“أيلول الأسود” الذكرى الخامسة لاجتياح صنعاء.. انعدام الخدمات على وقع تغيير ديمغرافي
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
عاش الموظفون في مناطق سيطرة الحوثيين، يوم السبت 21 سبتمبر، إجازة رسمية بمناسبة ذكرى اجتياح قواتها للعاصمة صنعاء وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، لتأتي هذه الذكرى انعدام لكافة مظاهر الحياة وتوقف شبه كامل للخدمات العامة الحكومية والتجارية.
للعام الخامس على التوالي حاولت جماعة الحوثي تغيير التركيبة السكانية “الديمغرافية” في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وذلك من خلال التهجير القسري للمختلفين معهم، وما تتعرض له منازل وممتلكات المهجرين من تدمير واستيلاء وبسط نفوذ على كل مقومات الحياة في العاصمة والمحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
“يمن مونيتور” استطلع عدداً من اللقاءات مع مواطنين ونازحين يعيشون تحت سيطرة جماعة الحوثي، كشهادات حية ضد جماعة الحوثي بحق المواطنين والمناهضين للحركة التي تدعي الحق الإلهي في الحكم.
وقال سكان في شمال وجنوب صنعاء إن قيادات الحوثيين اشتروا مبانٍ وفلل جديدة وحشدت الموالين للجماعة إلى مداخل العاصمة فيما قامت بتهجير المعارضين لها. فيما قال رجال أعمال إن الجماعة قامت ببناء اقتصاد مالي موازي للقطاع الخاص وأظهرت خلال خمس سنوات بناء شركات ومؤسسات جديدة منافسة ولها صلاحيات كبيرة فلا تدفع ضرائب ولا جمارك كما تفعل مع التجار الحاليين، ما يسبب بتهجير رأس المال الوطني إلى الخارج نتيجة الخسائر الكبيرة لتبقى مؤسسات الجماعة.
تغيير ديمغرافي
يقول الأستاذ محمد الفلاحي (معلم): تركيبة السكان في صنعاء تتغير يوماً بعد آخر بشكل لافت، أصبح التعامل مع المواطنين من قبل الحوثيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم كرهائن، وليسوا بشرا.
وقال لـ”يمن مونيتور”: التغيير الديموغرافي من خلال التهجير القسري للمختلفين مع الجماعة، وما تتعرض له منازل وممتلكات المهجرين من تدمير واستيلاء عليها، هي في الحقيقة ممارسات تعد جرائم حرب وتصنف كجرائم ضد الإنسانية وهذا يتجلى واضحاً في عملية احتلال منازل المعارض في صنعاء من حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وكل المعارضين لهم حيث أصبحت كثير من المناطق ومنها منطقة حدة أصبحت مساكن حصرية تابعة للجماعة.
من جانبه يقول عبدالكريم قاسم الحجاجي (نازح من الحديدة) لـ”يمن مونيتور”: رفض المجتمع اليمني للحركة الحوثية جاء بسبب التعاملات والأشكال العقابية التي يفرضها الحوثيون في خلق مأساة المهجرين اليمنيين ومضاعفة أعداد النازحين.
وقال: الحوثيون اليوم يعملون على إنشاء مظلوميات جديدة يوما بعد يوم وهذا يتسبب في تغيير التركيبة الديمغرافية للشعب اليمني، حيث أصبح الشعب غريب في وطنه بسبب نشر الجماعة لبؤر العنف بشكل متصاعد ومستمر وتهديد للنسيج الاجتماعي بسبب إعادة المشروع الإمامي في اليمن المرفوض من قبل الشعب.
يقول سعد الثميلي (مواطن): لا رأي آخر لا معارضين لا حريات هنا يصرخ كل شيء في المساجد في المدارس في الجامعات امتهان في كل مكان وقتل للإنسانية.
التهجير
ودأبت جماعة الحوثي على تهجير اليمنيين لصالح الجماعة، وكانت البداية بإخراج يهود آل سالم من أراضيهم في صعدة 2008 وتبعه السلفيون ثم أبناء المناطق الأخرى.
وفي مطلع العام 2014 كان الحوثيون يقدمون على ارتكاب سلسلة من جرائم التهجير القسري بحق أبناء دماج في صعدة، ومعهم المئات من طلاب العلم، وحسب الإحصاءات فإن 15 ألف شخص أرغموا على مغادرة منازلهم ومزارعهم تحت وطأة القصف والحصار الذي فرضه عليهم الحوثيون لقرابة مئة يوم على منطقة دماج في المحافظة.
إلى أن وصل الحوثيون إلى محافظة عمران منتصف العام 2014 لتصل معهم جرائم التهجير القسري، فهجرت الجماعة عشرات الآلاف من السكان من مختلف المديريات، والآلاف من الأسر أصبحت تبحث عن مأوى، ووصلت جرائم الحوثيين إلى مختلف المحافظات التي وصلت إليها مسلحيهم