والفيتامينات وأدوية للانفلونزا.
الناس تموت
لكن ما يحدث في صنعاء عكس ما يشير له الكحلاني، وقال مراسل يمن مونيتور إن معظم المستشفيات الخاصة رفضت استقبال حالات جديدة مصابة بالفيروس H1N1
يقول علي الحبابي ممرض لـ”يمن مونيتور”: الناس تموت في المنازل وفي المستشفيات والبعض بيموت فوق السيارة أثناء النقل من مستشفى لأخر في ظل رفض المستشفيات استقبالهم خشية العدوى.
وأضاف: أحد المستشفيات الخاصة (طلب عدم الكشف عن مسماه الطبي) سجل احصائية اليوم وصول عدد الحالات المصابة ٢٥ وعدد الوفيات ثمان وفيات هذه إحصائية يوم واحد فقط ومنذ البداية تم تسجيل عدد 346 حالة وفاة، بمعنى ان هذه الاعداد تموت أكثر من الحروب.
وقال: يعد رقم كارثي جداً، والمعنيين باتخاذ إجراءات حقيقية لم يحركوا ساكناً حتى الناس ما اتخذوش أي موقف وتعد كارثة والكل يصرخ من الكارثة ومافيش أي تطمينات مثلما يقول ناطق وزارة الصحة يوسف الحاضر (المعين من قبل جماعة الحوثي ) وهناك لوبي يهاجم كل من يثير القضية أو يحاول تحجيمها.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” خروج الناطق الرسمي لجماعة الحوثي يوسف الحاضري بمسدسه اثناء تدشين الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الاطفال وبعد إطلاقه تصريحات بعدم الهلع والخوف من انفلونزا (H1N1).
شلل الأطفال وانفلونزا الخنازير
من جانبه قال مسئول التحصين بمنظمة الصحة العالمية عبد الناصر الرباحي، لـ”يمن مونيتور”: إن فيروس شلل الاطفال انتهى من اليمن لكنه مايزال منتشر في العالم .
وفي سؤال لمراسل “يمن مونيتور” عن امكانية توفير لقاحات لانفلونزا (H1N1) قال الرباحي: نحاول الحصول على اللقاح الخاص بانفلونزا (H1N1) وتم طلبه وهو في الطريق لمن أراد ان شاء الله وتم طلب كمية من قبل وزارة الصحة العامة والسكان ونحن نعمل على استكمال الإجراءات كي تصل إلى اليمن.
وأضاف: الوضع الاستثنائي الذي يعيشه النازحون خاصة في التجمعات التي لا تمثل بيئة مناسبة للعيش يؤمن فرصا مواتية لانتشار فيروس شلل الاطفال إذا عاود ظهوره في اليمن من جديد.
وقامت وزارة الصحة في الإعداد والتجهيز لتنفيذ الحملة التي تستهدف خمسة ملايين و500 ألف طفل وطفلة دون سن الخامسة ممن سبق تحصينهم وكذا المواليد حديثاً في أمانة العاصمة والمحافظات على مدى ثلاثة أيام.