لا يجوز الاحتفال بعيد الاستقلال… قبل انجاز الاستقلال أولاً.
الاحتلال هو الاحتلال في كل زمان ومكان (اجتنبوا لفظة “استعمار” فهي رجس من عمل الشيطان).. والعميل هو العميل في كل زمان ومكان. وإذا ما وطأ احتلال أرض قوم، لا يجوز -شرعاً ووضعاً- أن يلقى أدنى عون من أيّ نوع، من لدن أهل تلك الأرض، ليس بالمدد المادي فحسب، وإنما بالكلمة الطيبة أيضاً. إن لفظة السلام أو التحية -ولو من باب المجاملة أو حتى التُّقْيَة- عمالة مبينة وربّ الكعبة.
وأسوق قولي هذا لمن أراد معرفة أو أبتغى منفعة. أما عبيد الاحتلال الأجنبي، كعبيد الغاشم المحلي، فلا وجود لهذه المعاني في قواميسهم ولا لتلك الأخلاق في نواميسهم.
(من مقال قديم لي منشور في هذا الموقع)
…
لا يجوز الاحتفال بعيد الاستقلال… قبل انجاز الاستقلال أولاً.
( من “فتوى” لفضيلتنا -قدَّس الله سِرِّي- لم تُنشر من قبل)
…
كانت “الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل” تغتال اليمنيين وغيرهم ممن ثبت تورُّطهم المخزي مع سلطات الاحتلال البريطاني، الذي يبلغ أحياناً مستوى الخيانة العظمى، اِذْ كانوا يشتغلون كجواسيس لمخابرات الاحتلال ضد الفدائيين والناشطين الذين راح بعضهم ضحية هذه الخيانة.
وعدا التجسس القاتل، كانت ثمة صور أخرى للتواطوء مع سلطات الاحتلال تجعل من صاحبها عميلاً أو مرتزقاً بمعنى الكلمة.
وهذا الأمر مشهود في كل البلدان والمجتمعات التي عرفت ظاهرة الاحتلال الأجنبي.
وفي هذه اللحظة بالذات ثمة أشخاص -بل وعائلات- عُرِفوا بالتواطوء المجرم مع سلطات الاحتلال الصهيوني ضد المناضلين الفلسطينيين. وقد جمعتهم هذه السلطات وحشرتْهم في قرية نائية مُحاطة بحراسة مشددة، حمايةً لهم من انتقام الشعب الفلسطيني. وثمة برامج استقصائية وأفلام تسجيلية تكشف النقاب عن الأوضاع البائسة للغاية التي يعانيها هؤلاء في تلك القرية، فقد باتوا منبوذين ومحتقرين من الفلسطينيين والاسرائيليين على السواء!
إن المتواطىء مع الأجنبي (أيَّاً كانت هوية هذا الأجنبي) ضد مصالح بلده وشعبه هو عميل ومرتزق، بل وخائن بمعنى الكلمة.. ليس في ذلك جدل ولا فيه وجهات نظر.
وعبر التاريخ -القديم والجديث- كان هذا النوع من الكائنات البشرية محطّ تحقير، ومحكوماً عليه بالموت، اما قتلاً، واما خزياً وعاراً اِنْ كانت فيه قدرة على الشعور بالخزي أو نبضة للاحساس بالعار.
وأعرف بعض الأُسَر -في عدن- لا يزال الأحياء من أفرادها يشعرون بشيء واضح من الخجل لأن بعض آبائهم أو أجدادهم عُرِفوا بالتواطوء المُخزي مع سلطات الاحتلال البريطاني.
ومن المُفارقات الطريفة التي عرفتها في هذا المضمار ما سمعته -ذات يوم بعيد- من صديقة حميمة تنتمي إلى أُسرة “مُسلمانية”- أي كانت قديماً تدين باليهودية ثم أسلمت -تعقد مقارنة” وطنية” بينها وصديقة أخرى، مشيرة الى أنها وأسرتها سواء كانت يهودية أو مسلمة أو من أية مِلَّة، الاَّ أنها لا يمكن أن تخون بلدها وشعبها، على العكس من أهل الفتاة الأخرى التي لا يشفع لها جمالها ومالها وحسبها ونسبها ولا أية ميزة، في مقابل ذلك التاريخ المُخزي من العمالة للاحتلال الأجنبي!
إن من يقتل النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق يكون مصيره في يد خالقه الذي قد يغفر له جريرته فهو الغفور الرحيم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى السارق والزاني وسواهما من مُقترفي الكبائر والموبقات.. لكن خائن وطنه ملعون من ربه وشعبه ومن كل ذرة تراب في طرقات بلده ومن كل حصاة في قبره إلى يوم النشور.
ولكن مما يُؤسف له غاية الأسف أن العمالة والخيانة والارتزاق كانت تُمثِّل ذروة الحقارة وقمة النذالة وبؤرة السفالة -في ما مضى-إلى حدّ الشعور العائلي بالخزي والعار لعدة أجيال..
أما اليوم فهي عنوان للرجولة والبطولة، ومصدر للفخر والاعتزاز، ودليل على الشطارة والجسارة!
اللهم ابعث “الجبهة القومية” من قبرها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.