إهمال متعمد وأوضاع مأساوية.. هل تخلى الجيش اليمني عن جرحاه في القاهرة؟! (تقرير خاص)
ينتمي الجرحى لمعظم الألوية العسكرية اليمنية التي تقاتل جماعة الحوثي المسلحة منذ 2014، لكن معظمهم يرى أن المناطق العسكرية تتخاذل عن القيام بواجباتها تجاههم.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يعيش عشرات الجرحى من الجيش اليمني في العاصمة المصرية القاهرة في ظروف مأسوية للغاية، متهمين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بالتخلي عنهم، بعد وقف علاجهم ونفقاتهم من أجل العلاج.
وينتمي الجرحى لمعظم الألوية العسكرية اليمنية التي تقاتل جماعة الحوثي المسلحة منذ 2014، لكن معظمهم يرى أن المناطق العسكرية تتخاذل عن القيام بواجباتها تجاههم.
ولا توجد إحصائية رسمية حديثة بعدد جرحى الجيش الوطني خلال الحرب، لكن إحصائية رسمية ظهرت 2016 تشير إلى أن عدد الجرحى أكثر من 23 ألفاً وبعامل التناسب فإن عدد الجرحى من القوات الحكومية يصلون 50 ألفاً أصيبوا في أكثر من 25 جبهة قِتال داخلية ضد المسلحين الحوثيين.
ويتلقى الجرحى العناية في مستشفيات داخل اليمن أو في المملكة العربية السعودية، إلى جانب وجود جرحى في الهند والأردن والسودان ومصر ودول أخرى حسباً لحالتهم الصحية. وبين وقت وأخر تظهر النداءات من الجرحى بتعرضهم للخذلان من الحكومة الشرعية.
وبرزت مؤخراً قضية جرحى الجيش الذين يتلقون العلاج في مصر، عقب ما أعلنته اللجنة الطبية العسكرية التابعة للجيش في أغسطس/آب الماضي بتوقفها عن ابتعاث جرحى الجيش للعلاج في الخارج وإعادة الجرحى من مصر بسبب عدم تجاوب الحكومة لصرف الميزانية المخصصة لعلاج الجرحى.
وضع مأساوي
ويقول بديع الروحاني أحد جرحى الحرب في القاهرة لـ”يمن مونيتور” إن عدد الجرحى من الجيش الوطني الذين يتلقون علاجهم في القاهرة أكثر من 400 جريح، حسب ما نقل عن اللجنة المعنية بالجرحى.
واستدرك الروحاني بالقول إن معظمهم عاد إلى اليمن في الأسابيع الأخيرة، ويوجد العشرات معظمهم يحتاجون عمليات جراحية عاجلة أو في العناية المركزة للمستشفيات، وجرحى أنهوا عملياتهم ولا يستطيعون العودة إلى اليمن.
يشير الروحاني إلى أنه منذ وقف اللجنة الطبية دفع المال للجرحى في مصر يفترض أن تتكفل المناطق العسكرية بعلاج الجرحى “لكن المشكلة أن بعض المناطق تفاعلت مع جرحاها وبعض المناطق لم تتفاعل، حتى أن بعض المناطق تفاعلت بعض الألوية مع الجرحى وأخرى لم تتفاعل”.
وحول أوضاعهم قال الروحاني إن الجرحى المتواجدون الآن في القاهرة يعيشون عبر “الاقتراض من أقاربهم” أو عائلاتهم ترسل لهم المال للعلاج.
ويقول الروحاني إن الجرحى يشعرون أنهم لم يقاتلوا تبعاً للحكومة ضمن مؤسسات الدولة، في ظل تبادل الاتهامات بين “اللجنة الطبية والمناطق العسكرية والألوية التابعة لها ووزارة المالية ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية”.
ارهاق المعاملات
من جهته يقول عبدالحكيم الحجوري، الذي أصيب في محافظة مأرب عام 2016 برصاصة عيار 12، “أدت إلى إزالة الطحال والقولون وقطعت الأمعاء وثلاث فقرات من العمود الفقري إلى جانب إزالة الكلية”.
ويشير الحجوري في حديثه ل”يمن مونيتور” إلى أن الأطباء والجراحين يأسوا من حالته، ونُقل إلى السعودية لتلقي العلاج كحالة طارئة، ثم نُقل إلى مصر بعد عملية مطاردة ومعاملة بين المؤسسات الحكومية بين (2017-2018)، وأجريت له عملية جراحية في العمود الفقري، وحدثت له مضاعفات “جلطات” وعمليات متلاحقة.
واتهم الحجوري مسؤولاً في اللجنة بوقف علاجه ثلاثة أشهر قبل أن تسمح اللجنة مجدداً بإكمال علاجه في نهاية يونيو/حزيران، وأجرى العملية في الرجل بزراعة وتر.
يقول الحجوري إن اللجنة أعطته “مصروف شهر واحد أثناء العملية.
وأضاف الحجوري أنه وبعد توقف اللجنة في أغسطس/آب “أصبح التواصل عبر المناطق العسكرية، وتواصلت مع المنطقة العسكرية الثالثة صادق الزعبلي والدكتور رفض سفري لليمن فلم يتأكد إن كانت رجلي بخير وأن العملية نجحت أو لا، وظلت رجلي فيها جبس”.
وتابع الحجوري أنه منذ ذلك الوقت يتم إحالته إلى أكثر من مسؤول فيما يبدو أنه تهرب من حالته.
اهمال وتخليّ
أما أحمد الدواء الذي أصيب في هيلان بمأرب في فقرات العمود الفقري برصاص قناص حوثي، فيشير إلى أنه قام بإجراء معاملة طويلة من أجل نقله للعلاج بدء من السعودية ثم مصر.
وأضاف الدواء ل”يمن مونيتور” أن مضاعفات العمليات، أدت إلى الكثير من الأمور، وفرض الأطباء في القاهرة علاجه بالإشعاع بعد إزالة التكلسات من الفخذ الأيمن. لكن اللجنة أوقفت كل ذلك.
وقال إنه بعد العمليات يحتاج إلى فترة من العلاج الطبيعي في القاهرة قد تحتاج خمسة أشهر قادمة إذا “كتب الله الشفاء ونجحت العمليات المتوقعة”.
وأضاف أنه “باع ذهب خمس من شقيقاته، وباع أغنام العائلة من أجل إتمام العلاج خلال فترات ماضية متقطعة”.
وقال بديع الروحاني إن الكثير من الجرحى يمرون بأوضاع صحية سيئة للغاية ولا يستطيعون العودة إلى اليمن أو استمرار علاجهم.
في سياق متصل تظاهر عشرات الجرحى في مدينة تعز يوم الخميس للمطالبة بعلاجهم متهمين الحكومة الشرعية بالتخلي عنهم.
وبث عدد من جرحى الجيش التابعين لمحافظة تعز فيديو على الانترنت يوم الأربعاء، يناشدون “سلطان سلطنة عمان” بالتدخل من أجل علاجهم بعد أن تخلت عنهم الحكومة الشرعية!
ووجهت السلطة المحلية في تعز بدفع ميزانية 300 مليون ريال من أجل علاج الجرحى لكن ناشطون في المدينة قالوا إنها لا تكفي.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى اللجنة العسكرية الطبية للحصول على تعليق.