كتابات خاصة

عاش الوطن وعاشت عدن

أحمد ناصر حميدان

والبداية التمكين من بعض ابنائه، باستغلال حاجتهم للدخل والوظيفة فوظفوهم، وعندما يتحول المناضل لموظف عند اعداء قضيته كارثة بكل المقاييس.

فقدنا اشياء مهمه في هذا البلد العريق حتى النضال سرق منا، ومناضلين تاهوا عن مسار نضالهم الحقيقي، بلد انهكته الحروب، حتى اعتقد اعدائه انه سهل المنال، مارد العروبة والتاريخ والحضارة، وسوست لهم نفوسهم في ترويضه  واستثماره لخدمة أطماعهم.

والبداية التمكين من بعض ابنائه، باستغلال حاجتهم للدخل والوظيفة فوظفوهم، وعندما يتحول المناضل لموظف عند اعداء قضيته كارثة بكل المقاييس.
تم التهيئة لهذه الكارثة بكم هائل من المغالطات والتدليس لاغتصاب ما يمكن اغتصابه من عقول، شحنت بالكراهية لكل ما يخص نضالهم الوطني والاممي، لحصرهم في زاوية ضيقة بضيق عقولهم وتطلعاتهم والدعوة للتنكر للهوية والتاريخ والانسلاخ من عمقهم الوطني والتاريخي، والارتماء في حضن العمالة والارتهان والتبعية.
التهيئة في اسقاطهم ببالوعة المخزون القذر من العنصرية والانتهاكات الانسانية والحقوقية، بالوعة السجون السرية والتصفية الجسدية والانتهاك للكرامة والانسانية والفرز المناطقي والعرقي والطائفي والمذهبي، والتهجير والترحيل وكل ما يخطر بالبال من وسائل التمزق والشتات والتناحر والفرقة والكراهية والخصومة الفاجرة.
ولذلك زرع كائن هلامي يحمل وهم القضية ويقودها لتلك البالوعة كائن فاقد لصيرورة العمل السياسي والثقافي والفكري مشبع بالعصبية والقروية عمل بكل طاقاته لتمزيق لحمة النضال وشتت المناضلين بتصنيفات قذرة واصطفاف اقذر زاد من حجم التراكمات والشروخ الاجتماعية والوطنية كائن لم يجمع بل شتت ولم يٌعقل بل جهل ولم يوسط بل عصب وجر الجميع للعنف كوسيلة للحسم كائن لم يرتقي لمصاف عدالة القضية وانسانيتها وسلميتها فجرها للعسكرة.
وإذا تعسكر جاهل ومتعصب ومتزمت اصولي، يدفع بالجميع لعمليات انتحار ,وكانت عملياته المتهورة سمها استشهادية تحررية ثورية , مهما اختلفت الاسماء , هي عملية قتل ممنهج للوطن والقضية , نفذها بغباء , فوجد نفسه في مواجهة قضيته والجميع , هو اليوم كعجل مذبوح يركل ويدمر كل ما حوله في نزعاته الاخيرة لحياته الكارثية.
كل شيء مبرمج , وكل بذرة خبيثة زرعت في المكان المناسب والوقت المناسب , كانت عدن المكان المراد لطفح تلك البالوعة , عدن والحقد يسري في عروقهم عليها , لابد من تحيدها من المنافسة الاقتصادية والتجارية , عدن التي ترعبهم عندما تذكر في الخريطة الاقتصادية للعالم , لأنها تحوي كل وسائل النهضة والريادة , والكفاءات والمهارات والعقول الراجحة , كانت المؤامرة تعطيل فرص الحياة فيها والاستقرار , لتبقى بعيدا منسيه مكلومة غير قابلة للحياة والتمدن .
ما الذي يحدث , تنازلوا عن كل ما بأيديهم , الا عدن , قالوا سنموت فيها ام ننتصر , والمقصود هي عدن وابنائها , تدميرها تعطيل كل شيء فيها كم سنة تحتاج لتستعيد عافيتها , وستجد حرمان من تلك العافية  .
لكنها عدن عصية قوية صامدة , ستنهض اليوم او غدا , وستعود رائده متربعة عرش الاقتصاد الدولي , كملكة متوجه بمينائها العريق والطبيعي بتاريخها وارثها وسمعتها العالمية , ستنهض عدن لتكن رافعة اقتصادية وسياسية  للدولة الاتحادية والمواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية , ستخرج من هذا الوحل وتحطم كل تلك القيود وتنفض  من على كاهلها بذور المؤامرة .
عاش الوطن اليمني العظيم وعاشت عدن
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى