“الانتقالي الجنوبي” وطموحات الإمارات يهددان بتقسيم جنوب اليمن إلى دويلات
تحول المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني كقوة مهيمنة في الجنوب إلى تغيير الديناميات السياسية للبلاد. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
أدى تحول المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني كقوة مهيمنة في الجنوب إلى تغيير الديناميات السياسية للبلاد. الفصيل يواجه معارضة، ليس فقط من الحكومة الشرعية، بل داخل الحركة الجنوبية نفسها، قد يؤدي إلى تفكيك جنوب اليمن مع إصرار الإمارات على تنفيذ طموحاتها التوسعية عبر هذا المجلس المؤسس حديثاً.
وظهر المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو/أيار 2017 ويملك جناحه العسكري الخاص الذي تموله أبوظبي: الحزام الأمني وقوات النخبة في المحافظات الجنوبية مثل حضرموت وشبوة. كما كان المجلس قد شكل برلماناً خاصاً وعرض نفسه كجهة شرعية فاعلة.
على الرغم من أن “الانتقالي الجنوبي” يزعم أنه الممثل الشرعي لجنوب اليمن، إلا أن نبيل البكيري المحلل المستقل في الشؤون اليمنية قال لموقع “المونيتور” الأمريكي إن “الحزام الأمني يتم تمويله وتدريبه بالكامل من قبل دولة الإمارات، التي تسعى لإقامة دولة جنوبية مستقلة للسيطرة على مدينة وميناء عدن”.
وقال موقع المونيتور الأمريكي: يشترك الانتقالي الجنوبي في كراهية دولة الإمارات لحزب الإصلاح الإسلامي في اليمن. وقد استخدمت دولة الإماراتالحزام الأمني للسيطرة على الجنوب، وكان آخرها الانتقال إلى محاولة احتلال جزيرة سقطرى في 4 أكتوبر/تشرين الأول.
مترابطان
قال فرناندو كارفاجال، العضو السابق في فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للمونيتور إنه على الرغم من بعض الانقسامات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، “لا توجد صراعات علنية. لقد قامت القيادة بعمل جيد حتى الآن في الحفاظ على توحيد العناصر السلفية والموالين القبليين في الوقت الحالي”.
وأضاف أن: المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني مترابطان. إضعاف واحد سيضعف الآخر، مالياً أو الحصول على الدعم الشعبي.
الحركات الجنوبية الأخرى لا تعترف ب”المجلس الانتقالي” وتملك أهداف وأجندة متباينة عن هذا المجلس، قد يؤدي إلى قيام بعض الحركات بإعلان “حكم ذاتي كامل للمحافظات الأخرى”، بينما يفضل البعض دعم المشروع الفيدرالي ويعارضون تمثيل “الانتقالي الجنوبي” للقضية الجنوبية.
انقسامات الحركات الجنوبية
وقال نبيل البكيري “إن هناك انقساماتٍ مستمرة داخل الحركة الجنوبية تختلف مع “الانتقالي الجنوبي” مثل فصيل باعوم وفصيل المجلس الوطني الجنوبي الداعم للمشروع الفيدرالي لليمن والمكونات الجنوبية الأخرى”.
وقال موقع المونيتور: منذ محاولة الانقلاب التي قام بها “الانتقالي الجنوبي” في عدن في 10 أغسطس/آب، هددت هذه الرؤى المختلفة لجنوب اليمن بإثارة النزاعات والصراعات في حال اكتسبت “المجلس الانتقالي الجنوبي” المزيد من السيطرة على الجنوب.
وأشار الموقع إنه في سبتمبر/أيلول الماضي أعلن شيخ في المهرة يدعى علي صالح الحريزي، الذي يعارض النفوذ السعودي والإماراتي، تشكيل مجلس الخلاص الوطني الجنوبي في المهرة كرد فعل على “انقلاب الانتقالي الجنوبي في عدن”.
توجد الآن عشرات الحركات الممثلة لجنوب اليمن من الحراك الجنوبي الذي تأسس 2007، لكن الدعم الإماراتي غير المحدود ل”المجلس الانتقالي الجنوبي” وميليشياتها الانفصالية، تجعله الفصيل الجنوبي المهيمن.
وتستمر دعوات الاستقلال في المحافظات الجنوبية من داخل حضرموت، حيث تكافح النخبة الحضرمية لإبقاء نفوذهم والسيطرة على مناطقها من أولئك الذين يعملون مع الإمارات.
قال الباحث اليمني المستقل فؤاد راجح للمونيتور إن الانقسامات في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية في اليمن قد تؤدي إلى مزيد من المطالب بالاستقلال.
وقال راجح “حضرموت الغنية بالنفط، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 193 ألف كيلومتر مربع، ستسعى إلى الحكم الذاتي. لقد كانت قيادتها تحذر المجلس الانتقالي الجنوبي من أي تحركات. المهرة في أقصى الشرق وثاني أكبر محافظة في اليمن ستنضم إلى حضرموت وتسعى إلى الحكم الذاتي.
دعم الإمارات
علاقات الإمارات مع المجلس الانتقالي الجنوبي قد أثارت الكثير من المعارضة تجاه المجلس والانفصال بحد ذاته. ومع ذلك، فبدون الدعم الإماراتي الحاسم للحزام الأمني، من المحتمل أن ينهار المجلس.
وقال البكيري: “هذه الانقسامات طبيعية وسط سعي دولة الإمارات لفرض فكرة التقسيم بالقوة لصالح الجانب الذي تدعمه، فمحافظتي شبوة وأبين الغنية بالنفط ستعارضان سيطرة الانتقالي الجنوبي”.
وقال راجح “هذه الانقسامات تمثل ضربة لدولة الإمارات التي تتطلع إلى الموانئ والجزر وتسعى لتحقيق النصر من خلال الانفصال وسط فشل التحالف الذي تقوده السعودية في التغلب على الحوثيين”.
وقال البكيري “الجنوب بشكل عام ليس كتلة واحدة يمكن توجيهها وفقًا لرغبة ومصالح أي حزب”.
فرض إرادة بالقوة
وقال موقع المونيتور: تسعى الفصائل التي تدعمها الإمارات بوضوح إلى فرض إرادتها بالقوة. ظهرت تقارير في عام 2017 عن شبكة سجون تديرها الحزام الأمني وميليشيات جنوبية مدعومة من الإمارات وتتهم بالتعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان.
تظهر الغارات الجوية الإماراتية على القوات الحكومية في عدن أثناء محاولة استعادة المدينة عقب “التمرد المسلح” في 10 أغسطس/آب أنها تسعى للحفاظ على سيطرتها هناك.
وقال البكيري: لا تعرف دولة الإمارات طبيعة المجتمع اليمني جيدًا، وبالتالي فهي تعمل بطريقة خاطئة. هذه الانقسامات هي نتيجة لجهود إماراتية لا تخدم اليمن وأمنه واستقراره، كما أنها ليست في صالح دولة الإمارات.
المصدر الرئيس
Divisions restrict Southern Transitional Council, UAE ambitions in Yemen