“لا سفر دون ضمانات”.. كيف أصبح اليمنيون “رهائن” في مناطق الحوثيين؟!
تعميم صادر من داخلية الحوثيين غير المعترف بها يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
يبدو أن المواطنين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين أصبحوا رهائن بعد أن فرضت الجماعة المسلحة “ضمانات” لمن يسافرون إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
حيث أعلنت إدارة القيادة والسيطرة الشرطة في وزارة الداخلية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي منع المواطنين من السفر إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية خوفاً من انضمامهم إلى الجيش والمقاومة اليمنية.
وتلقى “يمن مونيتور” بلاغاً صادر من إدارة القيادة والسيطرة في وزارة الداخلية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بإصدار تعميم وتوجيه إلى جميع مدراء عموم المديريات ومدراء أمن المديريات وجميع المشائخ وعقال الحارات والأمناء انه “لن يقبل بسفر أي مواطن إلا بعد تقديم ضمانة”.
وطالب التعميم بتحرير ضمانة تكشف عن سبب السفر إلى مناطق من أطلقت عليهم “المرتزقة” (في إشارة إلى المناطق المحررة من سيطرة الحوثيين) بالإضافة إلى تحمل الضامن كافة المسؤولية عن الضمانة المحررة للشخص المسافر إلى مناطق المرتزقة منها محافظة مارب وحضرموت وتعز والمحافظات الجنوبية.
وحذر التعميم المواطنين من تجاهل ذلك، وشدد على ضرورة “الالتزام بما جاء فيه وان كل من يخالف البلاغ سيتحمل جميع المسؤولية وان وزارة الداخلية تخلي مسؤوليتها عن العواقب التي تصادف المسافر دون إذن وضمانة مسبقة منها”.
ويقوم اليمنيون في مناطق الحوثيين بالفعل بتقديم ضمانات.
وقال عاقل حارة في جنوب صنعاء ل”يمن مونيتور” مشترطاً عدم ذكر هويته، إن كل مسؤول حيّ يأتي إليه بعض السكان المسافرين للحصول على موافقة وإذن السفر من أجل قطع جواز أو المرور إلى عائلته في المحافظات الواقعة تحت سيطرة “الحكومة”.
ويشير المسؤول إلى أن “بعض السكان غير المعروفين يتم إحالتهم إلى المسؤولين والمشرفين الأمنيين التابعين للحوثيين لعدة أسباب من بينها عدم معرفة عاقل الحيّ بالشخص أو الاشتباه بمعارضته للجماعة”.
من جانبه يقول سعيد القطوي مواطن لـ”يمن مونيتور”: ذهبت إلى عاقل الحارة ليقوم بتوقع ورقة تفيد بأني احد ساكنين المنطقة ليحيلني إلى المشرف الأمني في المنطقة والمكانى “بأبو الزهراء” لتبدأ عملية التحقيق وسؤال وجواب لماذا تريد السفر إلى أراضي المرتزقة؟ أجبت: كي أقطع جواز للعمرة لأنها سوف تفتح قريباً ويتسنى لي البحث عن فيزة عمل.
يقول القطوي إن المشرف الحوثي “ضحك” من مبرري وقال: أي عمرة وأي طاعة أفضل من الجهاد في سبيل الله.. أذهب إلى الجهاد وجبهات القتال تنتظر أمثالك لأنك شاب أذهب وأبحث عن الأجر والمثوبة من الله.
وتابع قائلاً: تحول الوضع إلى محاضرة طويلة عن الجهاد وعدم قبول العمرة ولسكوتي الطويل وعدم ابداء اي تفاعل مع المشرف خلال حديثه.. رفض القيام بتوقيع الورقة وقال انت لا لست في المربع الأمني الخاص بنا.
وأشار سعيد إلى ان الشهر الثاني يمر ولم يتمكن من استخراج ورقة عبور من النقاط الأمنية الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة كي يقوم بقطع جواز صالح للسفر بعد إلغاء الجوازات الصادرة من صنعاء.
ولم يصدر تعليق من حكومة الحوثيين.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م ومنذ ذلك الحين يخوضون حرباً ضد الحكومة الشرعية، وتدخل تحالف تقوده السعودية لمهاجمة الحوثيين في مارس/أذار 2015 دعماً للحكومة الشرعية.