عندما ننظر للخريطة العامة لأبعاد الصراع وعقائده، فلا نجده غير تصنيفات مزورة لرسائل حق يراد بها باطل، والباطل ظاهر في التوصيف والتصنيف لتلك المكونات واراداتها البائسة.
نحن ضحايا صراعات اليوم، ضحايا الاطراف السياسية والعسكرية التي تخوض صراعات عسكرية لفرض الارادات، ضحايا خذلان تطلعاتنا ومعركتنا الوطنية التي تتهاوى في دهاليز صراعات ضيقة وارادات هزيلة لا علاقة لها بالوطن والوطنية وبناء أمة محترمة.
عندما ننظر للخريطة العامة لأبعاد الصراع وعقائده، فلا نجده غير تصنيفات مزورة لرسائل حق يراد بها باطل، والباطل ظاهر في التوصيف والتصنيف لتلك المكونات واراداتها البائسة.
تروج لمعارك وطنية دامية تزهق فيها ارواح بريئة، معارك وقودها شباب صادق يعيش وهم المعركة التحررية، كمعركة استراتيجية تلبي تطلعاته، ونهاية المطاف يجد انه خاض معركة تكتيكية لم تحقق امله وتطلعاته، بل كان مجرد وسيلة ضغط لهدف اخر في معركة كسر العظم للوصول لاستحقاق وظيفي في ظل بقاء نفس المنظومة الفاسدة التي لا تلبي ابسط تلك التطلعات.
كل صراع أو صدام وراءه إرادات و وراء الارادات أفكار، وراء الأفكار عقائد، وخلف العقائد انصار، وفي العقائد ما هو حق و ما هو باطل، فيجد ذوي المصالح في باطلها مرتع متاح لتحقيق مصالحهم الأنانية، ويجد المنافقون مساحة كافية لممارسة نفاقهم، أي أن النفوس الخبيثة تعكر صفو اهداف الحق وتعيق تطلعات النفوس الطيبة، فتكال القيم والمبادئ بمكاييل تلك النفوس والمصالح والنفاق.
وما اسوأ أن تكال القيم الانسانية بمكيال المزاج السياسي البائس، كواقعنا اليوم الرديء الذي صار مرتع خصب للمنافقين واصحاب المصالح، يبررون كل الانتهاكات الانسانية لأنصارهم، ويحجمون كل انتهاك او زلة او خطاء عابر لخصومهم، سقطوا سقوطاً أخلاقياً وقيمياً مدفوع الثمن جعل منهم أضعف من أن ينطقون ببنت شفة أو نقد خفيف أو حتى توجيه ونصيحة للممارسات الخاطئة وزلات أنصارهم أو بمعنى أدق أسيادهم، في غياب واضح للهم العام والمصالح العامة وتطلعات الامة ومصالح وطن.
وظيفتهم في الحياة هي تأجيج المشكلات، كذباب إلكتروني يشن هجماته في تحجيم وتأويل تداعيات الوقائع وأخطاء الآخرين، ويبرر نفس الأخطاء لأنصاره وأسياده، انه زمن رداءته خسئ هؤلاءفي نفاقهم وسقوطهم الأخلاقي، حينما يطلقون ألسنتهم للنقد اللاذع والتأويل والهجوم الشرس ضد الآخرين، يبلعون ألسنتهم في أخطائهم وأخطاء من يناصرون دون خجل أو حياء، باستسلام واضح للمال المدفوع، والوظيفة التي جعلت منهم مجرد عبيد وأدوات في معركة وطنية هم أصغر من أن يشتركون في مسئوليتها.
فصاروا مشكلة، تنتج مزيد من المشكلات والتأويلات، وتعمق من الخصومة الفاجرة، والشروخ الاجتماعية والوطنية، وتستدعي كل ماسي الماضي العفن لتعفن الواقع، وتبني عقبات في طريق الانطلاق للمستقبل، وتعيق التعافي لوطن وامة، تحد من انطلاقها لرحاب العصر لتكن امة محترمة كسائر الامم المعاصرة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.