أين العَلَم؟
– باعوه في سوق سَقْط المتاع!
أين النشيد؟ وحده جيش الأرامل والثكالى واليتامى سيقود هذا البلد عمّا قريب، لأنه وحده المتبقي في شرفات الانتظار وطرقات الانكسار ومنعطفات الرجاء الذابل كاقحوانة الملح.
وحدي سأكون الشاهد على القنطرة المتهالكة فوق الجدول الظامىء، تجتازها قوافل النمل في رحلتها إلى بياتٍ خريفي ممتد من نياط الجرح الى سياط الوجع.
ووحدها هذه الوحدة ستكون خارطة مُطمَّسة الملامح في صندوق خشبي مُتشقِّق، لا كنز فيه غير حفنةٍ من ترابٍ أسود وقبضة زعفران.
.
.
.
أين العَلَم؟
– باعوه في سوق سَقْط المتاع!
أين النشيد؟
– رهنوه بقرشٍ فضةٍ ورأس مَداع!
أين الوطن؟
– دفنوه في خَبْت الرَُجاع!
.
.
.
في هذا اليمن… وفي هذا الزمن:
الحُكَّام لا يكتبون الشعر..
والشعراء لا يَقْربون الحُكْم..
وإذا أختلَّت المعادلة، كانت الفاصلة.
أختلَّت -يوماً- على جثة عبدالفتاح… ومنذها:
ظلت عصافير الندى تصوم، كل نهار اثنين، عن الماء الكامن في قلب العقيق..
وفي الليل، تتقاطر غيوم الرثاء إلى مقبرة الشهداء.
.
.
.
سأحكي لكم حكاية..
سأحكي لكم حكاية العجوز التي استوقفت قاتل ابنها في منتصف الطريق لتسأله عن آخر كلمةٍ قالها قبل أن يلثم وجهه خدَّ التراب الأحمر..
أعدكم بأن أحكيها لكم كاملةً..
ولكن… حين أعود من الموت.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.