تلاميذ اليمن يتركون مدارسهم من أجل مشاركة أسرهم في البحث عن الطعام
تقول ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” سارة بيسولو نيانتي، إن الأطفال في اليمن ليسوا محرومين فقط من التعليم مع استمرار الحرب بل هم ضحايا الصراع الدائر في البلاد للعام الخامس على التوالي.
يمن مونيتور/خاص
في الثانية عشر من عمره غادر سعد المدرسة العام الماضي للبحث عن وظيفة في مزرعة خارج صنعاء ومساعدة والده في إدارة أسرة مكونة من تسعة أفراد.
لم يكن القرار سهلاً بالنسبة له أو على والده وهو رجل دين سني فقد وظيفته عندما انقلبت جماعة الحوثي في نهاية عام 2014 على حكومة عبدو منصور هادي المعترف بها دوليًا وفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الدولية الإسبانية (efe).
وبحسب التقرير: أصبح “سعد” الآن يكسب 1500 ريال يمني (حوالي 2.5 دولار) في اليوم يمكن أن يحصل على بعض الطعام لعائلته.
وتقول تقارير دولية إن “سعد” هو واحد من مليوني طفل تسربوا من المدارس أثناء الحرب في اليمن.
وأفاد “سعد” الذي اعتاد الذهاب إلى المدرسة في شمال صنعاء للوكالة ذاتها: “كان عليك مساعدة أبي رغم أني أحب الدراسة لكن لا يمكنني الذهاب إلى الفصل بينما يحتاج أفراد عائلتي إلى الطعام.
من جانبه يقول “إبراهيم الزيدي” والد سعيد، إن مأساة الحرب أصابتنا جميعا، معربًا عن أسفه لأن الأب أصبح يأخذ أطفاله خارج المدرسة للمساعدة في البحث عن مصروفات المنزل.
هشام ضحية أخرى
ويسرد التقرير قصة “هشام” البالغ من العمر 14 عاما والذي لحق بـ “سعيد” من المدرسة ذاتها مع أخيه البالغ من العمر 15 عاما وكانت الأسباب التي دفعتهم لترك المدرسة واحدة “البحث عن الرزق ومساعدة أسرهم في توفير احتياجات المنزل الأساسية.
كان والد “هشام” جنديا وبعد اندلاع الحرب انقطع راتبه ومنذُ ذلك الحين يشتغل مقاول في بعض الأحيان وأحيانا كثيرة ليس لديه خيار سوى البقاء في المنزل.
وترك هشام المدرسة بعد الصف السادس بينما يواصل زملاءه الأكثر حظًا الذهاب إلى الفصل في منزل مهجور وهدم تقريبًا.
حوالي 500 من تلاميذ المدارس يتناوبون في فصول الصباح وبعد الظهر في مبنى يبدو أنه على وشك السقوط، مع وجود جدران مليئة بالأوساخ أو النوافذ المكسورة أو تحويلها إلى مكاتب وأرضيات مليئة بالأتربة.
في المكان لا توجد حمامات ولا غرفة طعام والبعض يجلس على الأرض بسبب عدم وجود كراسي لكنهم لا يهتمون وتجدهم سعداء لأنهم يتعلمون.
مدير المدرسة “خالد شمسان” يفكر في أولئك الذين لا يواصلون دراستهم، والبعض منهم بدل أقلام الرصاص بالبنادق، عندما قرروا الذهاب للقتال في صفوف الحوثيين، وقد أصيب البعض وما زال آخرون في المقدمة “.
الأطفال ضحايا الصراع
تقول ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” سارة بيسولو نيانتي، إن الأطفال في اليمن ليسوا محرومين فقط من التعليم مع استمرار الحرب بل هم ضحايا الصراع الدائر في البلاد للعام الخامس على التوالي.
وأكدت أن الطفل المولود بين التفجيرات في الحرب يكون بحالة عدم معرفة ما سيحدث غدًا، وفي وضع لا يعرف فيه ما إذا كان سيحقق أحلامه أم لا “هو أسوأ مكان يولد فيه الطفل”.
وأضافت أن “نظام التعليم قد بدد ويتماشى مع تمويل أقل في الاستجابة الإنسانية باليمن.
وأشارت إلى أن منظمة “اليونيسف” وشركاؤها تحققوا من مقتل 3000 طفل ق وجُرح 5،000 آخرون في النزاع الدائر في البلاد منذ عام 2015 عندما انخرطت المملكة العربية السعودية في دعم حكومة هادي.
وقالت “نحن نفترض أن الأرقام أعلى بكثير لأننا لا نستطيع التحقق من جميع الحالات في بلاد معظم مناطقها تدور فيها مواجهات ساخنة.