صحيفة أمريكية: اضطرابات جنوبي اليمن تعرقل تدفق المساعدات وتعوق عملية السلام
أشار إلى أن الإمارات تبحث عن جائزة اقتصادية لها من هذا التدخل عبر السيطرة على ميناء عدن، والسؤال الذي يدور حالياً هو هل تؤثر الانقسامات في اليمن على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى.
يمن مونيتور/متابعات
قالت صحيفة “الواشنطن بوست”، الأمريكية، اليوم السبت، إن اندلاع اشتباكات عنيفة في جنوب اليمن داخل القوات المتحالفة مع الحكومة جعل من المشهد في البلاد الغارقة في الحرب أكثر تعقيدا.
وأضافت: وولدت حرب أهلية جديدة داخل الحرب الأهلية بين المليشيات الانفصالية الجنوبية والقوات الأخرى المتحالفة مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وظهرت التوترات قبل أكثر من عام بين الحلفاء، ولكن هذا الشهر، تصاعدت التوترات إلى اسوأ قتال.
وأوضح الكاتب سودارسان راكثين في التقرير الذي نشرته الصحيفة أن كلا من الجانبين قد تحالفا مع ائتلاف بقيادة السعودية والإمارات، مع هدف ظاهر هو استعادة حكومة هادي ومنع ثيوقراطية إيران من الحصول على نفوذ إقليمي من خلال تحالفها مع الحوثيين.
وأكد الكاتب أن الحرب في أفقر بلد في الشرق الأوسط قد تسببت في تفاقم الفقر والأمراض، وأستنتج سودارسان أن تداعيات القتال في جنوب اليمن قد تتوسع خارج تلك المنطقة لستة أسباب على الأقل، أولها يستدعي اهتماماً دولياً إلى هذه المشكلة هو أن الأزمة تهدد بتقسيم اليمن بشكل دائم.
ووفقا لما جاء في تقرير “واشنطن بوست”، فإن التوترات الحالية لها جذور في عقود من الاحتكاك بين الشمال والجنوب، إذ يريد الانفصاليون فصل جنوب اليمن عن شماله مرة أخرى، وإذا لم يحدث ذلك، فمن غير المرجح بعد أكثر من أربع سنوات الصراع وعدم الثقة، أن تنشأ حكومة مركزية قوية.
وبينت أن الأزمة تسببت في حدوث خلاف بين السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن لدى كلا من البلدين رؤية مختلفة حول مستقبل اليمن، وفي حين تنظر السعودية إلى دورها في اليمن كرادع لطموحات إيران فإن للإمارتيين هدفا اضافياً هو اكتساب النفوذ في شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي.
وأشار إلى أن الإمارات تبحث عن جائزة اقتصادية لها من هذا التدخل عبر السيطرة على ميناء عدن، والسؤال الذي يدور حالياً هو هل تؤثر الانقسامات في اليمن على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى.
وذهب الكاتب إلى أن الاضطرابات تمكن تنظيمات القاعدة والدولة” وغيرها من الاستفادة إذ يقول الكاتب إن الجنوب وفر ملاذاً لتنظيم القاعدة في اليمن أو شبه جزيرة العرب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة استهدفت التنظيمات المسؤولة عن ضرب بعض القواعد الأمريكية، وتمكن الجيش الأمريكي من إضعاف القاعدة، ولكن التنظيم لا يزال قويا في الجنوب.
ويرى الكاتب في التقرير أن السبب الرابع هو أن القتال قد يتعارض مع حركة الشحن الدولي، حيث تقع عدن في موقع استراتيجي عند مصب البحر الأحمر، وتقع المدينة الساحلية، ايضاً، بجوار مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
وأوضح الكاتب أن الاضطرابات الناجمة عن الاشتباكات أو الضربات الجوية أو التفجيرات قد تؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية.
وأكد التقرير أن القتال قد يؤدي إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية في اليمن، وفي نهاية المطاف، يوضح القتال في الجنوب الحاجة إلى اتفاق سلام أكثر شمولا، وأشارت الصحيفة أن الاشتباكات في الجنوب تعوق عملية السلام.