يشهد اليمن الجريح، إقبالاً كبيرا على شراء نبتة القات، وبشكل لافت للنظر!
يشهد اليمن الجريح، إقبالاً كبيرا على شراء نبتة القات، وبشكل لافت للنظر!
تجارة كبيرة في مجال القات تورد أغلبيتها إلى جبهات القتال حسب ما يرى متابعون للوضع اليمني المتأزم والمتخم بالكوارث والتناقضات والمفارقات العجيبة.
فالقات قد أصبح كالقوت الرئيس والمحرك الأساسي للعاملين هناك وللملايين من أبناء اليمن المنكوب، به يتم السمر ويحلو المقيل كما يشير مدمنوه، وبه ينسى الناس بعض المرارة التي يعيشونها في واقعهم هذا المشحون بالمآسي والهموم التي أثقلت كاهل الصغار قبل الكبار، فتلاحظ البعض ممن يقبلون إلى الجبهات حبا في القات، فكثيرون هم الذين يذهبون أوقاتهم هناك في الجري وراء اللاشيء والسعي وراء المجهول وقد تذهب أرواحهم سدى مقابل حصولهم على القات وبعض الأشياء التي تقضى بها الأوقات وتريح البال وتزيحهم بعض الشيء عن الواقع المرير.
فالواقع اليوم قد أصبح مقلقا للغاية والناس يحاولون أن يهربوا منه ولو لوقت قصير فتراهم اليوم يقبلون على شراء القات بشكل كبير يحاولون من خلال ذلك الهروب من الواقع والتسلية للذات قليلا، فتراهم ينقصون على ذواتهم أشياء كثيرة قد تصل إلى إهمالهم أكلهم وإعالة أسرهم فيهتمون بأمر القات وبعض المشروبات، فالأسواق اليوم مملوءة بالباعة والمشترين من كافة الأطراف والمستويات.
فمن الناس من كان بالأمس من الذين يمقتون القات ويقولون عنه إنه مذهب للمال والوقت معا وقد أصبح اليوم مدمنا عليه بشكل كبير وذلك تحت ذريعة الواقع المرير والظروف الصعبة المحيطة بأبناء المجتمع اليمني المعاني من أقصاه إلى أقصاه
وهنا فقط نريد شرح واقع يمني قد يبدو غريبا ومأساويا، مع التأكيد على أن للقات أضرار كبيرة على حياة الفرد والمجتمع.
فأي إدمان على مادة معينة، يعد مأساة كبيرة تؤثر سلبا على حياة المدمن ومن حواليه.
وننصح كل اليمنيين أن يحاولوا الابتعاد قد الإمكان عن إدمان مضغ القات، أو على الأقل تنظيم الذات بتخفيف تناول هذه النبتة التي لها آثار صحية واقتصادية سلبية.
وكما نريد للحرب أن تنتهي، نحب أيضا أن نرى أسباب استمرارها أن تنتهي أيضا.. فاليمن بحاجة ماسة لإدمان التسامح والسلام بدلا من الحروب والصراعات، واليمني بحاجة لإدمان الأمن والأمان بدلا من القات وأخواته.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.