الجميل في هذا، أن الشعب اليمني الموجوع من نواح عدة، ما يزال يتنفس ويحاول البحث عن مصادر دخل تنسيه أمر المرتبات الغائبة والأعمال غير المجدية والوظائف المنهوبة..
على الضفة الأخرى من الوجع الكبير، تجد اليمن الحبيب يحاول جاهداً النهوض بذاته، يقاوم صعوبات الحياة من الناحية الأخرى، وبتفاؤل كبير يواجه ويكافح المأساة كلها!
يتجه اليوم الكثير من أبناء الشعب اليمني إلى الزراعة بشكل لافت للنظر، منهم من يرحل إلى زراعة الحبوب، وآخرون يتجهون نحو زراعة الخضروات، وثمة من يزرع القات والبن وأصناف أخرى.
الجميل في هذا، أن الشعب اليمني الموجوع من نواح عدة، ما يزال يتنفس ويحاول البحث عن مصادر دخل تنسيه أمر المرتبات الغائبة والأعمال غير المجدية والوظائف المنهوبة.. فهو من خلال الزراعة يحاول أن يثبت وجوده في هذه الأرض على أنه خليفة الله فيها، فهي ملك يمينه وإن حاول العداء دسّ المكائد وزراعة الفتن.
من الملاحظ أن زراعة البن ازدهرت خلال سنوات الأزمة في اليمن الحبيب، وكذلك زراعة الخضروات والفواكه ظهرت بشكل كبير في أرياف اليمن، بل إنها قد أصبحت الدخل الوحيد لكثير من البيوت الريفية النائية وغير النائية، ثم إنهم أحسوا بالفقد الحقيقي للمياه ومن أجل هذا تجدهم مسارعين إلى إعمار الحواجز المائية والخزانات الأرضية بشكل لافت، يشعرك أن الفرد اليمني اليوم يحاول أن يستغني بذاته عن الآخرين.
لم تكن الزراعة ذات أهمية قصوى في السابق كما هي الآن، هناك فارق كبير فالناس قبل ذلك كانوا في غنى عن بعض الحبوب التي يحصلون عليها من أراضيهم بسبب أنهم يعملون أعمالاً أخرى توفر لهم دخلا كافيا لإعالة أسرهم، لكنهم اليوم يعيشون في بطالة كبيرة جعلتهم يهتمون بأرضهم ويزرعونها بكل اهتمام حتى أنهم حصلوا على ما يكفي البعض منهم، تراهم يزرعون البن ويصدرونه ويزرعون الخضروات ثم يقومون ببيعها لشراء حاجياتهم الضرورية كي تستمر الحياة.
وبهذا يظل اليمني مكافحاً وناجحاً رغم كل التحديات الصعبة التي تسببت بها الحرب المشتعلة للعام الخامس على التوالي.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.