رواية فلسطينية تبحث عن «رمزية القضية» في الربيع العربي

تبدأ الرواية من حكاية صاحب اللوحة، الفنان سليمان منصور، عندما كان طالبا في أكاديمية «بيتسالئيل» الإسرائيلية في القدس.  يمن مونيتور/العربي الجديد
يبحث الفنان والكاتب الفلسطيني خالد حوراني في روايته الأولى «البحث عن لوحة جمل المحامل» عن رمزية فلسطين في الربيع العربي، الذي توارى عنه الفلسطينيون، ومعهم قضيتهم الوطنية التي كثيرا ما وصفت بأنها «قضية العرب الأولى» .اختار حوراني الفنان التشكيلي المعروف، لوحة فنية هي «جبل المحامل» التي علقها كثير من الفلسطينيين على حيطان بيوتهم ومؤسساتهم ومحالهم التجارية، بعد ظهورها في سبعينيات القرن الماضي، اختارها للبحث عن فلسطين في الربيع العربي. فاللوحة التي رسمها الفنان سليمان منصور، والتي تصور عتالا فقيرا حافيا يحمل على كتفية مدينة القدس، والتي كانت تعلق على جدران البيوت والمؤسسات والمخابز والمحال التجارية، انتهى بها المطاف الى بيت الرئيس الليبي معمر القذافي الذي اشتراها عندما كان في أوج قوته وتأثيره، في ما بدا أنه محاولة منه للسيطرة على رمزيتها.
يأخذنا الكاتب في هذه الرواية في رحلة للبحث عن اللوحة، بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا، والقضاء عليه وتدمير مقراته، في ما قال عنها الكاتب «محاولة للبحث عن رمزية فلسطين في الربيع العربي» من خلال اللوحة الفلسطينية الأشهر. وأطلق الكاتب حوارني الرواية نهاية الأسبوع الأخير في مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، وهي واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في الأراضي الفلسطينية. وشارك في تقديم الرواية الفنان سليمان منصور، صاحب اللوحة، والفنان محمد البكري، أحد أبرز الممثلين الفلسطينيين، والكاتب والسياسي نبيل عمرو. وروى نبيل عمرو الذي كان ناطقا إعلاميا لمنظمة التحرير الفلسطينية، كيف كانت لوحة «جمل المحامل» الملصق التعبوي الأبرز لدى المنظمة في لبنان، التي كانت تنشرها في كافة المناسبات الوطنية، وقال: «لم تكن مجرد لوحة، كانت حالة تعني الكثير في مسيرة الشعب الفلسطيني». وقال الفنان سليمان منصور عن الرواية إنها «قدمت الفن التشكيلي بطريقة ممتعة». وقال الحوراني عن رحلة بحثه الروائية عن اللوحة: «جمل المحامل هي اللوحة الأشهر، التي علقها الجميع، على حائط مؤسسات وكالة الغوث وفي البيوت، علقها رشيد الفران في مخبزه في الخليل، وعلقها عضو البرلمان النرويجي في بيته، بعد أن أهدته إياها أمه التي كانت تعمل في إحدى مؤسسات القدس، احتفى بها الوزير والغفير، ونسجتها نساء بخيوط من حرير ورسمها معتقلون سياسيون على حجارة صغيرة في زنازينهم وقلدت بأشكال بائسة ومضحكة، وعلقها العقيد معمر القذافي، واختفت، ولا يعرف مصيرها حتى الآن».
تبدأ الرواية من حكاية صاحب اللوحة، الفنان سليمان منصور، عندما كان طالبا في أكاديمية «بيتسالئيل» الإسرائيلية في القدس، حيث يتهم بإحراق مكتبة الأكاديمية، لكونه الفلسطيني الوحيد فيها، فيهجر الدراسة ويحترف الرسم. يطوف الكاتب والرسام دولا كثيرة بحثا عن اللوحة بعد سقوط القذافي واختفاءها. وقرأ الفنان محمد البكري مقاطع من الرواية أمام الجمهور الواسع من المثقفين والمهتمين الذين قدموا للاحتفاء بإطلاقها والحصول على توقيع الكاتب على نسخهم. صدرت الرواية عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، وحمل غلافها الأمامي صورة للوحة. وكتب الكاتب والمؤرح فيصل حوراني على الغلاف الأخير للرواية: «يرسم خالد حوراني لأول مرة بالكلمات بعد أن طال زمن احترافه الرسم بالألوان، ليختار موضوعا لروايته، حكاية البحث الذي أجراه هو، ومعه آخرون، عن مصير لوحة رسمها زميله الرسام سليمان منصور، التي اختفت واكتنف الغموض مصيرها…» واضاف: «شكلت وقائع هذا البحث أساس السرد، وأضفت مخيلة كاتب الرواية على الوقائع الفعلية، ما جعل السرد رواية، رسمت بانوراما أخاذة لما جرى في فلسطين وبلدان عربية كثيرة أخرى في زمن البحث».
الفنان خالد الحوارني من أبرز الفنانين التشكيليين في فلسطين، وهو مدير الأكاديمية الدولية للفنون، وشارك في العديد من المعارض الفنية الدولية والمحلية، وبادر إلى إطلاق مشروع «بيكاسو في فلسطين»، حيث أحضر إحدى أبرز لوحات بيكاسو «وجه امرأة» من مقرها في متحف «فان آب» في هولندا إلى مقر الأكاديمية لمدة ثلاثة أسابيع لإطلاع الجمهور المحلي على واحدة من أبرز معالم الإبداع الفني العالمي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى