من المتعارف عليه أن اليمن تعاني كثيرا من تدهور الصحة، بسبب شحة الإمكانيات وقلة الدخل لدى المواطن اليمني الذي يعتبر الأقل دخلا حتى على مستوى العالم.
من المتعارف عليه أن اليمن تعاني كثيرا من تدهور الصحة، بسبب شحة الإمكانيات وقلة الدخل لدى المواطن اليمني الذي يعتبر الأقل دخلا حتى على مستوى العالم.
هنا يحس المواطن اليمني بحبه للحياة، كما يشعر أي مريض من المرضى.. يشعرون بحب شديد ولهف للعافية وكما يشار إليه يعمل، فيقوم بزيارة المراكز الصحية والمستشفيات بحثا عن العافيه التي افتقدها، وهنا فقط تكمل المأساة كلها، إذ إنه أثناء دخوله المشفى وفي بداية مشوار البحث عن العافية يقفد المال قبل الوصول إلى العلاج، حيث يطلب منه مبلغا من المال.. وهناك مبلغ آخر سيقدمه لأجل كذا ومبلغ آخر ينبغي عليه أن يقوم بتجهيزه لأجل شيء ما، وعندها يشعر المريض بالضنك الحقيقي، وبالغصة التي تكاد أن تنهيه تماما.
وإذا ماحاول تناسي هذا الأمر كما يقال له ممن حوله (كل شيء يهون لأجل العافية)، وتلك النصائح التي تسدل إليه من قبل الأطباء: ينبغي عليك الاهتمام بذاتك، لاشيء أجمل منك، وحدك من يهمه أمرك فقط. عندها يتحمس المريض، ويبدأ بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وهنا تمكن الكارثة كلها فالجانب الطبي أصبح متدهورا إلى أبعد حد متوقع!
يقوم المريض بإجراء الفحوصات والنتائج التي تقدم إليه تكون على عكس الذي هو فيه، ولاينسى الأطباء صرف تلك الكمية من العلاج التي يعجز الموطن عن شرائها، ويكلفه الأمر أن يقوم بطلب العون من الأهل والأصدقاء تحت مسمى السلف أو الدين، ويعود المريض إلى بيته وقد ازداد مرضاً وإعياء، هم من جانب وأخطاء في صرف الفحص والعلاج، قد يذهب ضحيتها.
هناك من الناس من يقسم جاهدا أن المستشفيات هن مشوار الموت وبداياته لا أكثر وأن من دخل مستشفى لن يخرج منها إلا إلى المقبرة، وهذا على حسب ما يُرى في الواقع من انفلات في الجانب الطبي وتحول الطب إلى تجارة لاأكثر، تجارة بأرواح البشر، فكم من أناس راحوا ضحية هذة التجارة وتلك الأخطاء وذلك الجشع الكبير الذي يتمتع به أصحاب الصيدليات وذلك التوافق الذي يقع بين الطبيب والصيدلي على بيع العلاج بمبالغ باهظة الثمن يستفيد منها هما ويموت الشعب مرضا.
وأمام هذا الواقع المؤسف أصبح الحال بحاجة إلى علاج عاجل.. مستشفيات بحاجة لعلاج فاعل وسريع، وأطباء بأمس الحاجة لتفعيل الضمير وتدريب الذات على العمل المتقن، وصيدليات تخاف الله في أسعارها الكبيرة واستغلالها البائس!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.